وعرفت الرئيس
((قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير)) آل عمران 26
سبحان المعز المذل , سبحان من يقول للشئ كن فيكون , سبحان من بيده ملكوت كل شئ
كل شئ كان طبيعيا جدا , الأستاذ الجامعي يشرح لطلابه مادة المواد Materials ولم يتخيل أحد ولا حتى في الأحلام أن بعد 12 سنة سوف يصبح الأستاذ الدكتور ......
- عميدا؟
- لا
- رئيسا للجامعة؟
- لا … بل رئيسا للجمهورية
هكذا كانت الأمور تسير طبيعية جدا وكنت أحد هؤلاء الطلبة المنصتين لشرح الدكتور محمد مرسي في أحد مدرجات كلية الهندسة بجامعة الزقازيق في العام الدراسي 1999-2000
وكان الدكتور محمد مرسي مثله مثل أي دكتور آخر يشرح المقررات وكان البعض يحضر محاضراته باستمرار والبعض الأخر لا يحضر بل لا يفهم شيئا مما يقوله الدكتور ولا سيما أنه كان على درجة كبيرة من العلم وليس بمقدور كل الطلبة أن تفهم ما يقول
وكان الزملاء يتناقلون أخباره ويعتبرونه مثلا أعلى ولا سيما عندما يعرفون أن الدكتور مرسي كان الأول على أقرانه في البعثة أثناء تحضير الدكتوراة وأيضا أنه كان مرشحا لمجلس الشعب عام 1995 ولكن لولا التذوير لنجح من الجولة الأولى في ذلك الوقت - ومن المعلوم أنه نجح في الدورة التالية لها عام 2000
وأذكر موقفين رأيتهم بنفسي من الدكتور محمد مرسي:
الموقف الأول: في إحدى المحاضرات أثناء حديث الدكتور تطرق بنا الكلام إلى الإختلاط بين الطلبة والطالبات في الكلية خاصة وفي الجامعة عامة وأذكر جيدا ما قاله الدكتور موجها الكلام لطلابه
(يجب أن تكونوا إيجابيين وتنكروا المنكر , أين أنتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان , ولا تقول إنني ما زلت طالب فيجب أن انتظر حتى أتخرج , لا لا إنك إذا قلت هذا فسوف تتخرج وتصبح معيدا وستقول عندما أصبح دكتور وبعدها تقول عندما أصبح أستاذ دكتور ثم تقول عندما أصبح عميد وهكذا سوف تظل تسوف ولن تفعل شيئا وإنما يجب عليك أن تدرك اللحظة الفارقة وأن تتخذ القرار الشجاع) وحتى لا يفهم البعض كلامي خطأ فإن الدكتور لم يكن يقصد أننا يجب علينا أن نزيل المنكر باليد بل إنه كان يقصد – كما فهم الجميع آن ذاك – أننا يجب أن نتغير من داخلنا وننكر المنكر بالقلب أو باللسان إن أمكن حتى لا نألف المنكر ونتعود على رؤيته دون استنكار
أما الموقف الثاني:
فكان في العام التالي 2000-2001 وكان الدكتور مرسي في ذلك الوقت عضو مجلس الشعب ولم يكن يدّرس لي في ذلك العام
وبينما أنا في طريقي للخروج من بوابة الجامعة إذ رأيت مظاهرة كبيرة ووجدت الدكتور مرسي واقفا يلقي كلمة في الحضور وبالرغم من أنني لم أكن من محبي تلك المظاهرات إلا أنني عندما رأيت الدكتور مرسي وكنت أحبه واحترمه فقلت أسمع ماذا يقول فوجدته يقول (إن إخواننا المجاهدين في فلسطين نحسبهم إن شاء الله من الشهداء ولا يجوز البته أن نقول عليهم كما يقول البعض أنهم انتحاريون وأنهم يأسوا من الحياة لعدم توفر الأمن أو سبل العيش فلم يجدوا أمامهم إلا أن يفجروا أنفسهم – يقصد مبارك حيث أنني سمعت بنفسي مبارك يصفهم بهذا الوصف بالتحديد – لا إنهم إستشهاديون طلبوا الشهادة في سبيل الله ولا يجوز أن نقول إنهم يأسوا من الحياة وتلا قول الله تعالى ((إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ))
هكذا عرفت سيادة الرئيس محمد مرسي ذو أخلاق عالية وإخلاص لدينه ووطنه وإن كنت لم أنتخبه في الجولة الأولى فليس معنى هذا أنني أعارضه بالعكس كنت أشاهد أغلب المؤتمرات والندوات أثناء فترة الدعاية الانتخابية وعندما دخل الجولة الثانية لم أتردد لحظة في تأييده والآن وبعد أن أصبح رئيسا لمصر أدعوا الله أن يسدد خطاه ويوفقه ويرزقه البطانة الصالحة الناصحة ويكفيه كيد الكائدين وشر الأشرار ومكر الفجار , إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
التعليقات (0)