وصايا نابليون لرئيس مصر
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول : تمر هذه الأيام ذكري عزو نابليون للأراضي المصرية البعض يطلق علي ذلك الغزو حملة ويحتفل بها لأنها فتحت أعين مصر والمصريين علي علوم وآداب الغرب بعد العزلة التي فرضها الحكم العثماني طيلة ثلاثة عقود من الزمان والبعض الأخريراها غزوا لأنها لم تأت لتنوير مصر بل لاحتلالها ونهب ثرواتها وجعلها قاعدة لامبراطورية فرنسية في الشرق وعلي كل حال لقد أصبحت الحملة الفرنسية في ذمة التاريخ منذ مايربوعلي 200 سنة ومايعنينا منها هو دروس التاريخ وعبره
ومن الأمور التي أدهشتني أثناء قراءة تاريخ هذه الحملة هي وحلم نابليون بونابرت بحكم مصر وولعه بها :
1- أشاع نابليون أنه قدم إلى مصر "للاقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال علي بونابري باشا إلى شعب مصر:"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه... أيها المشايخ والأئمة...قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين،
2- ولعل من أغرب الوثائق هي وصيته للجنرال كليبر التي يقول فيها: إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم.
3- ووثيقة أخرى شديدة الإثارة عن حلم نابليون بحفر قناة السويس وعدم إضاعة قطرة واحدة من ماء النيل إذا قيد له أن يحكم مصر طويلا, وأن يجعل من مصر قاعدة لإمبراطورية هائلة شرق السويس تمتد حتى إيران وأفغانستان، يقول نابليون "فأنا لست أقل من الإسكندر الأكبر.، رغم حزني الشديد لأن الإسكندر غزا مصر في سن السادسة والعشرين بينما أنا في الثامنة والعشرين"
4- وهناك أوامر عسكرية في سطور قليلة تكشف عن كيفية إدارة شئون الجيش الفرنسي في مصر وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين المعلم يعقوب قائد كتيبة الأقباط وجرجس الجوهري أحد أعيان أقباط مصر, وهي خطيرة لأنها تكشف عن مخططات واسعة المدى للفصل والوقيعة بين أقباط مصر ومسلميها( الرسالة رقم3872 بتاريخ7 ديسمبر1798).
5- ثم هناك رسالة تهنئة بتاريخ26 فبراير1799 تحت رقم4262 للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة في أثناء الحملة علي الشام, ويقول له: إن أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام أو علي الأقل عدم معاداتها واجتذاب ود شيوخ الإسلام ليس فقط في مصر بل في سائر العالم الإسلامي.
6- ومن أقوال نابليون عن مصر:
1. في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر, وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة, ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي. 2. في مصر قضيت أجمل السنوات, ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ, أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ.
3. لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا.
4. الرسول محمد ، بني إمبراطورية من لا شيء.. من شعب جاهل بني أمة واسعة.. من الصحاري القفر بني أعظم أمبراطورية في التاريخ.
5. الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمون عليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة لأنهم يتركون مملكة الله ويدخلون مملكة الشيطان.
6. حلمي تجسد في الشرق بينما كاد يتحول إلي كابوس في الغرب.
خاتمة القول : لا يوجد تفسير لهذا الولع الشديد لدي نابليون لحكم مصر سوي أنه يعرف حق المعرفة قيمتها وقدرها وما يمكن أن يفعله من يحكمها وذلك واضح تماما من وصاياه ورسائله في كيفية معاملة المصريين وكيفية التعامل مع خيراتها ومنها النيل الخالد فيقول لو حكمت مصر لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر, وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة, وهذا المقال هو رسالة للرئيس الجديد دكتور محمد مرسي الذي نعرف أنه يعلم قدر مصر ومكانتها أكثر بكثير من نابليون بونابرت
حمي الله مصر وشعبها من الفتن ماظهر منها وما بطن
الاثنين 2 يوليو2012
للتواصل مع الكاتب (181)
Sedeeks2011@twitter.com
sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)