كتب احدهم ساخرا ((بعد موسم الحج الى ايران ذهب الحجيج تقبل الله سعيهم الى المملكة العربية السعودية! هكذا هو حال العديد من القوى السياسية العراقية التي فازت في الانتخابات.. انها تطوف بين الصفا والمروى في سلسلة طويلة من الاشواط ربما تتجاوز العدد سبعة!))
السؤال اليوم هو ايعقل ان يترك العرب دولة كبرى ذات عمق وتاثير عربي ودولي كالعراق مرميافي احضان ايران ؟
هل الولايات المتحدة مصرة على معاقبة العراق والعرب وجعل القطيعة هي شانهم دوما؟
هل استيقظ العرب اخيرا وقرروا التدخل لصالح حماية الشعب العراقي وثروته ؟
اسئلة كثيرة تجيب عليها المملكة العربية السعودية ومبادرتها الكريمة الى دعوة القادة العراقيين للتباحث في امورهم بعد زبارة علاوي جاء وفد من التيار الصدري وثم الطاباني وبعد البرزاني وثم عمار الحكيم واخيرا جاء الهاشمي ..
ونحن اذ نبارك للملكة العربية السعودية حكومتا وشعبا على هذه المباردة القيمة تجاه لم الشتات العراقي والفرقاء العراقيون تحت خيمة عربية اصيلة .. ولا ننسى هنا ان نذكر بان السعوديون كان قد ارسلوا في مضى وفدا برئاسة سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الحالي الى العراق لغرض اقناع مرجعية النجف بالضغط على حكومة المالكي ((الطائفية )) في موضوع اعادة المهجرين العراقيين في الخارج واغلبهم فقد المال والاهل والمسكن والوظيفة ويعيش في حال بائس ...
ناهيك عن التدخل الايراني السارخ في الشان العراقيواذا ما كان لايران علاقات دبلوماسية ليست جديدة مع الدولة العراقية من خلال حضورها الدبلوماسي الملحوظ في بغداد وكذلك من خلال بعض القوى السياسية العراقية التي تربطها علاقة قوية مع ايران وهذا احد الاسباب الرئيسية التي كانت سببا في موجة الزيارات من الاصدقاء والخصوم الى ايران..
فانه في الاتجاه الاخر ربما يكون مفاجئا هذا التحوّل الملفت للنظر في النشاط الدبلوماسي السعودي الذي اراد فجأة ان ينفتح على القوى السياسية العراقية بعيدا عن المسار الطبيعي للقنوات الدبلوماسية المعهودة في العلاقات الدولية وذلك من خلال الانفتاح على القوى السياسية وليس عبر المؤسسة الرسمية للدولة العراقية وعن طريق وزارة الخارجية تحديدا! وهذا ما جعل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يبدي امتعاضه من تلك الزيارات رغم ان بعض الذين سافروا من ابناء جلدته.
فالسعودية وبعد قطيعة من طرف واحد للشأن العراقي دامت سنوات طويلة اصبحت توجه الدعوات بالجملة لهذا الطرف او ذاك، مستثنية المؤسسة الرسمية الحكومية وجناح دولة القانون.. لان هذا الاخير مثل عقدة مزمنة للسلطات السعودية!في إطار تحركات الأحزاب الشيعية والسنية والكردية نحو الدول الاقليمية وملف العلاقات العربية، بعد اعلان نتائج الانتخابات المثيرة للجدل من حيث ضخامة عمليات التلاعب والتزوير، استقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة أول من أمس الرئيس العراقي جلال الطالباني.
وفي بداية الاستقبال رحب الملك بالرئيس العراقي في المملكة، فيما أعرب الطالباني عن سروره بزيارة السعودية ولقائه خادم الحرمين.
وجرى خلال الاستقبال بحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين إضافة إلى مجمل الأحداث والتطورات في المنطقة.
بعد ذلك قلد الملك عبد الله الرئيس الطالباني قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لقادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة تكريماً له.
في يوم الاثنين المصادف 12/4 كذلك استقبل الملك عبدالله في قصره بالرياض، السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان والوفد المرافق له.
وقلده وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى تكريماً له.
عسى ان تنفع الاوسمة في ايقاظ ضمير بعض السياسيون ربما !!
التعليقات (0)