ما أشدّ بؤس (سياسي) يستنجد بـ (وطنية) شعبٍ، لم يعد يأتمن عليها تيارا أو حزبا يرى فيهما كل الصور السلبية من فساد، وكذب، ونفاق، ورشوة، ومحاباة، ومحسوبية، وبيروقراطية، وحتى عمالة للخارج !.. شعبا لم يعد يؤمن بالوطنية (الموسمية) للأحزاب السياسية التي تتاجر بأحلامه وآماله وحتى بمعاناته وآلامه، من أجل ضمان الأغلبية البرلمانية كلما حل فصل إنتخابي جديد !..
شعبٌ لم يعد يكترث لابالنداءات، ولابالصيحات والعُواءات اليمينية، واليسارية، والليبرالية، والإشتراكية، والإسلامية، والعلمانية !.. لأنها جميعا مسميات مختلفة، لتوجهات (متشابهة) نحو غايات ومآرب ومطامع شتى، لكن ليست (الجزائر الوطن) واحدة منها !.. وهذا للأسف الشديد ما ينطبق حتى على حزب بحجم وعراقة (جبهة التحرير الوطني) !..
نعم .. فجبهة التحرير الوطني 2012، والممثلة في (شخص) عبدالعزيز بلخادم الذي (ينفعل ويتفاعل) بحسب ماتقتضيه (مصلحة الحزب)، لا بحسب ما تقتضيه (مصلحة الوطن) !.. لايمكن أن تكون نفسها جبهة التحريرالوطني قبل خمسين سنة وقبل 1962، حيث كانت ممثلة في شعب بأكمله، لم تكن تهمه سوى مصلحة الوطن العليا، لذلك ضحى بمليون ونصف مليون شهيد من أجل أن يعيش الوطن حرا !..
عبدالعزيز بلخادم ـ وقبل أيام قليلة على الموعد الإنتخابي ـ لوّح إلى أنه سيستقيل من منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إذا لم تتحصل (جبهته) على الأغلبية البرلمانية ؟!.. ولا أدري حقيقة ما إذا كان (أي) مواطن جزائري يكترث (اليوم)، إذا ما تمّ تعليق نشاط الحزب (العتيق)، والإكتفاء بوضعه في متحف المجاهد بمقام الشهيد برياض الفتح، مع مقتنيات الثورة (المجيدة) من بدل المجاهدين والشهداء وأسلحتهم، ومتعلقاتهم الشخصية !.. أو يكترث لإستقالة بلخادم من منصب الأمين العام اليوم وقبل التشريعيات حتى ؟!.. فالشعب لم يعد يعبّر عن وطنيته بالتصويت من أجل أغلبية برلمانية، أصبح يدرك تماما أنها لا تسمن ولا تغني من جوع !..
وليس هناك أشد بؤسا من صاحبنا السياسي، سوى (مجموعة مدونون من أجل الجزائر) على شبكة (فيسبوك)، والتي يدعوا بعض أعضائها إلى (مقاطعة) الإنتخابات التشريعية المقبلة !.. وهي بالمناسبة دعوة تقوض زعمهم بأن إجتماعهم هو فعلا (من أجل الجزائر) !.. لأن الإدلاء بالصوت الإنتخابي ليس من أجل سواد عيون (أي مرشح) حتى ولو كان إماما يصلي بالناس خمس صلوات، بل (من أجل الجزائر الديمقراطية الشعبية) التي لايحبها سوى شعبها الكادح !..
شعبها الذي لاييأس أبدا من رحمة الله، لذلك هو يدلي بصوته مرفوقا بالدعاء أن تعُمّ أرجاءها أمنا وإزدهارا مع كل ما يقاسيه من حرمان.
فتحية إكبار لك وحدك أيها الشعب العظيم، لأن مستقبل (الجزائر الوطن) بين يديك لن يكون أبدا على المحك.
25 . 03 . 2012
التعليقات (0)