حوار الدكتور فتحى سرور مع المصرى اليوم - نهاية شهر ديسمبر - يثبت لنا أن ما قاله رئيس الوزراء فى واشنطن من أن الشعب المصرى غير مؤهل وغير ناضج لممارسة الديمقراطية لم يكن زلة لسان بل هو ما تؤمن به النخبة الحاكمة ، وكلامه على المادة 76 بعد التعديل وأنها أصبحت أفضل من قبل فهذا قول غريب لأنه تشبيه فشل بفشل مثل إستشهاده دائماً - رغم الإختلاف - بالقانون والدستور الفرنسى عندما يتحدث عن مثيلهما المصرى وكأنه لا يرى الفرق الشاسع بين الدولتين فى كل شىء ، وكثيرون من الحرس القديم ومنهم الدكتور فتحى سرور يصورون لنا منصب الرئاسة فى مصر وكأنه أصعب منصب رئاسه على مستوى العالم كله ويختلف معهم الحرس الجديد فى هذه النقطة بالطبع ولو بحثوا قليلاً لوجدوا أن الدولة العظمى فى أصعب فترات الحرب الباردة تولى رئاستها كومبارس و ممثل مغمور وهو ريجان والذى تسبب فى تفكيك الإتحاد السوفيتى وتولاها بوش الإبن وكان أغبى أشقائه كما قالت والدته والملك فاروق تولى الحكم صغيراً وكان محبوباً - كما قرأنا - فى بدايات حكمه ، فالرئيس أى رئيس يأتى لينفذ سياسات دولة يرسمها معاونوه أصحاب الخبرة وكلٌ فى مجاله ، وإن كان نجاح تلميذة صغيرة - أبدت رأى معين فى موضوع تعبير – يتوقف على قرار من رئيس الجمهورية فإننى فى هذه الحالة أتفق مع القائلين بصعوبة منصب الرئيس (!! ) .
فالمشكلة تكمن فقط فى المثل المصرى ( إعطى العيش لخبازه ) فلدينا من الخبراء المحترمين من يستطيعون قيادة الولايات المتحدة وليس مصر ، فمثلاً عندى مشكلة فى الإسكان ليس علىَّ إلا أن أقول تعالى يا حسب الله يا كفراوى – مثلاً مثلاً - وهات معاك ثلاثة خبراء ومنهم - مثلاً مثلاً - الدكتور ممدوح حمزة وتعالى يارئيس شركة المقاولون العرب إحنا إمكانياتنا كذا وكذا ولا تطلبوا أكثر من ذلك ، شوفوا نعمل إيه علشان نقلل من مشكلة الإسكان .
أما الإستهانة والنظرة الفوقية والوصاية على المواطن المصرى بدعوى الخوف من قوى الظلام أو قوى المال أو المخدرات فهذا إتهام مغلف للشعب بأنه جاهل ، ومن المعروف أن مصر ليست الوحيدة الموجود بها هذه القوى ، ودعوته لأشخاص ذوى قامة ومكانة مثل السيد عمرو موسى والدكتور البرادعى بأن يبدأوا خطواتهم السياسية من القاعدة فلابد أن نلحق ذلك بسؤال ومَن مِن رؤساء لجان الحزب الوطنى جاء من القاعدة بإنتخاب حر ومباشر ؟!
وأخيراً أعتقد أن قول الدكتور سرور بأن السيد عمرو موسى سلك الطريق المسدود ودعوته وقوله (( تعال يا برادعى إشتغل معانا فى لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى )) فلا أراها سوى أنها غيرة واضحة للعيان ولكنها غيرة ليست فى محلها !!
التعليقات (0)