يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان غدا الى دولة الامارات العربية المتحدة، في اطار جولة عربية قادته الى السعودية والكويت، على أن تشمل لاحقا البحرين وقطر، في اطار مسعى رئاسي لبناني لثني بعض الدول الخليجية عن قرار الطلب من رعاياها عدم السفر الى لبنان هذا الصيف بذريعة الأمن.
وطرحت خلال القمة اللبنانية ـ الكويتية، أمس، العناوين نفسها التي تم بحثها في القمة اللبنانية ـ السعودية، يوم الجمعة الماضي، مضافاً اليها موضوع قرار حظر سفر الرعايا الكويتيين إلى لبنان، حيث تلقى سليمان وعدا كويتيا بالعودة عن القرار خلال اسبوعين.
وتميز استقبال سليمان بحفاوة استثنائية على أرض الكويت من قبل القيادة الكويتية. وأوضح مصدر في الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية في زيارته التي دامت بضع ساعات «أن الحديث خلال اللقاء مع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح تدرج بدءاً بالعلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين وتاريخية هذه العلاقة التي يجب ألا تؤثر فيها أي شائبة أو حالة ظرفية لكون الشعبين يرتبطان بأواصر من العلاقات الاجتماعية والأسرية والاقتصادية العصية على التأثر السلبي بأي تطور مهما كان حجمه ونوعه».
وأضاف المصدر «ان سليمان الذي جدد الثناء على موقف الكويت الداعم للبنان دائماً في المحافل الإقليمية والدولية وعلى المساعدات الكويتية للبنان في مجالي التنمية والإعمار»، شدد «على أن لبنان لا يزال بحاجة إلى هذه الرعاية الأخوية في ظل الظروف الحساسية والدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، انطلاقاً من كون الكويت البلد الأكثر معرفة والتصاقاً بالقضايا اللبنانية التي واكبتها إبان أيام المحنة التي عصفت بلبنان على مدى عقود خلت».
وقال المصدر «ان سليمان تطرق إلى الأوضاع في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً والموقف اللبناني الذي ينأى بنفسه إيجاباً عن الأحداث في سوريا وتأييده الحل السلمي وتأمين كل الدعم لمهمة الموفد الدولي كوفي أنان لإنجاح خطته، مع التأكيد على رفض سياسة العزل أو التدخل الخارجي، يقابله إصرار على حل الأزمة بالطرق السلمية والاحتكام إلى الحوار الوطني الداخلي بعدما ثبت أن معظم السوريين يريدون الديموقراطية».
وتطرق سليمان للإشكالات على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، والى معالجة قضية توقيف بعض المواطنين اللبنانيين عبر الأطر الرسمية المشتركة. كما تطرق الى مسألة خطف أحد عشر لبنانياً من قبل مسلحين سوريين قرب مدينة حلب، متمنياً على أمير الكويت المساعدة لإطلاق سراحهم نظراً للثقل المعنوي لدولة الكويت.
وتابع المصدر ان سليمان طرح موضوع الدعوة التي وجهها لمعاودة جلسات هيئة الحوار الوطني، انطلاقاً من كون الحوار «حاجة مستمرة في الظروف العادية لأن لبنان بلد تفاعل وحوار بين مكوناته، فكيف في الظروف الاستثنائية والملحة الناجمة عن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان والتي تطورت من خروقات جوية وبحرية وبرية مستمرة إلى محاولات قضم للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وعلى طول الحدود وصولاً إلى المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة، والأمر الأكثر إلحاحاً والموجب للحوار هو التطورات العربية وتحديداً السورية التي بدأت تضغط على لبنان الأمر الذي يستدعي موقفاً وطنياً جامعاً لدرء أي تداعيات محتملة».
وشدد سليمان، بحسب المصدر نفسه، «على وجوب متابعة المسائل التي توقف عندها الحوار في جلساته السابقة، وذلك من أجل إبقاء الساحة الداخلية في دائرة الاستقرار الأمني بما يعزز مقومات السلم الأهلي وتحصينه».
وأشار المصدر إلى أن «رئيس الجمهورية استفاض في الحديث عن مسألة قدوم السياح الخليجيين والعرب بشكل عام والكويتيين بشكل خاص إلى لبنان في ضوء القرار الكويتي بحظر سفر الرعايا إلى لبنان، الأمر الذي يشكل إشارة سلبية غير مطمئنة للبنان الرسمي والشعبي».
واضاف سليمان «اننا في أعلى جهوزية لاستقبال الأخوة الكويتيين واحتضانهم والسهر على أمنهم وراحتهم وحريتهم في وطنهم الثاني لبنان»، مطالباً بالعودة عن هذا القرار لأن تاريخ العلاقة بين البلدين يفرض توجها أخويا كهذا وأنا على يقين بأن الخلفية لقرار كهذا لم تكن تستهدف الإساءة للبنان أو زيادة الضغط عليه فأنا أعرف مدى الحرص الكويتي على بلدنا وأنت يا صاحب السمو تختزن حباً كبيراً للبنان بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في الظروف كافة. وأعطيت للعلاقة بين بلدينا بعداً نموذجياً وأنت مدافع صلب وراسخ عن لبنان ولا ننسى أبداً حرصك على دعم الوفاق الوطني ومساهمتك في انطلاق مسيرة السلم الأهلي ورعاية عملية النهوض الاقتصادي، فكانت توجيهاتك المباشرة في تسهيل القروض والهبات الكويتية للبنان التي كانت خير مساعد لإطلاق الإنماء والمشاريع في كل المناطق اللبنانية على السواء».
http://www.beladicenter.net/index.php?aa=news&id22=1430
التعليقات (0)