مواضيع اليوم

وصف هشام ومحسن السكري وهما بالبدلة الحمراء ..صحافة مصر بالامس

نور حمود

2009-06-30 12:40:54

0

وصف لهشام ومحسن بـالبدلة الحمراء.. انتقادات لـتدليل رجال الأعمال ومطالب بإعدام حالة الزنى بين المال والسلطة

 




كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية يومي السبت والأحد عن سفر الرئيس مبارك للسعودية لعقد اجتماع مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز والجولة السادسة لمحادثات فتح وحماس في القاهرة وواصلت الصحف الاهتمام بوفاة المغني الأمريكي مايكل جاكسون وردود الأفعال عليها، كذلك تطورات الأوضاع في إيران: وكان كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في المصري اليوم ـ امس ـ الأحد ـ عن أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وهم يشاهدون في التلفزيون مشهدا لقمع المظاهرات في إيران، وأحدهم يقول للاثنين وهو يكاد يموت من الفرحة: اتعلموا من دلوقتي ازاي المظاهرات بتتفض في الدولة الدينية يا كروديات.
وفي الحقيقة فقد بدأ يبرز بشدة في ساحة الكاريكاتير السياسي، اثنان هما عمرو سليم، وزميلنا بـالوفد عمرو عكاشة الذي حصل على إجازة من الوفد ليتفرغ لـالدستور، وهو أبرع وأظرف من يرسم رئيس الوزراء، الدكتور احمد نظيف، كان رسمه يوم السبت عنه، وهو يقول مندهشا لمواطن مصري بائس: ايه الصحة دي، لا فاشيولا الخضراوات اثرت فيك ولا جنون البقر، ولا انفلونزا الطيور ولا الخنازير ولا الطاعون، وبعد ده كله بتقول، أنك غلبان.
وفي نفس الوقت، فان هناك صعودا آخر لزملاء آخرين من الشبان، وتفجرت مواهب عديدة بعد أن بدأت الصحف والمجلات تهتم بأبواب التسالي والفكاهة والنكت.
وإلى شيء من أشياء لدينا:

هشام ومحسن.. البدلة الحمراء

نبدأ بردود الأفعال على حكم محكمة الجنايات برئاسة المستشار المحمدي قنصوة، بإعدام هشام طلعت ومحسن السكري، وقول رئيس التحرير التنفيذي لـالدستور زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور يوم الجمعة: الحكم بإعدام هشام طلعت مصطفى يفضح فساد الحزب الوطني الحاكم وسياساته وأمانة سياساته.
وفي اليوم التالي ـ السبت ـ خاض زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل معركة عنيفة في المصري اليوم ضد النظام وظاهرة هشام طلعت بقوله: في زمن يشتري فيه المال كل شيء الانتخابات والحكومات والفضائيات وكتاب المقالات وشهادات الدكتوراه وذمم الناس وحبيبات الغير، نحمد الله كثيرا على المستشار المحمدي قنصوة، ليس فقط بسبب سيرته القضائية العطرة، بل لأنه رمز يشرف لسلطة القضاء الشامخة التي يحتاج هذا الوطن وقوفها الى جانبه، وهو يتمسك بتلابيب حافة الهاوية، مغالبا بصبر وجدعنة وأمل خيار السقوط في الهاوية التي يدفعه إليها مع سبق الإصرار والترصد هذا الحزب الراكد المتحجر الذي يحمل زورا وبهتانا اسم الحزب الوطني الديمقراطي، أقولها لكل الذين صبوا جام غضبهم على شخص بسبب ما كتبته اكثر من مرة عن السيد المدان هشام طلعت مصطفى وتابعه محسن السكري، علينا جميعا أن نتصدى لأي ألاعيب قذرة تسعى لتشويه سمعة المستشار المحمدي قنصوة ومحكمته الموقرة، وأن نعلن رفضنا لتلك الأنشطة المحمومة التي تمارسها جهات كريهة الرائحة تذكرت الآن فقط أن عقوبة الإعدام بشعة وقاسية ووحشة خالص، وأخذت بمعاونة بعض منظمات حقوق الإنسان المريبة تمارس تلك اللعبة الخطرة التي تسعى لإهدار حق القصاص الذي شرعته العدالة الإلهية حياة لأولي الألباب.
أما وقد صدر حكم القصاص بحق السيد هشام طلعت مصطفى وحتى يحصل على البراءة في النقض أو يلقى جزاء ما حرضت يداه، سأظل أعلن سعادتي بحكم الإعدام الصادر بحقه ليس لأنني أتمنى اختفاء سيادته من الوجود فما احب علي أن يعيش معافى في بدنه آمنا في سربه، بل لانني تمنيت أن يكون ذلك الحكم فتح انطلاقة نحو حكم إعدام شامل وحاسم وبإجماع الآراء على ظاهرة زنى المال بالسلطة التي أفسدت بلادنا وفقدت أملها، تمنيت أن يكون ذلك الحكم بداية لعصر يقف المصريون فيه أمام القانون ليحاسبوا على أفعالهم دون أن تفرق معهم ببصلة أرصدتهم في البنوك أو أشجار عائداتهم أو انديكسات موبايلاتهم أو قدرتهم على تحمل ثمن إعلانات مدفوعة الأجر في الصحف تعلق على العدالة وتهز هيبة القضاء، أو سيولتهم المالية التي تسمح بتأمين الملايين التي يسفحها الكام محامي الذين بت تعرفهم بسيماههم من أثر الدفاع عن كل فاسد وظالم أو قتال قتلا.
وفي نفس العدد أسرع زميلنا خفيف الظل ايضا ومتعدد المواهب كذلك، جلال عامر لمساندته بالقول في عموده اليومي ـ تخاريف ـ قائلا انه سمع بنفسه محاميا من أصدقاء هشام يقول على الهواء بـاستهزاء: اللي يعدي من قدام مدينتي وما يعجبوش الشجر يترافع ضد هشام واللي انقطعت رجله في أكتوبر يترافع ضد هشام، ولأن المذيع من أبطال حرب أكتوبر فإنه ابتسم ولم يعلق على أساس أن الشهيد أحمد بدوي هو أمين تنظيم الحزب واللواء أحمد عز هو بطل حرب أكتوبر، بدل الإساءة للقضاة وإهانة الأبطال وتعديل القوانين أطلقوا سراح هشام طلعت مصطفى ويكفي تعهد منه بعدم الاختلاط بالمطربات.
والله فكرة جميلة، لكن ليس كل ما يقترحه جلال يناله، لأن هشام ارتدى البدلة الحمراء، ومعه شريكه محسن، وقدم في نفس العدد وصفا لما حدث زميلنا يسري البدري بقوله:
قضي هشام طلعت مصطفى ليلته الأولى ـ امس الأول ـ داخل سجن مزرعة طرة منزويا وحزينا عقب صدور حكم الإعدام عليه، كانت الليلة هي الأسوأ في حياته فقد أمضاها باكيا، كما سيطر الوجوم والحزن على محسن السكري المتهم الثاني في القضية في زنزانته بالسجن نفسه وسيطرت على كليهما مشاعر الرعب عندما سلمتهما إدارة السجن البدلة الحمراء وهي الملابس التي يرتديها المحكوم عليهم بالإعدام.
كما قدم زميلنا بالوفد إبراهيم قراعة وصفا ثانيا جاء فيه: أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية انه عقب وصولهما الى السجن، تم نقلهما الى عنبر الإعدام وارتدى كل منهما البدلة الحمراء، انهار طلعت مصطفى عقب مشاهدته البدلة وانخرط في نوبة بكاء شديدة، بينما أخذ محسن السكري يردد في عنبر آخر، مظلوم، مظلوم، وسط نوبة من البكاء الهستيري، وتم تعيين حراسة مشددة حول زنزانة كل منهما طوال اليوم.
أما زميلنا عماد الدين حسين، في الشروق، فقد أثار اهتمامه مشهد محسن وهو يقرأ القرآن في القفص قبل النطق بالحكم، وإلى صورة هشام وأحد الحراس يمسك برأسه ليحنيها ليدخله القفص وهي الصورة التي حرصت الشروق والمصري اليوم على إبرازها في الصفحة الأولى: القاتل محسن السكري ممسكا بالمصحف يقرأ القرآن تستطيع أن تتخيل، وربما أكون مخطئا أن علاقة هذا الضابط السابق بالمصحف والقرآن غريبة ومتوترة، وربما منعدمة، لأنه ببساطة لو كانت علاقة حقيقية ما فعل فعلته وقتل نفسا بغير حق. مثل هذه النوعية للأسف لا تتذكر المصحف إلا عندما تخرب مالطا ويكون السيف قد سبق العدل، وأجزم أن هشام لو تخيل للحظة أن حارسا أو جنديا سيحني رأسه وأنه سيتحول إلى فرجة للقاصي والداني ما فعل فعلته، وأجزم أكثر أن السكري لو فكر لثانية واحدة خلال تنقلاته من شرم الشيخ الى لندن الى دبي ما لمس شعرة من سوزان تميم.
وفي المساء قال زميلنا مؤمن الهباء عن هذه النوعية الغريبة من رجال الأعمال: أرادت الدولة أن تخلق جيلا جديدا من رجال الأعمال الوطنيين يحملون عبء التنمية ويعيدون أمجاد جيل طلعت حرب، وهذا أمر طيب، لكن هؤلاء لم يستوعبوا الهدف الكبير وثقة الدولة في دورهم الوطني الذي يُعد لهم، وزادت المشكلة تعقيدا عندما اقتربوا من دائرة العمل السياسي وشعروا بنفوذهم، ولا شك أن كل من شاهد البرامج الحوارية في القنوات الفضائية يوم صدور حكم الإعدام أدرك حجم هذا النفوذ وسطوته، فلأول مرة تعقد جلسات تلفزيونية للتعليق على حكم القضاء، والاشتباك العلني مع القاضي ولأول مرة نرى محامي الدفاع يترافعون خارج قاعات المحكمة بل ويحاكمون القاضي ويغمز فيه أحدهم ويلمز دون معقب.
وبالفعل، لقد شاهدت بعض هذه الحلقات وحلقات أخرى قبلها عندما صدر حكم إحالة الأوراق الى المفتي. وأي إنسان أصابه زكام شديد، وفقد مؤقتا حاسة الشم، كان بإمكانه أن يشم بسهولة الرائحة النفاذة التي تنبعث من هذه البرامج، ومن بعض المقالات والتعليقات، المنشورة في الصحف.
والملاحظ هذه المرة أن جريدة أخبار اليوم التزمت الصمت، بعد أن كانت اثناء المحاكمات منبر هشام مصطفى علنا، وفي مقالات لرئيس تحريرها وغيره، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك جناح في السلطة وراء ذلك.

آية تنوب عنا عند فخامته!

وإلى بارك الله لنا فيه، وجزاه خير الجزاء على ما يقدمه من أعمال الخير لأبناء شعبه، ومنهم الطفلة آية التي أمر بإرسالها لفرنسا للعلاج على نفقة الدولة، على وجه السرعة لإنقاذ حياتها، وهو ما تم فعلا، وأسعدتنا لأبعد الحدود أخبار اليوم يوم السبت بنشرها تحقيقا على كامل صفحتها الرابعة أعده زميلنا أحمد حمدي بواسطة الهاتف مع آية ووالدها المهندس علاء حنفي ووالدتها. قالت له آية: أنا عاوزة أقول للرئيس مبارك، أنا بحبك أوي، وهرسم صورتك في الأوضة بتاعتي لما ارجع إن شاء الله.
وهكذا تتحدث الطفولة نيابة عنا، والأطفال أحباب الله، ثم أسعدنا أكثر وأكثر، رئيس التحرير زميلنا ممتاز القط بقوله عن مقال رئيسنا في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: جاء مقال الرئيس مبارك بعد أن استشعر بحكمته وحنكته، ان هناك محاولات للالتفاف على المبادرة العربية للسلام وتفريغها من مضمونها، والتي لم تتعد رؤية الولايات المتحدة وإسرائيل لها، سوى انها تصلح للتعامل والمناقشة على الرغم من أنها تطرح إطارا إقليميا للتسوية الشاملة القائمة على أساس الانسحاب الكامل وحل مشاكل اللاجئين وإقامة الدولتين مقابل التطبيع الكامل مع إسرائيل، ومقال الرئيس أغلى هدف أحرزته السياسة المصرية في مرمى الإدارة الأمريكية بل والعالم كله.
طبعا، طبعا، وهكذا نكون قد عوضنا خسارة المباراة مع المنتخب الأمريكي في كأس القارات، وطبعا، أيضا، فهذا ما أثار غيظ كبير الحاسدين والنفاثين في العقد، وهو زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، رئيس تحرير الدستور، فلم يجد ما يقوله يوم السبت ردا على ذلك غير: المدهش أن قارة إفريقيا مثلا تتمتع برؤساء جاؤوا للحكم بانقلاب عسكري أو بانتخابات مزورة ولم يتحركوا سنتيمترا عن مقاعدهم وكراسي عروشهم من سنوات طويلة بل لا يبدوا أي أمل في أن يقوم أحدهم من على مقعده أبدا ويتنازل عن حكمه أو يقبل بانتخابات حرة قد (أقول قد) تزيحه عن الحكم، الظاهرة الغريبة هنا أن معظم هؤلاء الحكام الذين بقوا على عروشهم مئات السنين بمقياس الدول المحترمة فإن رئيسا يستمر ثلاثين عاما في الحكم يكون بمثابة حاكم عطل وطنه عن الحركة والتقدم مئات السنين فعلا، قد حولوا حكمهم الى حكم ملكي ولا يوجد واحد فيهم إلا وقد أعد ولده لخلافته وكأن الشعب هو قطيع من العبيد، أو كأن البلد هو ضيعة وعزبة لا تخلو من نعاج وبوفاة رئيس الغابون عمر بونجو وهو بلا منازع أطول القادة الأفارقة في السلطة فقد حكم الغابون 42 اثنين وأربعين عاما بالصلاة على النبي، قدمت الإذاعة البريطانية قائمة بالحكام الأطول عمرا من حيث السن ومن حيث البقاء في السلطة في قارة إفريقيا وهي قائمة كاشفة وجارحة للشعوب والدول كذلك بينما الرؤساء فخورون ببقائهم على العرش، ويحتل قائمة هؤلاء الحكام الأطول عمرا وحكما الأخ العقيد قائد الثورة الليبية وهي ثورة لا تريد أن تنتهي، يليه في القائمة تيودورواو بيانج نجوما ـ رئيس غينيا الاستوائية ـ 30 عاما.
ثم يليهما الرئيس الانغولي جوزيه ادواردو دوسانتوس بـ30 عاما، وفي الترتيب الرابع النجم اللامع روبرت موغابي ـ رئيس زيبابوي ـ 29 عاما ـ أما الرئيس حسني مبارك ـ 28 عاما ـ فيأتي في الترتيب الخامس وقد صعد الى السلطة بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عام 1981 وكنت وقتها طالبا في أولى ثانوي أول ومرت الأيام وعدت الأيام وفاتت الأيام ولا يزال الرئيس مبارك رئيسا بينما نفسي أنا أرجع أولى ثانوي أول.
مسكين فعلا، مالنا نحن وبونغو أو مانجغو أو سانتوس أو ريال مدريد؟ المهم اننا ننتخب رئيسنا بحرية لأننا نريده، وانت مالك بقى؟

الشيخ حمد في فوهة الغضب!

وإلى المعارك والردود المتنوعة، ونبدأ بزميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير مجلة روزاليوسف الذي علق على حديث رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد مع زميلنا مقدم البرامج بقناة الجزيرة أحمد منصور، فقال عنهما: أظن أن الحوار الذي أدلى به صاحب المعالي لصاحب الحواجب لم يكن مدرجا على قائمة أهداف أمير قطر، الذي كان موجودا في باريس يقوم ببعض الأنشطة ويدلي بآرائه الديمقراطية في شأن أزمة إيران، بل ويتجاوز ذلك للادلاء بآرائه وملاحظاته حول أسلوب تداول السلطة في الدول العربية. فماذا عن قطر؟ ذلك أن صاحب المعالي الشيخ حمد بن جاسم إذا كان يستهدف من حواره ان يبني علاقات طيبة مع مصر التي يقدرها ويقدر رئيسها كما قال في حواره مع الحواجب، فإنه قد فشل، بل ربما عقد بعض الأمور وان كنت أقدر بالطبع أنه بهذا الحوار يقول للقاهرة لماذا تتجاهلوننا، ونحن هنا: أيها المسؤولون في مصر الكبيرة قولوا شيئا، انتقدونا اتهمونا، أشعرونا اننا هنا، وانني أعلم من جانبي عمق علاقات التقدير المتبادل بين الرئيس حسني مبارك وسمو أمير قطر، وهي تقوم على الاحترام وأواصر الأخوة والتعاون بين الدول الشقيقة، فلا داعي يا صاحب المعالي رئيس وزراء قطر في أي حوار مع صاحب الحواجب أو غيره أن تؤدي تصريحاتك الى تخريب تلك العلاقة بانزلاقات قد تقطع خط الرجعة وتؤدي الى بلوغ مراحل بعيدة لا لزوم لها.
وكنت قد شاهدت برنامج بلا حدود كاملا، أولا، لأنني أهوى الاستماع الى مشاهدة ـ من اعتبرهم ثعالب ودواهي سياسية ـ ووزير الخارجية القطري داهية بدون أدنى شك، وثانيا لمحاولة فهم شيء عن الاسباب الغامضة للأزمة بين الدولتين، وماذا تريد قطر ان تقوله عنها، لأن الحوار تم ترتيبه، وحتى الأسئلة المحرجة التي وجهها أحمد منصور إليه كان عنصر الافتعال فيها واضحا لإثبات أن الجزيرة محايدة، وتنتقد قطر، لكنها في الحقيقة كانت تحمل ما نشر في مصر من انتقادات وحتى إهانات لقطر وحجمها، لتمكين الشيخ حمد من الإجابة عنها، وإذاعتها على عشرات الملايين الذين يشاهدون الجزيرة، مع ما لها من تأثير واضح، ولكن الوزير لم يكشف إلا عن جانب واحد، وهو اتهام صريح وان كان غير مباشر لوزير الخارجية أحمد ابو الغيط بأنه وراء محاولة الوقيعة، ليغطي على فشله، كما عمل على تحييد الرئيس مبارك، وإبعاده عن دائرة الخلاف، حتى يحصره في أبو الغيط، وقد لمح الى انه تتم محاولة تأليب أمريكا ودول أوروبية ضد قطر لرفضها إعادة فتح المكتب الإسرائيلي الذي أغلقته، وهذا اتهام خطير فيما لو أذاع وقائع تفصيلية عنه، كما انه أراد التأكيد على ان العلاقات مع السعودية، لا سبيل الى محاولة توتيرها مرة أخرى، وأن قطر تضعها قبل مصر من حيث الأهمية.
هذا وقد تعرض أمير قطر في نفس اليوم ـ السبت ـ الى هجوم في الأهرام من زميلنا عبدالله عبدالسلام بقوله وهو في غاية الغيظ منه: بدا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة منحازا للديمقراطية على الطريقة الإيرانية قائلا: إيران عرفت 4 رؤساء منذ مجيء الثورة قبل 30 عاما وخلال هذه الفترة لم يتغير الرئيس في بعض الدول العربية وبالتالي هذا يدل على أن إيران تمارس الديمقراطية، لن نجادل مع الأمير في كون ما يحدث في إيران ديمقراطية أم لا، لكن الأمير كان انتقائيا في حديثه عن الديمقراطية في بلاد العرب حيث تركز كلامه على غيابها في الجمهوريات العربية متجنبا أي حديث عن الديمقراطية في ممالك وإمارات العرب، وكان من الطبيعي أن تكون تلك البلــدان منزوعة الديمقراطية وألا يسبب ذلك مشكلة أو حرجا لأحد بينما إذا غابت عن جمهوريات العرب هنا يكثر الحديث والسؤال عن سبب الغياب. أعلم جيدا أن الحكم الملكي وراثي والملك أو الأمير يظل على العرش الى ان يختاره الله الى جواره لكن الملكيات الغربية وفي مناطق أخرى من العالم طورت من نفسها وأصبحت ملكيات دستورية، وحبذا لو أن الشيخ خليفة وسع دائرة النظر اليها بحيث تشمل كل العرب من المحيط الى الخليج.

