مواضيع اليوم

وضع الناس في ميزان الجرح و التعديل !؟

عبدالعزيز الرشيد

2012-05-17 23:03:03

0

 


ازدادت هذه الايام ظاهرة وضع الناس كلهم في ميزان الجرح و التعديل , , فأصبح امر عادي ان يجيء امرؤ خالي البال , خالي الوفاض ليقول في نزق , هذا ليبرالي , او ذاك رجعي او متشدد .. سبحان الله , اننا في مجتمعنا السعودي لم نعرف مثل هذه التصنيفات الغريبة وان عرفناها مرت في انفسنا خاطرا مساورا , او وسواسا عابرا , فما بنينا عليها سياسة , ولا اقمنا عليها تقليدا , ولا عرفنا لها في الحياة وجهة !!


والغريب هو ان البعض يقومون بتشكل قوالب مختلفة , يحشر في كل قالب اشكال مختلفة من الناس هم في الحقيقة مختلفين , فقد يحكم على شكل الانسان فقط , لينعت بعدها بما هو غير موجود فيه , والعقل الانساني عندما يصل الي هذا الدرك يفقد احترامه , ويعز عليه تقدير ألحقيقة .


وحين نفتش عن الاسباب نجد اننا نعيش بين طرفين متناقضين , هم قلة ولكن تأثيرهما كبير , الطرف الاول للأسف مرتبطون بالغزو الثقافي الذي اتسخت به اذهان كثيرة , وتخدمه الان اقلام جريئة , تشن حملة شعواء على الشريعة الاسلامية تتسم بالحقد و آلافك , تشارك فيها ألسنة جندها الغزو الثقافي للغرب والشرق على سواء .. وفي المقابل اناس تعمل على فتنة الناس عن دين الله وقد الفت لذلك مذاهب وجماعات , وكونت لها مدارس وهيئات , ينظر الناس في ارائها ومسالكها فيعافون التدين , ويحسبونها نوع من الجلافة والتزمت , وبعيدا عن الحصافة والكياسة , وخصومة للآداب والفنون , وعجزا عن الابتكار والإنتاج , وتوثيقا لروابط الماضي وتوهينا لأمال المستقبل , وفشلا عاما في ميادين التخطيط والإدارة .. وكلاهما لا تنهض به حياة , ولا يرشد به مجتمع , لان كليهما معطوب من داخله , وأجهزته النفسية والفكرية في حالة ركود , ولا حول ولا قوة إلا بالله ,,


اننا في هذا الزمن الغريب بحاجة الي طبقة وسطى كما هو ديننا الإسلامي الحنيف , منفتحة على ألآخر تؤمن بالحوار ومقارعة الرأي بالرأي , ملتزمة بتعاليم الدين الحنيف عن قناعة وإيمان راسخ ، وليس من باب التعود والعادة ,تكره التطرف المقيت والانفتاح ألعقيم , تتفاءل بمستقبل زاهر ولا تندب حظها ألعاثر تعمل العقل بدون تقليل من شأن ألنقل , أن من العلامات الصحية في تطور المجتمعات هو زيادة عدد الطبقة ألوسطى التي ينتمي لها المعلم والطبيب والمهندس والعسكري لذلك أجد انه من علامات صلاح مجتمعنا هي زيادة القاعدة الوسطية التي لا تحتاج الى الالتزام بمظهر معين يحدد انتماؤها , بل هي القناعة والإيمان بالمبادئ , فما أروع التوسط في كل الأمور التي لنا فيها خيرة , والالتزام بالتعاليم الدينية التي لا خيرة لنا فيها,والتوكل على الله في كل شيء .

والله من وراء القصد ,,
                                                          عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات