اتهمنا الكثير من المدونين والقراء باننا لا ننشر عن الاسلام الا ما يقع في خانة العنف والكراهية واتهمنا البعض باننا نسيء للاسلام والى غيره من الكلام ..
وجوابنا هو اننا نركز على هذه الامور لغرض ايجاد الحلول لها فالسماحة الموجودة في بعض الايات والنصوص ليست مشكلة لنسلط عليها الضوء او نناقشها .. اضافة الى انها من الامور التي تعج فيها المدونات .. ولا ارى فائدة من تكرار الكلام ..
اما اليوم فلقد اطلعت على كلام احد شيوخ الشيعة واسمه احمد القبنجي .. ووجدته يطرح الدين بشكل عصري ومعقول فيتطرق لمسألة الوحي من وجهة نظر مختلفة عن تلك التي يدعو لها وعاظ الكراهية الاخرون ..
اليكم جانب من كلامه حيث يقول:
لو كنت انت بالفعل الله وانت من انزل القرآن، آتنا باخبار عن الفرس، عن الزرادشتية مثلا، عن اخبار الامم غير الموجودة، عن الصين، هل سمعتم عن كلمة صين في القرآن؟
الاعظم من هذا ... من هو نبي العرب؟ ليس ابراهيم، فابراهيم ليس عربيا، بل ابنه اسماعيل هو نبي العرب، ولقد جلب ابراهيم اسماعيل وامه الى الجزيرة العربية وذهب الى فلسطين، فالنبي الاول هو اسماعيل، ولكن القرآن كله كلام عن يعقوب واسحاق ويوسف، بينما لا نجد ذكرا لجد النبي في القرآن! ماذا عن زوجته، اولاده، ماذا قال لقومه، في اي عشيرة كان يعيش؟
لم يذكر عنه الا انه كان من الصابرين، (واذكر اسماعيل واسحاق ...)، بينما على يوسف هناك سورة كاملة هي نفسها موجودة في التوراة.
يا ايها النبي العربي جدك هو اسماعيل، لماذا تتمسك بجد اليهود اسحاق، لماذا لا تخبرنا عن جدك، اولست نبيا، الم يكن جدك نبيا؟ لا يوجد خبر عن اسماعيل في القرآن، وهذا يعني ان الاخبار الموجودة في القرآن كلها من التوراة ومن الانجيل، وهذا يعني ان القرآن لم يضف معرفة جديدة للنبي، معرفة عن الصين عن الهند عن افريقيا، لماذا لم يعطه معارف؟ اذن القرآن ليس معاني جديدة بل نور جديد او نور هداية، وبقيت معارف النبي، فلقد كان يجلس مع اليهود مع النصارى، فقبل النبوة كان يجلس مع ورقة بن نوفل، فكان عمره عندما اصبح نبي اربعون عاما، فهو حتما سمع قصص الانبياء قصص موسى وقصص عيسى، هذه نفسها تجدد انتاجها بصيغة عربية جميلة ففي التوراة لم تكن هناك قصص صحيحة عن الانبياء فلقد كان يقول ان لوطا زنى بابنتيه وهذا ما لا نجده في القرآن، يعني ان النيبي محمد اعاد صياغة قصة الانبياء بشكل مقبول، يعني ترك الاشياء غير الاخلاقية، فداود حسب التوراة زنى بزوجة قائد الجيش اوريا، ثم ارسله الى معركة وقتله ثم تزوجها. ولكن فقط اشارة .. 99 نعجة ولي نعجة واحدة في قصة الملكين ... اذا نفهم من هذا ان هذا القرآن بهذه الاشكالات والادلة ونظرية العرفاء تجيب على كافة الاشكالات بينما النظرية الاولى السائدة فلا تجيب، بينما نحن نقول ان القرآن هو تغير بالوحي، تغير وجودي في قلب النبي بحيث يصبح قلب النبي نورانيا ويصبح وجود النبي نوارني، وما ينطق النبي حتى لو كانت معارفه موجودة، لم ياتنا بمعارف جديدة ولكن بدوافع اليه، فهذا القرآن ليس كلام الله لا باللفظ ولا بالمعنى، بل هو كلام الهي، يعني دوافع الهية، اي ان دوافع النبي الهية وانسانية وبالتالي يترتب عليها الكثير من الامور، فاذا كانت الدوافع الهية وليست كلام الله ستحل لنا الكثير من الاشكاليات، كالتعصب والارهاب والطائفية، نقول ليست من الله بل من كلام النبي الذي كان صحيح في ذلك الزمان اما الان فلا، فنحن غير ملزمين باطاعة النبي في دائرة ثقافته، حيث ضمن هذه الدائرة رأى ان الكفار خطر على الاسلام اما الان فالكفار ليسوا خطر على الاسلام
هذا الكلام لا احد يعترض عليه .. ولو فهم جميع المسلمين الاسلام وطبقوه بهذا
الشكل الرائع، الذي يدعو اليه هذا الشيخ الجليل والمحترم، لما اصبحت هناك مشكلة مع الاسلام ابدا ..
فاهم المشاكل التي يصطدم بها العالم مع المسلمين، هي دعوتهم الى الجهاد وقتل الاخرين واحتقارهم واضطهاد المرأة ... الخ
فالحل هو بيد المسلمين، هم من يستطيعون ان يجدوا حلا لهذه الاشكالات بتجديد دينهم .. فحتى من عاش قبلهم بالف عام كان افضل منهم فلقد استطاع فقهاء المسلمين في ذلك الزمان ان يجدوا حلا للكثير من اشكاليات عصرهم على عكس فقهاء وشيوخ الاسلام الحاليين الذين يقفون عاجزين عن استدراك امرهم ولا نجدهم الا ببغاوات تردد كلاما اكل عليه الدهر وشرب ..
التعليقات (0)