مواضيع اليوم

وطن بلا مواطن وجنسية بلا ولاء

خالد السويدي

2011-05-06 18:26:36

0

 

كثيرا ما أسال نفسي وأتمعن حول ما أراه من مشاهد وأحداث بشكل شبه يومي على الساحة المحلية، هناك شبه إجماع من المواطنين من خلال المواضيع والردود وغيرها على شبكة الانترنت أنهم وطنيون أكثر من اللازم ولا يعرفون بديلا لهذا الوطن،  ولا يمكنهم أن يفكروا بغير هذا الوطن.

وهم في مواقف كثيرة ينبرون للدفاع عن الوطن،  بدافع الغيرة  وبدافع الولاء كما يقولون، عندما تقرأ ما يكتبون تشعر بأن الوطن بخير، وان وراءه رجال شجعان صناديد، يهبون لانتقاد كل ما يمس الوطن، ويصرحون بأنهم يبذلون الغالي والنفيس من اجله، والوطن في كل الأحوال بريء مما يقولون.

هناك الكثير ممن اكتسبوا جنسية الدولة سواء هم أو آباؤهم، وهناك كثير منهم مخلصون ولا يعرفون وطنا آخر أو أرضا يعيشون فيها غير هذه الأرض الطيبة التي نرجو من الله كل الرجاء أن تبقى طيبة بشيوخها وأهلها، وهناك آخرون اكتسبوا الجنسية وتمتعوا بميزاتها واستفادوا م خيراتها، ولكنهم مثل السبخة التي تحاول زرعها دون فائدة، هم مثل تلك السيدة التي تأكل عند زوجها الجديد لكنها تدعي لمطلقها (تأكل عند الريل وتدعي لمطلقها)، وهم من ينطبق عليهم بيت الشعر: زرعت الطيب في بعض الأراضي... ولا ظنيت فيه الزرع بخسر.... وزرعي اللي زرعته ما نفعني... أنا اسقيه وهو عمال يصغر.

الوطن بالنسبة لهم مثل الوظيفة ما أن يحالون إلى التقاعد إلا وينسونها ويذمونها ويتجهون للبحث عن عمل آخر، وعندما يعودون لقواعدهم السابقة في بلدانهم الأصلية لا يهمهم ماذا يحدث حتى لو خسف الله بها الارض، لا يهمهم سوى رواتبهم التقاعدية وما حصلوا عليه من املاك.

هم متناقضون يدعون الوطنية أكثر من أي مواطن اصل وفصل من ظهر هذه الأرض، مواضيعهم فيها دفاع مستميت وهم في قرارة أنفسهم لا يحنون إلا إلى أصولهم سواء كانت عربية او فارسية، ينتظرون متى تلك اللحظة التي تجف فيها ثروات هذه الأرض، يستميتون في الدفاع عن سمعة بنات وشباب الوطن ولا يقبلون بأي دخيل يشوه سمعته، وهم في الوقت نفسه يشوهونه أكثر من اللازم.

يشوهونه عندما يبيعون الأرض التي لم تقصر فيهم بثمن بخس، يبيعونه عندما يصبح بالنسبة لهم ارخص شيء على الوجود، يبيعونه عندما يرون أن مصلحتهم في وطنهم السابق الذي هاجروا منه ونسوا أن وطنهم الحالي هو من جعلهم أناسا يشار لهم بالبنان.

في اللحظات العصيبة هم مهربون وسارقون، وفي أوقات كثيرة حاقدون، وفي أوقات اخرى مثل الأفعى التي تنتقي الوقت المناسب لتلدغك من حيث تدري ولا تدري.

يا وطني، أكثر ما أخشاه عليك من اؤلئك الذين يدعون حبك ويدعون الولاء والانتماء لك وما هم في الواقع الا مرتزقة مجنسون من الممكن أن يبيعونك بثمن بخس، وكم نحن بحاجة ان نعرف من معنا ومن ضدنا في هذا الوقت العصيب الذي تظهر فيه معادن الرجال

مقالي موجه لبعض المجنسين الذين يتعاملون مع الوطن باسلوب المصلحة لا اكثر  و لا اقل





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !