مواضيع اليوم

وصفة البلطجية :من مبارك الى القذافي

عبد الرحيم الكعبي

2011-02-22 21:16:20

0

 

 وصفة البلطجية:من مبارك الى القذافي

عبد الرحيم الكعبي

 

 

يبدو ان التكنيك الذي اكتشفه الرئيس المصري السابق حسني مبارك المتمثل بالتصدي للاحتجاجات الشعبية المطالبة بتخليه عن السلطة باستخدام قوات امنية او حزبية بملابس مدنية قد راق كثيرا للرؤساء العرب الذين يواجهون التحديات نفسها.فقد راينا الاسلوب نفسه يتبع في اليمن والى حد ما في البحرين والان فان خطاب معمر القذافي يتمحور باكمله حول انزال (قوات شعبية!) للتصدي للتظاهرات الشعبيه التي يشهدها الشارع الليبي لازاحة هذا الدكتاتور عن السلطة التي مازال متمسكا بها على الرغم من مرور ماينيف على الاربعين سنة على امساكه بها.

 

يحسب هؤلاء الطغاة ان هذا الاسلوب سيمكنهم من الالتفاف على القانون الدولي و سيجنبهم المسؤولية القانونية امام المجتمع الدولي الذي يراقب تفاصيل ما يجري في هذه الدول بفضل وسائل التكنلوجيا الحديثة التي اثبتت انها اكبر نصير للانسان في تحريره من العبودية واستعادة انسانيته وكرامته على الرغم من كل ما وصفت به في الادبيات الفكرية والفلسفية من انها سلبت من الانسان بعض جوانب انسانيته وجعلته تابعا للالة.

ان هذا الاسلوب يعود في اساسه الى ما يعرف بسياسة (فرق تسد) التي اتبعت خلال فترة الاستعمار في الدول العربية ليسهل للدول الاستعمارية السيطرة على الشعوب بايقاع الفرقة بين ابنائها. وهي تنطوي الان على مخاطر شديدة تتمثل في اشعال حرب اهلية بين ابناء الشعب من خلا ل ضرب مكوناته العشائرية او الدينية او الاثنية بعضها بالبعض الاخر وتوريطها بدماء بعضها لكي يتمكن الحاكم من الحصول على فسحة اضافية من الوقت تتيح له ربما الفرصة لاعادة ترتيب اوراقه وربما العودة مرة اخرى الى السلطة كبديل لا بد منه للفوضى والموت.

ولنا في ما حدث في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق مثل جدير بالتامل ،فقد قام هذا النظام بتحويل   التنظيمات الحزبية الى اجهزة امنية ذات طبيعة استخباراتية وقمعية تقدم الاسناد والدعم والمعلومات للاجهزة الامنية العسكرية ،وتعبئة البعض من ذوي النفوس الضعيفة او ممن تلجاهم الحاجة المادية في ميليشيات شبه عسكرية كفدائيين صدام وجيش القدس ،وبذل الاموال الطائلة في استقدام وتدريب المجرمين والقتلة من الدول العربية وحتى وصل به الامرالى ابتزاز الحركات الثورية وتحويلها الى مرتزقة من خلال استغلال ايوائها على الاراضي العراقية   كورقة ضغط في مقابل استخدامها متى اقتضت الضرورة في قمع حركة الشعب العراقي ضد النظام وقد كان القمع  والعنف الذي ووجهت به الانتفاضة الشعبية التي تلت خروج العراق من الكويت مثالا واضحا على توريط بعض قوى الشعب ضد بعضها الاخر وتوريطها بارتكاب الجرائم بحق بعضها الاخر لكي لا يكون لهذه الجماعات خيار اخر سوى البقاء في خندق النظام الى النهاية بحكم المصير المشترك الذي وجدوا انفسهم بمواجهته.لقد كان هذا واحد من العوامل الاساسية في ما حل بالعراق بعد سقوط النظام السابق في 9/4/2003 فقد لعبت هذه التنظيمات دورا كبيرا في اذكاء الفتنة الطائفية في العراق ونشر الفوضى فيه من خلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين من الشعب العراق خصوصا خلال العامين 2006 و2007 . ان رفض الشعب للمصالحة مع هذه القوى جراء ما ارتكبته من مجازر في الماضي كان احد العوامل الذي اخر استقرارالامن في العراق.

وبعد،فان هذه بعض الدروس والعبر التي تستشف من التجربة العراقية نرجو ان يستفيد منها الاخوة في الدول العربية وخصوصا ليبيا قبل ان تجري بينهم انهار الدم وتتفاقم العداوات ويصبح الوقت متاخرا جدا للندم .ان ما قاله القذافي في خطابه يثبت ان ضيق الافق السياسي والافتقار الى الحكمة هو ما يجمع الطغاة ويوحدهم فهم لا يستطيعون التفكير في حلول سياسية ممكنة للازمات التي يمرون بها ولا يقبلون باي خيار يكون على حساب حفاظهم على كرسي السلطة وعلى ذلك يبقى الخيار الوحيد الممكن بالنسبة لهم هو استخدام مختلف وسائل القوة والبطش في مواجهة المطالب العادلة لشعوبهم وعلى راس هذه الوسائل هو تاليب قوى الشعب وتحريضها بعضها ضد البعض الاخر باسم الحفاظ على وحدة الوطن وهذا في الواقع جوهر ما تضمنه خطاب القذافي .فنرجو من الشعب الليبي ان يتنبه الى هذه الاساليب الخبيثة وان لا يريقوا دم اخوتهم في الوطن وان يقفوا معهم ويساندوهم في مطالبهم العادلة والانسانية وصولا الى اليوم الذي يسقط فيه هذا الدكتاتور المجنون كما سقط من قبله زين العابدين ومبارك..

عسى الكرب الذي امسيت فيه   يكون وراءه فرج قريب!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !