حدث ذلك في عام 1988 , كنت أعمل في الإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي , وبعدما وصلت لعملي من الزقازيق في الثامنة صباحا , نادت علي المديرة وقالت لي هناك أجهزة قد سرقت من مدرسة في الأسكندرية في منطقة محرم بك واعطتني أسم المدرسة وعنوانها , قلت لها اعرف العنوان لأنه بجوار كلية العلوم والتي درست بها أربع سنوات , وكان علي أن أكتب تقرير عن الواقعة وملابساتها وما تم بها من تحقيق وملابسات الموضوع لرفع الأمر إلى السيد رئيس قطاع التعليم وكان في ذلك الوقت الأستاذ محمود جلال .
سافرت في اليوم التالي متوجها من الزقازيق للأسكندرية في الصباح الباكر , ولقد وصلت للمدرسة متوجها إلى مكتب السيد مدير المدرسة وكانت مدرسة ثانوية للبنين , رحب بي السيد المدير وشرح لي ملابسات الحادث , وملخصة أنهم حضروا في الصباح فوجد الأستاذ مدرس الحاسوب أن الأجهزة ناقصة جهاز واحد وطابعة ولم يسرق اجهزة أخرى بالرغم من وجود عشرون جهاز بالمعمل , دخلت المعمل وقلت لهم الذي سرق الأجهزة واحد من الأساتذة الذين يدرسون الحاسوب بالمدرسة وانا أتوقع أن الجهاز والطابعة سيتم العثور عليهما قريبا , قال لي السيد المدير لماذا تقول ذلك وكذلك لما تتهم احد معلمي الحاسوب ؟؟؟
قلت له أولا الباب مفتوح وليس مكسور ومن المتفق عليه مع المدارس أن المفتاح مع احد معلمي الحاسوب كعهدة , ثانيا الأجهزة وبالرغم انها متشابهة تماما إلا أن أحدهم شاشته ملونة وكذلك به Hard disk , وكانت الأجهزة في ذلك منحة من شركة قطاع خاص أنجليزية , حضر بها مندوبين من الشركة هما مستر روبن ومسس لورين وهما أول من حضرا إلى مصر بأجهزة Acron BBC , وكانت أجهزة عجيبة تعليمية تعمل بنظام تشغيل انجليزي وغير موجود في أجهزة اخرى , ثانيا الأجهزة كلها متشابهة في الشكل بالرغم ان جهاز واحد فقط الذي يتمتع بصفات تخصة عن الباقين وهى: الجهاز يحتوي على برامج تعليمية والأجهزة الأخرى بها نظام تشغيل فقط وتعمل في إطار شبكة فقط مع الجهاز مزود الخدمة , وهذا يجعل من جهاز المعلم قيمة كبيرة جدا تجعله يفوق اجهزة الطلاب عدة مرات , ولا يعلم ذلك إلا المعلم فقط للتشابه الكبير بين جميع الأجهزة في الشكل الخارجي , …. لذا السارق شخص له معرفة بذلك , وسبب ان الجهاز سوف يرجع قريبا لأن الجهاز لايعمل إلا ببرامج الوزارة والتي لا يمكن نسخها لوجود ما يعرف بدائرة الحماية كالتي توجد الأن مع برامج ابل مكنتوش والتي يطلق عليها ” الدونكل “.
سافرت بعد كتابة التقرير ولم يمض إلا اسبوع ووجدوا الجهاز ومعه الطابعة بجوار سور المدرسة الخارجي وضعة السارق وهرب .
إلى اللقاء مع حدث آخر ذات صباح
أبو عمرو
التعليقات (0)