دفاعا عن المعلم يعقوب!

وإلى معارك أشقائنا الأقباط، وغضب زميلنا وصديقنا والمحرر الاقتصادي المخضرم، ماجد عطية من إعادة طبع الثقافة الجماهيرية، نشر كتاب الدكتور احمد الصاوي عن اسطورة المعلم يعقوب، وغضب أقباط كثيرين، منه، وكان من بينهم ماجد الذي نشرت له الدستور يوم الأربعاء، مقالا عنيفا مما قاله فيه دفاعا عن المعلم يعقوب وتعاونه مع الحملة الفرنسية على مصر وتشكيلة الفيلق القبطي:
قبيل دخول الجيش الفرنسي عانى الأقباط سفالة المماليك ما لا طاقة لبشر أن يتحمله من نهب وإهانة وقتل وحتى وصل الأمر الى حد تحريم المرور بالشوارع وتحريم ارتداء ملابس ملونة حتى على الأطفال فضلا عن اغتصاب النساء وبيعهن في سوق النخاسة وهذه طائفة مما سجلها عبدالرحمن الجبرتي، بالرغم من تعصبه ضد النصارى.
ونودي على النصارى ألا يسيروا في الشوارع راكبين الدواب.
ونودي على النصارى ألا يلبسوا ملابس ملونة في أعيادهم، ونودي على النصارى ألا يحملوا سعف النخيل في أعيادهم احتفالا بالمناسبة.
ـ ودخل عسكر المملوك مراد على بيت كبير النصارى ونهبوا ما فيه من ذهب وغلال ثم أخذوه وأغرقوه في النيل.
- واحد من تجار البهار النصارى دخل عليه عسكر المملوك إبراهيم وأخذوا كل ما في المتجر والبيت وكانوا عازمين على بيع زوجته لولا اجازتها في دارها ولم يتركوا الدار إلا وقد خوت من كل ما فيها حتى ملابس النساء.
- بعض الرهبان أشاع عنهم حفنة من الرعاع أنهم يخفون ذهبا فهجم عليهم عسكر السلطان.
- وعاونهم مماليك مراد ونهبوا كل ما وجدوه بعد أن لم يعثروا على الذهب المزعوم ولم يسلم الرهبان من الضرب والإهانة من العسكر الذين جروا بعضهم في الشارع بعد أن ربطوا بعضهم في ذيول الخيل.
- ونادى العثماني نصوح باشا وهو يمتطي صهوة جواده: جاهدوا في النصارى وهجمت الجموع على بيوت النصارى نهبت وقتلت حتى الأطفال والنساء، وللأسف نخلد نصوح باطلا ونضع اسمه على شارع بحي الزيتون، كان العثمانلي خورشيد باشا يعطي مكافأة المال لمن يقتل نصرانيا أو يأتي برأس نصراني، وكم قتلت العوام من غير النصارى لكي تحصل على المال من خورشيد المجنون، لم يقصر المماليك والعثمانيون سفالاتهم على النصارى فقط، فكم تحمل المصريون جميعا من الإهانات والنهب ولم يسلم من هؤلاء حتى حجاج بيت الله!! فكم هاجموا قوافل الحجاج عدة مرات على نحو ما يذكر الجبرتي حتى بعض القوافل تعرضت للنهب والعدوان من المماليك ومسلحين من الجزيرة العربية إذ جردوا الحجاج من ملابسهم ولم يرحم هؤلاء حتى النساء الحاجات تركوهن شبه عاريات في الصحراء وذكر الجبرتي أن بعضهن حوامل نزفت منهن الدماء. بعد دخول الحملة الفرنسية القاهرة عمد نابليون الى تشكيل ديوان يحكم مصر من خلاله ضم شيوخا من الأزهر ورجالا من أعيان وبعض التجار، وكان من أعضاء هذا الديوان عبدالرحمن الجبرتي نفسه وكان أمين عام الديوان واحدا من علماء الأزهر هو محمد الهدي الذي صار شيخا للأزهر فيما بعد ـ شجع هذا المناخ يعقوب حنا أو المعلم يعقوب لأن يشكل فيلقا من المصريين ضم مسلمين كما الأقباط وإن كانت الأغلبية من الأقباط لذلك سمي الفيلق القبطي وكانت المهمة التي حددها يعقوب لهذا الفيلق هي مطاردة المماليك الذين رآهم يذلون المصريين عموما والنصارى خصوصا، وكانت رؤيته طردهم من عموم البلاد ورفع ظلمهم عن الشعب، وإن كان قصور العتاد والسلاح جعله يتحالف مع ديزيريه الفرنسي في حملته التي اتجهت لمطارد المماليك عبر الصعيد، ومن هنا يجيء التصيد في الاتهام بالخيانة.
إييه، إييه، تاريخ، مضى، لا أعاده الله على أيدي المتعصبين من المسلمين والأقباط، فهؤلاء هم أعداؤنا الحقيقيون، وأعداء وحدتنا الوطنية، ومصر هي أمي، لا أم هؤلاء المتعصبين من الجانبين، ثم مالنا نحن وهؤلاء المماليك المسلمين، لأن أشقاءنا الأقباط أقرب إلينا، وأعز عندنا منهم، وبارك ربك في محمد علي باشا الأرناؤوطي الذي خلصنا منهم.

عمر عبد الرحمن

وإلى الإسلاميين ومعاركهم، والحديث الذي نشرته النبأ الوطني، الأسبوعية المستقلة التي يرأس تحريرها زميلنا وصديقنا وابن صديقنا الراحل مؤسس الجريدة ورئيس تحريرها ممدوح مهران، والحديث الذي نشرته في عددها الصادر يوم السبت الماضي مع عمار ابن الشيخ عمر عبدالرحمن وأجراه معه زميلنا عامر محمود، وتحدث فيه عن المحادثات التي تهدف لعودة والده من أمريكا الى مصر ومواقفها من ذلك، وأبرز ما قاله: رمزي كلارك قال لنا إنه سيقدم طلبا لكنه حتى الآن لم يقدم هذا الطلب لأنه في البلقان ولكننا أصدرنا بيانا قلنا فيه إننا نطالب أوباما بالإفراج عن الشيخ عمر خاصة وأنه يعاني العديد من الأمراض ولا يمثل خطرا.
هناك مسؤولون في أمريكا قالوا لكلارك إن هناك أملا في أن يأمر أوباما بإطلاق سراح الشيخ وهناك شواهد لذلك منها إغلاقه لمعتقل غوانتانامو وإعلانه الانسحاب من العراق، طالبنا الحكومة بالتدخل ولكنها لم ترد حتى الآن وسنظل وراء هذا المطلب حتى يتم تحقيقه، وإذا لم توافق الحكومة على عودته الى مصر سوف نذهب الى أي دولة أخرى فالحكومة المصرية لم تبد أي اهتمام بموضوع الشيخ والدكتور القرضاوي تدخل لدى أمير قطر ووافق الأخير على التدخل لكن هناك غموضا في موقف مصر، لم نتحدث مع الإخوان لكن الشيخ كان على علاقة بزعماء الجماعة وكان من قياداتها قبل أن يؤسس الجماعة الإسلامية ونحن نطالب قيادات الإخوان بأن يتحركوا بقوة للإفراج عن الشيخ.
الشيخ ليس له دخل بهذا الأمر ولكن أمريكا تكيل بمكيالين ولأنهم يعرفون أن أخي أحمد يقاتل ضدهم فهذا يصعب من أمر الإفراج عن أبي.
وفي الحقيقة، فلم يقدر لي رؤية عمار وهو طفل عندما قابلت الشيخ عمر عبدالرحمن في منزله بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية في الدلتا بعد الإفراج عنه، والذي رتب المقابلة صديقنا الراحل وعضو مجلس الشعب وقتها عن حزب العمل أحمد مجاهد، وكان معي زميلي وصديقي محمد بركات، وكنا أول صحافيين في العالم نقابله ونجري معه أحاديث، وتفضل مشكورا بالتصحيح على تناول الغداء عنده، وأمنا في صلاة العصر.
وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان وآثار الشيخوخة الإشارة الى معركة أخرى، خاضها يوم الخميس في الجمهورية زميلنا والمحرر الديني المخضرم عبداللطيف فايد بدعوته وقف الخلافات المذهبية وغيرها بين إيران والدول الإسلامية بقوله: لا شك أن أنظار المسلمين في كل مكان تراقب ما يحدث في إيران، وذلك لأن إيران من الجسم الإسلامي في القلب، فهي دولة كبيرة ولها إمكانات عظيمة لاستمرار مسيرة العالم الإسلامي الى الأفضل وكانت قلوب المسلمين تتمزق اثناء الشجار بيننا وبين العراق خوفا على الاثنتين وليس انتصارا لإحداهما على الأخرى.
ومن العيب الكبير، بل من الشر المستطير أن يحدث الخلاف بين الإيرانيين أنفسهم، وأن تكون للتقسيمات المذهبية التي ابتلي بها المسلمون أثر فاعل في مواقفهم السياسية التي تؤثر على الحياة الاجتماعية، فيصبح المسلمون أحزابا جغرافية ذات سياسات متعددة مع أن دينهم واحد وكتابهم واحد ونبيهم واحد والجميع يؤمنون بإله واحد، وهذه الوحدة في الاسباب يجب ان يكون لها الاثر الكامل في المواقف السياسية والاجتماعية للأمة الإسلامية، ومن هنا يجب التركيز على أن إيران دولة إسلامية لا يجوز وصفها بالدولة الفارسية تبعا للأوصاف التي تطلق على المناطق في الوطن الإسلامي.
إن ما يحدث في إيران المسلمة يجب أن يكون محل اتفاق فيما بين أبنائها من سياسيين وغير سياسيين، لأن هذا الاتفاق لن يكون في صالح إيران فقط، وإنما سيكون في صالح الأمة الإسلامية جمعاء.

