وصفة تبرير النظام العربي

وصفة تبرير النظام العربي
إبراهيم العسعس

الإهـداء

إلى النظام العربي.. لله درك .. ثم لله درك ! فهمتَ فَسخِرتَ.. ودورَكَ أتـقـنتَ.. وتـَقـنَّعتَ فأقـنعتَ.. فأمِنتَ فَـنِمْتَ !
إلغِ العساكر فلا حاجة لك بهم.. فجيشٌ من المغفلين الطيـبـين يحميك !
هاهُم كما تَهْوى فَجمعُهمُ دُمى لا يفتحونَ بغير ما ترضى فَمَا
إنَّـا لَنعلمُ أنَّهم قـد جُـمِّعوا لِيُصفِّـقُوا إنْ شئتَ أنْ تـتكلَّما
بالأمسِ كان الظلمُ فوضى مهملا واليومَ صار على يديك مُنظَّما
فهمُ الذين إذا صَببتَ لنا الأسى هَتفوا لشخصكِ أن تعيشَ وتَسلَما

دواعي الاستعمال
تُستعمل هذه الوصفة لعلاج أيِّ حالةِ تـشكيكٍ في النِّظام العربي.
الـتركيـب
العنصر الفعال: الطيبة والغفلة. تحتوي الوصفة على كمية مُركزة من الغفلة والطيبة والسذاجة.
الفئة المستهدفة
الطيبون بنسبةٍ عالية، المغفلون، الساذجون ، المُنتمون بزعمهم ، المُستـفيدون ، الخائفون من المجهول ، الذين يحسبونها بدقة ، المُرجفون ، المرجئون .
الـتحذيرات
يُمنع غيرُ الفئات السابقة من أخذ هذه الوصفة، لأنَّه قد يُؤدِّي إلى تأثيرات غير مرغوبة، فقد تتـفاعل الوصفة مع كُرَيات الوعي الحمراء فتـُؤثر على نِسبة الغفلة في الدم. وقـد تـتعارضُ مع تركيز الحساسية فيحصل هبوطٌ في درجة البلادة. وقد تـتصادم مع ما يُسمَّى الشرف وخِلافه من الأمراض القديمة، فـتـتأثرُ الصحةُ وهي الأهم إذ الشرف يأتي ويذهب !

طريقة الاستعمال

ـ في حالة انتـقاد النظام العربي تُـتَّـبع الإيحاءات التالية:

1 ـ أكِّـد لنفسك أنَّ النظام جاءَ بمقاييسَ ومواصفاتٍ على قياسنا تماماً، وليس بالإمكان أحسن ممَّا كان.
2 ـ كلُّ من ينتـقد النظام أو الحاكم فهو حاقد، جاهل، حسود.
3 ـ قـل لنفسك: الحاكمُ محبوب، فإذا سألتـكَ نفسُك الأمَّارةُ بالسوء لماذا ؟ فـقـل: مِن وجهه تـشعرُ بطيـبته، ونيته الصادقة.
4 ـ إذا كانت اتهاماتُ الحاقـدين تتعلَّق بفسادٍ مالي، برشاوى مثلاً، فأجب هؤلاء الحاقدين : أنتم تـشهدون على ما لم تروه ، وهذه شهادة زور، عافانا الله وإياكم .
5 ـ قل لهؤلاء، ما غيرهم الحاقدين: وهل تعتمدون على نقـل الكفار ؟! وهذه الوصفة قوية جداً لن تُـبقي ولن تَـذَر لهم أيَّ وَجْهٍ، لذلك نُـفضِّـل أخذها بمقدار، وقبل النوم.
6 ـ إذا كانت الاعتراضاتُ قويةً ـ من وجهة نظرهم بالطبع ـ فاذهب إلى نصوص التسكيت والتسكين، الضعيف منها والصحيح المفهوم كما تـشاء، وأذِبْ كميةً منه واشربها على الريق، وستكون النتيجةُ هائلةً؛ ستكون : أعطه مالك ، وأدر له ظهـرك ولا تـلعنه وقـل : اللهم إنَّي احتسبُ عندك ما أخذ مني ، وما ضربني . وستـشعُر بحالةِ إسهالٍ فكري، لكن سترتاح بعدها كثيراً.
7 ـ أيُّ انتـقادٍ مهما بلغ، حوِّل تبعتَه دائماً على مراكز القوى في النظام، لِـتُـخليَ بذلك طرفَ رأسِ النِّظام، أو طويل العمر الكبير، فإنَّ الرؤوس إذا تزاحمت، فإنَّ رأسَ رأسِ النظام هو الأصل والبقية في خدمة الرأس.
8 ـ فإنْ رأيتَ أنَّ النقـد جاوز الحدَّ، وأنَّ الأمر سيخرُجُ من تحت أنفك، فقل فُضَّ فوك: أيُّها القوم وهل غيرُه أفضل منه ؟ وهل الآتي المخبوء في ظهر الغيب أنسب ؟ أعاننا اللهُ على اليوم الذي سيحكمنا فيه غير النظام القائم.

ملاحظة: هذه الوصفة تُـؤخذ عند اللزوم، واستهلاكها خلافاً للـتـعليمات يُعرِّضُـك للخطر. لا تُـكرَّر صرْف الوصفة إذا كانت نسبة غـفـلـتـك وطـيـبـتـك عالية.
صُرِفت بعلم مجلس إتحاد المُغـفَّـلـين العـرب.