وعلم اسرائيل من التراث اليهودي ايضا
يحمل علم دولة اسرائيل ما يحمل من معاني حضارية ورمزية مستوحاة من صميم التراث اليهودي الحضاري.. وتجتمع على رايته معاني التراث والرمزية والبساطة في ثلاثية شكلت الاساس الذي اجتمعت حوله الآراء تمهيدا للتوصل الى صيغته النهائية.. واذا اتفقنا بان الرموز التي تميز كل دولة هي بمثابة شفرة تعبر عن ثقافة الدولة وحضارتها وقيمها الاجتماعية والاخلاقية، فان دولة اسرائيل لا تخرج عن هذا النطاق فنرى ان كل الوان الطيف في المجتمع الاسرائيلي تجتمع حول المعاني الرمزية لعلم الدولة.
اما الرموز التي تظهر على العلم فتشمل مركبان اساسيان هما التاليت ونجمة داوود. اما (التاليت) فهو رداء يهودي خاص يرتديه الرجال ويختص بطقوس يهودية كالصلاة والعبادة والادعية والمناسبات. فيما نجمة داوود هي رمز يهودي قديم له حضور عريق في الادبيات العبرانية القديمة مرورا بالتلمود وصولا الى نشأة الحركة الصهيونية وحتى زمننا الراهن. وتتشكل نجمة داوود من مثلثان يشكلان بدورهما نجمة سداسية، وتروي التقاليد اليهودية المتوارثة ان نجمة داوود كانت تزين دروع المحاربين في جيش الملك داوود. وتظهر نجمة داوود على ختم يهودي اكتشف في صيدا يعود الى القرن السابع قبل الميلاد. وظلت نجمة داوود من العلامات البارزة التي كانت تزهو بها بيوت العبادة اليهودية خلال حقبة بيت المقدس اليهودي في أورشليم. وتظهر ايضا على هيئة نجمة خماسية على خاتم الملك سليمان. وذكرها الحاخام يهودا بن الياهو ابن القرن الـ 12 الميلادي في كتابه اشكول هكوفر. واما علاقة المثلثين بالملك داوود فمردها الى شكل حرف الدال (دالت) بالعبرية القديمة والذي اتخذ شكل مثلث. ولان كلمة دافيد דוד تحتوي على حرفي دال في اولها وآخرها فقد وقع الاختيار على مثلثين مقلوبين يشكلان معا نجمة سداسية كما ذكرنا.
وهناك معاني فلسفية وصوفية ورياضية شتى لا يتسع لها المقام. لكن لا بد ان نعود الى الملهم الاول لنجمة داوود وهي زهرة الزنبق او السوسن التي تعتبر من رموز الطبيعة البارزة في اسرائيل. يقول الباحث أوري أوفير ان النجمة السداسية مستوحاة من الشمعدان او المنارة حيث كانت تظهر على الدوام تحت الشمعدان صورة لزهرة الزنبق حسب ما ورد في التلمود وهو بدوره شرح لما ورد في سفر الخروج الاصحاح 25 تقول الآيات : (( وَاخْرِطْ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَتَكُونَ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. ٣٢ وَتَتَشَعَّبُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاَثَةُ أَفْرُعٍ، ٣٣ فِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاَثُ كَاسَاتٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ، وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. ٣٤ وَيَكُونُ عَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةِ الشَّكْلِ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا )).
وفي النسخة الارامية للتوراة وردت كلمة شوشنيا بدلا من كلمة زهرة في الآيات المذكورة ، ومثلها الترجمة السبعينية وهي ترجمة التوراة الى اليونانية ، حيث تشير كلاهما الى زهرة السوسن او الزنبق ذات الاوراق السداسية (الاسم العلمي: Lilivm candidvm). وورد في النسخة العربية للتوراة ترجمة الحاخام سعيد الفيومي (كتاب التاج) التي تعود الى قرابة الف سنة مضت، وردت عبارة سوسنة بدلا من عبارة وزهر كذلك عبارة وسواسنها بدلا من أزهارها في اشارة اخرى الى زهرة السوسن.
يهودي يتلفع برداء الـ (تاليت) خلال الصلاة
زهرة الزنبق والنجمة السداسية
نجمة داوود تغلف صفحة الكتاب الاولى لمؤلف يعود الى عام 1008 للميلاد في مدينة لينينغراد
واجهة بيت على شكل نجمة داوود
نقش حجري لنجمة داوود على واجهة منزل في أورشليم العام 1936
علم دولة اسرائيل
شعار منظمة نجمة داوود الحمراء للاغاثة والخدمات الطبية
قلادة مذهبة على هيئة نجمة داوود
ومرة اخرى زهرة السوسن الملهم لنجمة داوود السداسية
التعليقات (0)