كل رجل فكر وكل مصلح وكل صاحب نهضة وكل صاحب مشروع حضاري وكل داعي لقضية ما لديه حساسية عالية جدا لمايحصل في واقعه من احداث ولديه شفافية كبيرة لمحيطه الثقافي لدرجة انه يمسح دموع الفرح في ولادة الشرنقة من الفراشة وهي تفتح جناحيها اول مرة ويسمع غصن البذره المنحني وهو يرفع راسه من بين ذرات التراب ثم تنمو وتتقدم وتصعد لتطرق سطع الارض ان اذني لي ياراض سأشق طريقي نحو الشمس ؟
ويسمع اصوات الاغصان وهي تنمو واصوت الزنابق وهي ترقص وتطير في الهواء.
يمرض لأصوات الم الحشائش اذا انبعجت ؟ وتتقطع اوصاله ويمرض لجناح الفراشة اذا انكسرت.!
بهذه الشفافية يعيش المفكر يومه وبهذه الروح تنعكس الاحداث في وجدانه.!
بلاتكلف وبلا تصنع بل هوالحب للوسط الذي يعيش فيه.؟
ولكن عندما تصطدم عين المفكر بصورة للطفولة وقد قتلت ومنظر الانسانية وقد استبيحت ثم تنظر الى اثار التعذيب في جسد البراءة حينئذ تشعر وكأن قطار سريعا صدم قزحيتك وهشم قرنيتك وكأن صوت الخبر يصرخ ويصرخ بصوت يمزق اذنك
بأي ذنب قتلت.؟
أي كائن هذا الذي يقتل الطفولة ويعذب البراءه أي وحش هذا الذي يلتهم الارواح ويفترس الاجساد الى أي فصيلة ينتمي.؟
هل هو انسان مثلنا من لحم ودم؟
هل هو شيطان مريد.؟
ها هم مصاصو دماء؟
كيف يصنع من الموت طقوسا يتقرب بها الى الصنم.؟
كيف تتحول عذابات المعذبين الى حفلات للتعذيب ؟
كيف تتحول اهات وصراخ المقهورين الى موسيقى لذيذة في اذان زبانية التعذيب .؟
كيف يتحول الالم الى متعة.؟ الى سادية.؟
كيف يتحول منظر اشلاء الاجساد المقطعة الى لذة تسيل منها لعاب الجلاد.؟
كيف تحولت السجون الى مذابح وتحول الشعب الى قرابين لفراعنة الاستبداد.؟
هل هذه اوطان ام مسالخ.؟ هل هولاء الجماهير بشر ينتمون لهذه الانسانية وهم اباء وابناء هذا الوطن ام هم غنم وابقار؟
هل المال من يصنع الجلاد .؟ هل السلطة من تصنع الاستبداد.؟ كيف يتغير هذا الانسان عندما يمتلك القوة والسلطة من انسان طيب الى شيطان مريد؟
هل هذا العنف يورث.؟
هل هذا العنف يدرس .؟
هل هذا العنف يصنع .؟
هل العنف اخلاق سيئة فردية.؟
هل التعذيب خلق يتخلق به الانسان ام طبع يتطبع به.؟
كيف وصل الى هذه الحالة من التصحر العاطفي لمناظر شلالات الدم المسفوح.؟
كيف تبلدت المشاعر.؟ وتجمدت الاحاسيس.؟ وتعفنت الانسانية حتى صارت في متحف التاريخ.؟
ها نستطيع ان نحلل سايكلوجية العنف ونفسية حب السيطرة وفرض القوة.؟ والبحث عن أي سبب للبطش.! عن أي عذر للهتك وامتصاص الدماء.؟
كيف تحولت القوة الى مرض مزمن يحدد العلاقات بين ابناء ادم .؟
سايكلوجية العنف هذه كانت فكرة في الرؤوس اولا ثم تحولت بالوسط العنيف الى فؤوس..؟
سايكلوجية العنف هذه تسكن في كل واحد منا وفي داخلنا وحش مختبأ ينتظر لحظة الانقضاض.؟ ولذاالك يجب ان لا نراهن على الطيبة الموجودة في الانسان طالما يمكنه ان يتحول الى مستأذب اذا امتلك مفاتيح القوة وازرارالسلطة .؟ فالفجور إلهام والتقوى إلهام ايضا وفي أي لحظة يستعمر احدهم الاخر ويحتل احدهم الاخر ويستبيح احدهم الاخر.؟
أي شئ هذا الانسان هذا الذي يجمع بين الحكمة وبالوعة الضلال..!
ممكن ان يكون قديسا وممكن ان يكون وحشا ضاريا..!
يفرح بالدم والمآتم والترح ويحزن حيث توجد الحياة والفرح.؟
ان للقوة لذة لا تدانيها لذة انها اعظم اللذات قاطبة ولاتدانيها لذة حتى لذة الجنس ولا باي حال من الاحوال .؟ لذة القوة هي ان تمارس الالوهية بغير اسمها والنفس تحب السلطة والامارة ولو كانت على الحجارة .؟ ولكنها عند السياسيين امارة على الجثث.؟
عندما يمنح أي واحد منا مفاتيح القوة ويسلطه الوسط الاجتماعي على رقاب الناس فأنه يتغيير بشكل درامي في افعاله وتصرفاته.؟
في داخل كل واحد منا يجلس فرعون عظيم جاهزلقطع الاعضاء من خلاف ومستعد ان يصلب في جذوع النخل.؟
وكلما اقتنص ابن ادم مزيدا من القوة صرخ الفرعون هل من مزيد..؟ حقا ان الانسان ليطغى.! ان رآه استغنى.؟ العنف غريزة في وجداننا والبحث عن مفاتيح القوة رغبة جامحة في نفوسننا فاحذر .؟ ان ظاهرة الطغيان الانساني تنبت باوساط اجتماعية نعيشها وبمحيط ثقافي قد يكون في رؤوسنا.؟ والسيطرة رغبة ودافع وغريزة والهام ,,, والانصياع استعداد نفسي .؟
فينا جلاد وضحيه وان اعظم النفوس عندها استعداد أن ترتكب أفظع الرذائل فتأمل.؟
التعليقات (0)