إيران: من ثورة الكاسيت الى ثورة الانترنت

وإلى توالي ردود الأفعال على الانتخابات الإيرانية وما نتج عنها من مظاهرات اجتذبت الكثيرين، منهم خبراء في الشأن الإيراني، ومن لا يعرفون شيئا، لا عن إيران، وانما عن مصر ايضا، ومن الخبراء الدكتور مصطفى اللباد رئيس تحرير مجلة شرق نامة، والذي حضر الانتخابات، ونشرت له الدستور يوم الخميس حديثا على كامل صفحتها الثامنة وأجراه معه زميلنا محمد فوزي، وأبرز ما جاء فيه قوله: يقتضي الإنصاف هنا أن نذكر أن هناك أربعة مرشحين للرئاسة في إيران، ومع التجاوزات التي حدثت في الانتخابات الأخيرة ـ كما يجزم الإصلاحيون. في حين أن المواطن العربي لا يستطيع انتخاب حتى رئيس حي وليس رئيس بلدية أو محافظا أو وزيرا، وبالرغم من ذلك تتعامل المصالح الغربية مع الأنظمة العربية بسلاسة وتنحي مفاهيم حقوق الإنسان جانبا لأنها تحصل من هذه الأنظمة على ما تريد سياسيا، في حين أن الأمر نفسه لا يحدث مع إيران التي لها أجندتها الوطنية والإقليمية والتي تظهر ـ للحق ـ قدرات عالية في مواجهة الضغوط الخارجية.
تولى السيد علي خامنئي منصب الإرشاد ـ وهو الأعلى دستوريا في جمهورية إيران الإسلامية وليس منصب الرئيس ـ بعد وفاة الإمام الراحل الخميني عام 1989 واستمر فيه من وقتها، وطوال هذه السنوات حرص السيد خامنئي على أن يبقى خارج الحراك السياسي بين التيارات وفوق الصراعات بين الأجنحة، والأخيرة ليست ظاهرة سلبية الضرورة بل هي ملمح أساسي من ملامح النظام الإيراني الثوري الذي يسمح بتعدد الآراء والأصوات داخل النظام وهو ما يضفي عليه في النهاية بريق التنوع على عكس أنظمة كثيرة في الشرق الأوسط لا تعرف إلا الصوت الواحد والرجل الواحد والرأي الواحد، وبسبب المظاهرات التي تضع النظام امام مأزق كبير اضطر السيد خامنئي الى النزول لمستوى تيار نجاد ودعمه في مقابل المظاهرات التي تهز النظام وليس نجاد وحده، وأنا اعتقد أن المرشد ليس سعيدا بهذا الدعم ولكنه مضطر أمام هذا المشهد، إيران تتعرض الآن إلى ضغوط من الداخل حيث تواجه خصما من نوع جديد يتحدث لغتها، يعرف شوارعها، ويظهر جوانبها السلبية، وأعتقد أن هذا التحدث هو الأخطر على إيران منذ انتصار ثورتها وحتى الآن.
ومن الدستور الى الوفد في نفس اليوم ايضا، مع زميلنا وصديقنا الدكتور وحيد عبدالمجيد الذي قدم بدوره تقييما آخر للوضع، كان أبرز ما فيه قوله: فهؤلاء الذين شبه لهم ان في إيران ثورة جديدة بالغوا في أهمية دور الميديا الجديدة وتصوروا أنه يعادل دور أشرطة الكاسيت التي نقلت خطب قائد ثورة 1979 آية الله الخاميني وأفكاره وتعليماته الى جمهوره الذي أخذ يتسع بمقدار ما انتشرت تلك الأشرطة في أنحاء البلاد. كان لثورة الكاسيت فعل السحر في تغيير مزاج المجتمع الإيراني وتنويره. ويختلف ذلك عن دور شبكة الانترنت التي تعبر عن حالة ثورية لدى بعض قطاعات المجتمع دون ان تنقلها الى قطاعات أخرى لديها حصانة بحكم ارتباطها بنظام الجمهورية الإسلامية عقائديا أو مصلحيا. ولذلك بدت فائدة الانترنت لدعاة التغيير في إيران خارجية بالأساس من حيث انها نقلت الى العالم صوتهم وصورتهم، أما دور أشرطة الكاسيت في ثورة 1979 فكان داخليا، إذ نقلت الدعوة إليها من الخارج ونشرتها في أنحاء البلاد.
لقد ساهمت هذه الميديا الجديدة في فك الحصار الإعلامي المفروض على الإصلاحيين الذين نزلوا الى الشارع في انتفاضة كبيرة حقا، ولكنها غير قابلة لأن تتحول الى ثورة حتى إذا كان لبعض فاعليتها ما يشبهه في العام 1979، وخصوصا صعود الناس إلى أسطح المنازل ليلا للهتاف والتكبير، على مدى أيام الاحتجاج.
ولذلك لا يبدو أن دعاة التغيير في إيران الراهنة يمتلكون أيا من مقوماته الأساسية.
فلا توجد قيادة ملهمة، ولا قاعدة اجتماعية كافية ولا حتى برنامج واضح، فلا يخفى أنهم أتوا من خلفيات ومشارب مختلفة ليست متجانسة كلها، بل يشتد الخلاف بين بعضها ولذلك فهم ليسوا متفقين على البديل إذ يعرفون ما الذي لا يريدونه أكثر مما يدركون ما الذي يرغبون فيه، ولا تكفي شعارات الحرية والديمقراطية ولا اللون الأخضر الذي اتشحوا به لتعويض ما ينقصهم من مقومات.
وإلى الدكتورة ثناء فؤاد عبدالله وقولها في تحليل لها بجريدة القاهرة: مهما كان حجم الآمال التي كانت معلقة على المرشح موسوي في اتجاه الإصلاح والتغيير، فإن نهج موسوي في نهاية الأمر لا يخرج عن مجرد نوع من الاعتدال، واتباع سياسات مختلفة عن سياسات نجاد التي يغلب عليها التهور، ودعم الميليشيات المسلحة على حساب حل مشكلات الفقر والبطالة في إيران ومن المعروف أن موسوي هو الذي بدأ البرنامج النووي الإيراني عندما كان رئيسا للوزراء في الثمانينات.
وفي المحصلة، يبقى الحدث الإيراني مجسدا لأعمق شرخ أو انقسام داخل بنية الثورة الإيرانية ومؤسساتها الرئيسية، الأمر الذي يهدد بتفكيك نخبتها فضلا عن الانقسامات الطبقية واتساع شقة الخلافات والاتهامات بين رموز المرحلة الراهنة في الدولة الإيرانية.
ربما تمثل كل الملابسات التي أحاطت بانتخابات الرئاسة الإيرانية، أول محاولة في منطقة الشرق الأوسط لتخليق ديمقراطية جديدة هي ديمقراطية الانترنت، والمدونات والهواتف المحمولة، والمجموعات البريدية.
وغرف الدردشة وتقنية البلوتوث وأشرطة الفيديو والتي وفرت في مجموعها أكبر درجة ممكنة من التواصل بين الفاعلين السياسيين، وأسرع وسائل وأدوات التعبير عن الرأي وانتقاد النظام الحاكم ورموزه، بعيدا عن سيطرة الحكومة واحتكارها للساحة المعرفية الأمر الذي تسبب في حالة من الارتباك لقوى السيطرة الرسمية والحكومية.
ففي مجتمع مثل المجتمع الإيراني، يشكل فيه من هم اقل من عمر الثلاثين ثلثي عدد السكان، يبدو تأثير هذه الفئة التي تمارس نشاطا سياسيا بصورة عصرية جديدة، خارجة ولو نسبيا عن عباءة النظام الديني وتطمح لنوعية مختلفة من النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.


26
القاهرة ـ ـ من حسنين كروم
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !