في الأسبوع الماضي، عقد وفد برلماني برئاسة السيد محمد يتيم لقاءا تواصليا مع الجالية المغربية بقاعة المحاضرت بجمعية طارق بن زياد بمدينة فرانكفورت الألمانية ,النائب الأول لرئيس مجلس النواب, و ذلك بحضور عدد كبير من ممثلي وممثلات عن جمعيات المجتمع المدني اضافة الى حضور ومشاركة مجموعة من الأطر الوازنة والمرموقة إلى جانب عدد كبير من أكاديميين وفاعلين جمعويين، و كذا بعض المهتمين بالشأن السياسي المغربي، ومندوب عن القنصلية العامة للمملكة المغربية بفرانكفورت. و قد ضم الوفد البرلماني فضلا عن السيد محمد يتيم كل من النائبتين البرلمانيتين نزهة الوافي و الدكتورة جميلة مصلي عن حزب العدالة و التنمية.
هذا اللقاء نظم من طرف جمعية مغرب التنمية الممثل القانوني لوحدة العدالة والتنمية بالمانيا و التي تعنى بالحقل السياسي المغربي و الألماني، تمحورت مجرته خصوصا حول مستجدات الواقع السياسي الداخلي بالمغرب، واثارها على مغاربة العالم .
وقد افتتح اللقاء بايات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة السيد العبدلاوي رئيس الجمعية المنظمة الذي أعطى نبذة تعريفية عن الجمعية ومدى إسهامها في بدل عدة مجهودات من أجل الدفاع عن مصالح الجالية المغربية بألمانيا، و كذا بعض المشاريع المستقبلية المزمع القيام بها من أجل تمتين العلاقات المغربية الألمانية على مختلف المستويات.
وحث السيد يتيم في بداية هذا اللقاء، أفراد الجالية المغربية على الانخراط بشكل فاعل وملموس٬ بالاعتماد على كفاءاتهم وخبراتهم٬ في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي٬ سواء داخل أو خارج وطنهم الأم٬ وإلى تعزيز روابطهم معه٬ وضمان إشعاع الثقافة المغربية.
وأكد السيد يتيم أن مغاربة الخارج لاينتظرون حكومتهم أن تحسن أوضاعهم من خلال التعامل الايجابي في السفارات والقنصليات فحسب، بل ينتظرون منها اكثر من ذلك، و بهذه المناسبة أطلع السيد يتيم الحاضرين على بعض مقتضيات الدستور الجديد و حقهم المشروع في المشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية القادمة، مذكرا أن حزب العدالة و التنمية كان دوما مصرا على ضمان حق التصويت لمغاربة المهجر.
كما أن قضية مغاربة العالم هي قضية عدد كبير من ورشات الاصلاح.
و قد إستعرض كذلك السيد يتيم في هذا اللقاء بعض ما تم تحقيقه في الأشهر التسعة الأولى للحكومة بقيادة السيد عبد الاله بنكيران، مؤكدا على أن أولى أولويات الشهور القادمة هي تحسين الوضع المعيشي للفئات المجتمعية الفقيرة و المتوسطة، عن طريق خلق و بلورة مجموعة من الإجراءات الإقتصادية و الإجتماعية و التي سيعلن عنها من خلال ميزانية 2013.
وقال السيد يتيم خلال هذا اللقاء لايمكن محاسبة الحكومة الحالية على أخطاء 30 عام اللتي مضت كما لا يمكن محاسبتها خلال الشهور التسعة الأولى، بل يمكن محاسبتها خلال الأربع سنوات القادمة الذي عقدته بينها وبين الشعب المغربي.
كما أكد السيد يتيم أن بعد الصحوة الإسلامية التي أعادت لشباب المسلمين دينهم و أحيت الدين الاسلامي، جاء الان دور الصحوة الديمقراطية وأضاف أن هذه المطالب هي مفتاح التداول السلمي للسلطة والديمقراطية في المغرب.
وقال كذلك هناك اكرهات سياسة كثيرة، لكن ليست الحكومة التي تأتي وقت رخاء من يصنع المعجزات، بل المعجزات تصنعها الحكومة التي تأتي وقت الشدة، وإن إرادة الشعب تجسدت ولا يُمكن لأي أحد أن يوقفها.
وأكدت الدكتورة جميلة المصلي على أهمية التجربة الحكومية الجديدة و ما تم إنجازه في ظرف وجيز، وقالت أن حكومة بنكيران منسجمة، و قادرة أن تستجيب لتطلعات الشعب المغربي و أوضحت على أنه و بالرغم من العراقيل و التشويش الذي تحاول بعض الجهات القيام به بغرض إفشالها ، إلا أن الحكومة بقيادة العدالة و التنمية ماضية في برنامجها الإصلاحي بكل ثبات و عزم .
كما اكدت الباحثة في قضايا المرأة الدكتورة جميلة المصلي على اهمية انخراط المرأة في العمل السياسى، وإلى جانب ذلك تمكين المرأة المغربية من نيل كافة حقوقها، وتوظيف طاقاتها في التنمية، مذكرة أهمية الإنخراط النسوي في العمل السياسي والمجتمعي مع ضرورة التوفيق بين ذلك و الإلتزامات الأسرية.
وقالت كذلك على الجالية المغربية ان تناضل من أجل نيل حقوقها على الساحة السياسية داخل المغرب وخارجه، وبالاشارة إلى أنه تم التطرق أيضا إلى أوضاع الجالية المغربية خارج وطنهم الأم، التى تصل إلى أكثر من خمسة ملايين،كما حثتهم على الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه، وقالت إذا كانت عند الحكومة الحالية عناوين فلابد أن يكون من بينها عنوان الجالية المغربية بالخارج.
فُتح باب النقاش والمداخلات في نهاية اللقاء، اذ تحدث المشاركون عن قضايا حياتية وسياسية، واقترحوا افكارا وبرامج كفيلة لتحسين وضع الجالية وإيجاد حلول للمسائل والقضايا المطروحة.
بوجمعة بولحية/ المانيا.
التعليقات (0)