من قلب الفوضى وفي خضم صخيبها.. يتم انضاج محاولات تمكين حركة الثوره الاجتماعيه التي تبدا في التحريض على الاحتجاج ومن ثم تعمل على تطويره الى انتفاضه عنيفه ,,من المجرد العام للفكره الى تشكيل الاراده الواعيه لها, ثم الانتقال بها الى حال الفعل الحي..لتتحول في النهايه الى شكلها العنيف الخالق..,من الفئويه ومطالبها الاكثر الحاحا كاستجابات انعكاسيه مباشره.. الى استفزاز التناقضات بينها وبين حلولها وصولا الى اعادة وعيها الذي يمثل الحل الشامل والتغيير الجذري الذي ترتبط به شروط تطبيق الحلول ,هكذا يرسم القدر التاريخي ويحدد منهجيتنا الثوريه فنصبح حينها مرغمين على تاجيل استنتاجاتنا النهائيه ونعود في مجرى محاولة تطبيقها الى ممارسة جدليه واقعيه لاتستنكف من الخوض في غمار النشاط المطلبي الاجتماعي الاكثر اسفافا بالوعي الثوري والاكثر تبسيطا ومحدوديه له لنمارس بذلك دور التوعيه القسريه العمليه ,دور التوعيه بالصدمه ,لان القاعده التي نعول عليها في تاكيد احقية مشروعنا باتت اليوم اكثر جهلا بالخطى التي توصلها الى طريق الخلاص او اصبحت اكثر شكا بجدوى الايدلوجيه الداعيه اليه .فالواقع الانساني الذي تخيم عليه ظلامية النظام الراسمالي جعل انعكاس فعل المبدأ العلوي في حركة تطور وتقدم النشاط العملي اكثر سلبية باتجاه ترسيخ العلاقه العكسيه بين مقدار تقدم المعارف التطبيقيه التي يحويها نشاط المجتمع الانساني وبين مقدار المعرفه الفرديه والنتيجه كما نراها هو ان الانسان كفرد في ظل هذه الظروف يتجه بشكل مطرد نحو الغباء (هنا نجد انه من المهم تناول هذا الطرح في دراسه مستقله تفي بهذا الغرض لاحقا ,لكن ما يستوجب ذكره الان هو التاكيد على ان مفهومنا للغباء لايعني الا كم ونوع المعرفه المحدده بقيمة الانتفاع منها على المستوى الفردي الانساني ,لقد كان البدوي الراعي قبل مئة سنه من الان اكثر الماما بالمعرفه التي تمكنه من التعامل مع الواقعيه الحسيه من نظيره العامل او الفلاح او المهندس اليوم ,) وهنا نحن نتكلم عن اختلاق الذريعه الثوريه بدل الحديث عن انتظارها كنتيجه للجهد التنظيمي وبمعناها حتما ذاتيا ,لقد كانت الذرائع للثورات الاجتماعيه دوما تمثل تكثف بدرجه عاليه لتشاط الثوريين في مفصل اكثر خصوصيه وارتباطا فتبدو بشكل سطحي وكانها سبب نهائي لاندلاع الثورات ,اما اليوم فان الحال تغيير للاسباب التي ذكرناها سابقا والتي تختصر وصف حالنا بكوننا نمثل اراده واعيه لفكر ومشروع مدافع عن مصداقيته بسبب تطبيقات مشوهه وتجارب ومشاريع غير صادقه ,لهذا فنحن نميل لان نتحلى بالخبث والتامر الثوري اكثر من الاعتداد المفرط بالثقه في حسن ظن الاخرين بنا ,فقاعدتنا الطبقيه وجماهيرها صارت شيئا فشيء تتحسس عجز البرجوازيه عن تغيير الواقع السيء وباتت تدرك عمليا معنى تغيير اشكال سلطتها ,لكنها في ذات الوقت مازالت بعيده بقدر ما عن التزام موقف ايجابي مناصر لمشروعنا الثوري ,هم فقط يحسنون الظن بنا لكنهم يصفوننا في قرارات انفسهم بكوننا حالمون ومتعصبين وحتى (رجوعيون وليس رجعيون ) سلطويون ,كل هذا يفرض علينا من ان نؤدي دور المنقذين الدهاة اللذين يوافقون على نصف الحقيقه مؤقتا كي يدحضوها عمليا وعلى يد من يدعيها لاحقا ليجبروه على الانصياع اخيرا لما كنا نضمره كمعرفه للحقيقه الكامله ,يجب ان لا نكتفي بان لا نحاول من ان نمنعهم من ان يمدوا ايديهم الى الجمر بل علينا ان نوحي فقط باحتمال اكتوائهم(مجرد افتراضات لهذا الاحتمال ) كي نفرض انفسنا في النهايه كمطببين لهم ولكي يكون حينها وعظنا اكثر وقعا في اذهانهم...وكمثال حي يحاكي كل ما اوردناه لواقع الحال العراقي.. فان مثال المطالبه بتوفير الطاقه الكهربائيه بوصفها حصريا شأن خدمي يومي يجب ان ندفع به وفق هذا الاسلوب ليتشكل في تقييم القاعده الاجتماعيه على انه محور لنشاطنا السياسي التكتيكي والذي سيبدو حينها انه لا يمت باي صله الى مواقفنا الطبقيه (وهو في الحقيقه كذلك ..فنحن لا ناكل السمكه من ذيلها بل نطلب راسها ,ولا نناضل من اجل تحسين واقع خدمي سيء بل نقاتل من اجل القضاء على نظام سياسي لا يرعى الا سلطه لابد وان تكون على الدوام منتجه لحال سؤء الخدمات .لكن ليس كل ما يعرف في هذه الحال يجب ان يعلن في ذات الحال ,اوان يقال.. فقليلوا الدرايه وهم كثر لا يتحركون الا تحت اكبر قدر من التحسس بما هو سلبي مباشر ) ,و في اثناء ذلك نصوغ كل خطوه ميدانيه نخطوها في هذا الاتجاه بأطار يتشكل على الانحياز الطبقي والذي نركز فيه على معنى الفارق الطبقي في حال سابية هذا النشاط الخدمي لنؤسس بذلك امكانيات نشر الوعي الذي يصف هذا المطلب بكونه مطلب اجتماعي اقتصادي عند فئه معينه لننئى بها خارج نطاق الحركه الاولى كمسار وتوجه وليس كانفصال او انعزال عنها ..وقد تتوفر حينها امكانية ربط مطالب الاحتجاج الاولى بحركة مطالب العاطلين عن العمل وبالعكس.. فمن الممكن التعامل بنفس الاسلوب مع حال المطالبه بتوفير فرص العمل بربطها بشرط توفير الطاقه الكهربائيه كتحديد لحل ازمة البطاله باعتبار هذا التحسن يشترط تحسنا في ظروف الانتاج (لكننا في ذات الوقت نعد العده لكي نستطيع لاحقا من ان ننشر وعينا الذي كتمناه في هذا الخصوص والذي لا يفسر ظاهرة البطاله الابكونها افراز حتمي لنشاط النظام الاقتصادي الراسمالي وبالتالي فان معالجتها بل والقضاء عليها نهائيا لا يتم الا من خلال السلطه الاشتراكيه )نحن نتخفى وننهج هذا الاسلوب في معالجة هذه القضيه لان ظروف العراق وثراء سلطته قادره على استيعاب القدر الوافي من مطالب العاطلين عن العمل في حال تحولها الى ازمه سياسيه واجتماعيه ,لكن يحدث هذا كاجراء تكتيكي مؤقت ,المشكله ان هذا يمثل واقعيا تاجيل اخر في حركة مقاومة السلطه والاجهاز عليها ,فيكفينا والحال هذه مزيدا من التاجيلات ..هناك فرصه اخرى لاختلاق ذريعتنا من خلال استثمار سلبية الواقع الخدمي بصوره مباشره ,بصوره نخاطب بها الاحساس المباشر دون اللجوء الى التحريض والدعايه الفكريه ...فالكهرباء ليست طاقه لتخفيف وطئة الحراره فقط انها ليست مجرد طاقه خدميه , بل انها تعني قيمة زمن الانسان وصحته ..