الحديث عن الأديان له مخاطر شديدة وبالغة الأثر في نفوس المؤمنين بأي دين لأن الدين جزء أصيل من كيان البشر حيث أن فيه ما يوافق الفطرة الباحثة عن قوة تركن إليها وقت العجز (الذي لا بد أن يأتي يوما) وتسألها المعونة حين تنتهي كل محاولات الإنسان في الحصول على ما يساعده على الحياة (وهذا يحدث لكل إنسان) أو يدرأ عنه الخطر (الذي لا مفر منه) ولا طاقة للإنسان بتجنبه (مثل الزلازل والبراكين والأعاصير) أو تقبل معايشة الأمراض المزمنة (التي نعتبر نهايتها الطبيعية الموت لا الشفاء)... ويسهل على الإنسان (باتباع الدين) تقبل مصائب الحياة التي لا تنتهي...وإذا فالدين ضرورة حياتية وإلا لما كان للبشر في كل العصور حاجة في البحث عن هذه القوة الخفية التي يسميها كل طائفة من البشر باسم مختلف...ويسميها المسلمون بأسماء الله الحسنى التي علمها لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام...نحن جميعا كبشر عرفنا الله وكل الأديان لم تنكر وجوده... بل جاءت الأديان لإعلام البشر أنهم تحت رعايته ورزقهم بيده وشفاؤهم عنده والرجوع إليه بعد انتهاء الأجل...وسواء آمن الناس أو لم يؤمنوا فهم يعرفون الموت بكل تأكيد ولا يرون منه مفرا ولا مهربا...أما ما بعد الموت فهو غيب لا يعلمه أحد علم اليقين ولكن يعرفونه بالاستدلال أو بتصديق الرسل...ويبين القرءان كيف أن الإنسان يتذكر الله رغم أنفه عند الشدة التي لا يقدر عليها ولا يتحملها والخطر الداهم الذي يهدد حياته الغالية...وعند لحظة الحقيقة التي تبدو واضحة قبل الموت أو الخطر الداهم لا يمكن أن يستنجد الإنسان بمخلوق لعلمه بانقطاع الأسباب عند المخلوقات ولا يجد مفرا حينئذ من الإذعان لتلك القوة الخفية حيث تبدو عندها هذه القوة (المنقذ الوحيد).......قد يكابر البعض وينسب تصاريف الحياة للطبيعة أو الصدفة أو التطور الناشئ بعد الخلق الأول في صورة بدائية وهو أيضا تصور فرضي ليس مبنيا على يقين ولكنه مجرد رأى ويعترف أصحابه أنه نتيجة الفكر لا نتيجة العلم اليقين ولو عدنا إلى موضوع الفكر وأن الناس مختلفون في درجة صحته بين إنسان وآخر فما الذي يجعلنا نقطع بأن الفكر لشخص ما هو نهاية الفكر والذكاء.....
إن الغباء لا يبدأ عند نقطة ما.... ولا الذكاء ينتهي عند شخص معين ...ويلخص القرءان هذه الحقيقة ناسبا إياها إلى العلم فيقول وفوق كل ذي علم عليم..... فمن يدعي أنه العليم الأخير وليس فوقه عالم أكثر علما؟..... واضح أن هذا المغرور جاهل صريح الجهل....
التعليقات (0)