(6 )
غادي المعجزة
جاء غادي بما يشبه المعجزة داخل حلم والحلم داخل أمنيه النابعة من الأحداث التي عاشها قبل ان يصبح غادي .
هل تقبلك المجتمع ؟
كنت هذا الصباح مبتهجة وأنا ذاهبة إلى غرفه التحقيق .. شعرت باقتراب النهاية وإغلاق الملف.. بكل قصاصات الصحف التي تكلمت عني وكل برامج التلفاز التي جعلت مني قضيه اجتماعيه تستحق الدراسة .
نظرت إلى الأرض لبرهة قبل ان أجيب .
سيدتي انا من صنع المجتمع ... انا نتاجه باكورته الأولى .. وطفله المدلل ..
هو من شكلني ..فقمت بتشكيل غيري كما أحب وأراد .
لم يقل المجتمع لي أن افعل ما فعلت علانية لكنه كان يتمناها بأعماقه .
فكره قديمه بالية لدى البعض لكنها حلم لدى الغالبية.
كل ما فعلته أنني كنت من أيقض التنين من سباته .. ولم أبالي بما حمل معه لهم من نيران كنت أول من احترق بها .
لم يكن حلم أمي وحدها .. وأمنيه والدي وحده .. كنت اراى الموافقة والتشجيع منهم بالرغم من بعض الأصوات الناقدة الناصحة النادرة .
سيداتي سادتي وقفت فجأة وأكملت
هل تريدون فعلا ان اروي لكم تفاصيل ما فعل غادي وما كان سيفعل .
حسنا لكني أحذركم إنكم لن تحتملوا مواجهه الحقيقة ورؤية الواقع, ومشاهده وحش كاسر طليق بينكم, انتم من صنعه وأطلقه وانتم الآن من يريد قتله .
كنت بويه او صبيك او متشبهة بالرجال .
لا اعرف ما باقي المسميات لديكم .
ليس لان شعري قصير . ليس لاني ارتدي ملابس الرجال . ليس لاني أتناول العقاقير الخاصة بإيقاف هرمونات الأنوثة بداخل جسدي المسكين .
وليس لان الكثير من الرجال أصبحوا يحرصون علي وعلى تواجدي في حفلاتهم الخاصة والماجنة و ينفقون علي ويعطوني الكثير من الهدايا .
ليس لان هناك الكثير من الفتيات المكبوتات والمحرومات , اصبحن يحببني وهن يرين أني رجل بعد ان كنت أنثى سابقه .
ليس لأجل كل ذلك .. سأخبركم لم فعلت ما فعلت ..
ولكم حريه التصديق من عدمها ..انا أردت أن احمي نفسي من كل من حولي .. في مجتمع ومحيط يعطي الحصانة لك بمجرد أن تكون رجل
( شايل عيبه في جيبه )
في كل مره أقوم بتوصيل الطلبات لزبائن والدتي أتعرض للتحرش والتعليقات . بعد أن أصبحت غادي لا زلت أتعرض للتحرش ولكنه من نوع مختلف.
كنت أنثى من الداخل ورجل من الخارج
رأيت يوما في نظرات عيني أمي الفخر وتحقيق الحلم وهي تركب معي في سيارة لم تسألني من أين جئت بها , بل اكتفت بهز رأسها عندما قلت معلقه موضحه (انها إيجار)
أذا كنت مسالما طيبا طبيعيا لا يشعر بك احد, أما إذا ما أصبحت مختلف لا يسألون عن السبب والمسبب بل أنهم لا يسألون وينصبون أنفسهم قضاه
ويصدرون الأحكام علي
( كيف بدأتي في تشكيل جماعه جيفارا)
ابتسمت وأنا أتذكر جهلي بمعنى الاسم ومعانيه. أجبت في بداية التغير لدي كما قلت لكم سابقا انه كان خارجي فقط. لكني دون ان اعلم وافهم الأسباب أصبح الكل يتقرب مني بل ان السيارات أحيانا كانت تتوقف لي
ليقوم بعض الأشخاص بعرض التوصيل علي
مع الأيام أصبحت أدرك ما يقصدون وأصبحت أتفنن في استغلال مال ووقت وفكر من أمامي دون أن اشعر بأي ذره ندم أو حزن وأنا أقوم بذلك .
كنت انتقم من الكل فيني .
أصبح لدي الكثير من الأصدقاء والصديقات لم يجمعنا إلا شيئان
البعد عن الله والاعتراض على المجتمع .
كان اسم جيفارا اقتراح أحداهن واعتقد أنها مثقفه أو ما شابه ذلك قالت انه كان ثوري
وهذا ما نعتقد أننا فيه حاله ثوره على الآخرين وهي في الواقع ثوره على الذات .
شعرت بارتجافه تهزني من الداخل كنت كبركان خامد يستعد للإستيقاظ
نظرت إلى من يقال انه محامي لي
كان لساني لا يتوقف عن السرد
... وضعت يدي على فمي .. ليتني استطيع إيقافه عن البوح ... ليتني ولدت خرساااااء لأسكت
سادتي احتاج إلى عقار مسكن قبل ان انفجر
ي..ت..ب..ع..
(7 )
جنازة
ناولتني الدكتورة المسكن وأنا اشعر أنها بأعماقها تعطف علي بل إني شعرت أنها قاومت رغبه عارمة بأن تمسح على شعري وتحضني وتخبرني ان كل شيء على ما يرام
هل تحبين ان نكمل التحقيق غدا؟
( لا ) أجبت لم يتبقى بقصتي ما يستحق معايشه آلام الليالي لأجله .. فالنهاية أصبحت اقرب
قيل(إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط .. فإنك إذاً لن تتعلم أبدا )
وأنا أقول ان لم تسمع مالا يعجبك فلن تسمع ما يعجبك يوما
حرية القرار سيدتي تكون بعد ان نرى للأشياء بمجملها
ونسمع من الآخرين قصصهم, وها انتم في هذه الجلسات للمحكمة الإستئنافيه تريدون الخروج مني بشي يوقف إقرار الحكم علي
وهذا الفاضل أمامك محامي المتهمة او المتهم سموني بما شئتم يأس من محاولات إقناعي بان ادعي الجنون وبأن يسجل لي ملف في مستشفى الطب النفسي ليكون لي مخرجا من تنفيذ الحكم . لكني رفضت وأصررت على ان أكون الراوية للحكاية
حكايتي
ليس لأجلي ولكل لكل من يسمعني هنا
او يقرأني هناك في صفحات الصحف
اوحتى يدعو لي في مكان ما ان وجد من يفعل لي ذلكـ.
حسنا مناهي أكملي ماذا بعد ان شكلتي الجماعة ما الذي قمتم بفعله ؟
صفعني هذا السؤال وصرخت وما الذي لم نفعله
كانت الجيفارا ملجأ من لا ملجأ له
وحصن لمن لا حصن له
مكان لتجمع كل الباحثين عن التغير الخائفين من المجتمع كل المقلدين للغرب وكل المرضى الذين أرقتهم الوساوس في جنسهم ونوعه , سمعت ان هناك فعلا ناس بداخلهم خلل واضطراب هرموني لكني لم أصادف احدهم .
كل من حولي كانوا رجال أرهقهم المجتمع بمسؤولياته الملقاه على عاتقهم او اناث اردن التمرد على الدين والعادات والتقاليد
كنت احدهم ولو شكليا , لاني بالداخل كنت احلم
تحشرج صوتي , ولم اكمل لهم حلمي
أكملت متجاهله هذا الإحساس الذي مرني , كنا نقيم الحفلات , ونتفنن في نشر ثقافتنا للآخرين وخاصة المراهقين ,
ضحكت وانا اقول بصوت عالي افزع الموجودين
عزيزي المراهق عزيزتي المراهقة
أعطني عقلك واستمتع بالجنون
لدينا كل ما ترغب به علاقات جنسيه , مشروبات روحيه , و...........
صمتت لم أكمل لم استطع ان أفاخر بكل السنوات التي مضت وما الذي فعلته بها
أكملت
ليت الآباء يعلمون .... ليت الأمهات ينتبهون .. لأبنائهم ..
فليس كل صامت مؤدب وليس كل متمرد شاذ..
لا تحاربون التطور والإنفتاح على العالم ولكن اقتربوا منهم أكثر..
اسمعوا لهم أكثر..
أحبوهم ..فقط
امنحوهم الحب وحينا ستمنحونهم الأمان ..
وحينا فقط تأكدوا أنهم لن ينظموا لي.. وما كنت أترأس
قالت أحداهن يوما في كتاب وقع بين يدي بالصدف
( يربكني تدخل البعد ألاعقلاني في السلوكيات والقرارات الإنسانية , وتذهلني الحياة السرية للمشاعر)
طرأت علي هذه العباره عندما علمت بموت أبي الذي مات عندما قرأ لي لقاءا صحفيا كنت اندد بة القرار الحكومي الموجب لسجن المتشبهين من كلا الطرفين واخبره احدهم اني ابنته
كنت أقول للصحفي انها حرية شخصيه لا يجب ان تكبت ولا يجب ان نعاقب ونحن لم نخالف القانون
لم اشعر بالذنب تجاهه فهو لم يراني مذو سنوات
فما الذي يتوقع اني سأتحول له وهو لم يقم بتربيتي ولا السؤال عني
سقط مني دمعه ضعيفة منكسرة
وأنا اذكر الحالة التي شعرت بها عندما سمعت خبر وفاته
وانه مات وهو لا يعرفني كمناهي
وعرفني كغادي
مات خوفا من نقد المجتمع له
ولم يعش ليقف معي ضدهم
ويحتويني ويحظنني
ويخبرني ان هناكـ ضوء قادم
وأمل
يااااااااااااااااه كم كنت احتاج إلى الأمل
ي...ت..ب..ع
التعليقات (0)