علي جبار عطية
حملالينا اليوم الاول من شهر نيسان مفاجأة هاتفية اذ قررت شركات الهاتف النقال اعتماد الدينار العراقي في تسعير مكالماتها بدلا من الدولار والمفاجأة الثانية احتساب السعر بالثواني وهذا يدخل من باب (حماية المستهلك) اولا وتعزيز الثقة بالعملة العراقية بعد سقوطها امام مصطلحات مثل (الاوراق) و(الدفاتر) وكأننا امام معمل لصنع الدفاتر المدرسية بينما هي تشير الى فئة مئة دولار وعشرة الاف دولار!
ومن طريف ما اذكر ان احد المصححين زمن الحصار الاسود عوقب بقطع راتب يومين لانه ترك رقما في الصفحة المحلية بعملة الدولار والمفروض ان يحوله الى دينار ويتذكر القارئ اللبيب قرارات قطع الايدي لمن يتعامل بالدولار بحيث لايعرف المواطن يديه من رجليه وكيف يستطيع العيش وسط عنتريات (البحر من امامكم والعدو امامكم والحصار بينكم!(
حدث الارباك في معرفة الرصيد وصار المواطن (اطرش في الزفة) برغم ان شركات الهاتف النقال نشرت اعلانات بمساحات جيدة وخاصة في الجرائد المناوئة للعملية السياسية والتي تصدر بتمويل مريب من دول تدس انفها بل رأسها ومالها في الشأن العراقي ولعل اعطاءها لهذه الاعلانات يكشف حجم التآمر على الدم العراقي!
اقول برغم حالة الارباك التي سببها تحويل الرصيد من الدولار الى الدينار وبرغم تمسك بعض الباعة بالاسعار القديمة للبطاقات الا ان هذا القرار يشعر المواطن العراقي باحترامه لنفسه وانه ماض نحو استكمال السيادة حتى وان بدت بمفردات بسيطة بل هي اساسية ومهمة فمازالت امامنا الكثير من المفردات مثل العلم العراقي والنشيد الوطني واعادة تسمية بعض الشوارع التي سميت ايام المد القومي فصارت لدينا مدن بأسماء دول عربية وشوارع باسم احداث ولامجال للتفصيل لكن اللبيب يكتشف ان المشوار طويل وان طريق الالف ميل العراقي يبدأ بالدينار ولاينتهي باطفاء الديون بل باطفاء الحرائق وعودة منتوجات الشركة الافريقية للصناعات الكهربائية لتغزو الاسواق!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)