والمطالبه بتحسين اداء الطاقه الكهربائيه يجب ان يتصاعد الى ان يرتبط بالمطالبه بالغاء المولدات الصغيره المنتشره في كل زقاق ومحله والتي تفترش وتتوسد كل شارع لتمثل بؤر تهدد صحة الانسان والبيئه (لكن الناس يريدون فقط الكهرباء ويرضون بان يتمتعوا بها ولو لساعات ,سنوافقهم ونحتج معهم لكننا اثناء ذلك سنستفز حقيقة تباين معاناتهم من انقطاعها بتباين مدخولاتهم ومن ثم تاثيرها على تحسن هذه المدخولات ,لكن بعد ذلك سيتضح ان تحسن المدخولات في هذه الحال سيقتصر على فئه معينه دون اخرى وهذا يعني توافر فرصه اكبر لاستفزاز الوعي لطبيعة الصراع الطبقي ..وغاية مرادنا هو ان تصل الامور الى هذا الحد وبهذا المقدارمن الجهد المبذول لان هذا يعني ادخار قوانا وامكانياتنا لاستخدامها في المرحله الاخيره التي نتحول فيها الى الفعل الثوري )...انقطاع التيار الكهربائي الاصولي لا يعني سلبيه خدميه مباشره فقط, بل يعني الاضرار المباشر بصحة الانسان من تلوث الهواء وتوافر عوامل سرطنة الصحه والضجيج (التلوث الضجيجي )حيث ارتفاع نسبة الامراض ضغط الدم والامراض النفسيه وجهاز التنفسي وزياده كلفة الادامه الصحيه كما انها تعني نمو طبقة طفيليه من تجار الكهرباء اللذين باتوا يسمون بملاك المولدات وهم في الغالب افراد يتمتعون باكبر قدر من حقد وكراهية المجتمع لهم ولعل اكثر الطبقيين الوسطين واصحاب الميل الفكري الوسطي واتباع الزهد الديني هم مهيئون من جميع النواحي لان يناصروا اي تحرك او اتجاه او اي فعل او قانون يحرم هؤلاء الملاك من امتيازاتهم ويجردهم من ملكياتهم وتأميم الملكيه الخاصه الذي يجرمه ويحرمه الكثير يصبح هنا اول (الحلال) ,لكن هؤلاء الملاك صاروا فئه طبقيه اكثر من كونهم افراد فهناك ما يزيد على 25 الف مولده كهربائيه سعة 1 ميغا واط و2ميغا ويبلغ العدد الاجمالي للعاملين فيها ما يزيد عن 120 الف عامل اجير بين مشغل ومنظم وحارس ,انهم فئه اجتماعيه يمثل تنمية شعور الحقد اتجاهها فرصه قويه لتحويل السلوك الناتج عنه وتداعياته الى ذريعه لبداية التصادم الطبقي ,قد نكون هنا غير نزيهين أو على الاقل يبدو فعلنا هذا غير واعي وفق معاير الفكر الاشتراكي العلمي ,لكن هذا الفكر ايضا لابد وان يرضخ لمبدأ حتم انحطاط القيم العقليه في مرحلة التطبيق والفعل ونحن هنا فقط غير نزيهين وغير مسؤولين لكي نمتلك القدره على ان نكون اكثر نزاهة من خصمنا ..انقطاع التيار الكهربائي ليس فقط بسبب الاهمال الحكومي وليس فقط بسبب الفساد الاداري بل هو في الجوهر سلاح ستراتيجي لعدو خارجي له اهداف ستراتيجيه في العراق ...واللذين (في قرارة انفسهم) يهزئون ولا يفتخرون بانهم وطنيون واللذين ادركوا كذبة الوطن البرجوازي يجب ايضا ان ينتبهوا الى انهم يتضررون من هذه الستراتيجيه ان ابوا او ان شاءوا ...الوسطيون وهم الكثره الغالبه التي انتجها الواقع العراقي عليها ايضا ان تدرك هذا وفي الحقيقه فان هذا الادراك هو من مسؤولية الساعين الى التغيير السياسي الثوري فالتوقف عند مفصل معين من هذا المطلب لا يعني الا التوقف عند اغراض سياسيه معينه ,,يجب المضي مع المطالب الى النهايه الى الجذر الذي تتجمع عنده الحلول وهذا يعني ان الثوري هو من يمارس التحريض كتابع مؤيد وفي ذات الوقت ينقض سلبية تبعيته بأداء دور التوعيه خارج الميدان ليطرح ميدانا يكون فيه هو القائد وهو بذلك يؤدي نشاط الاستدراج الثوري الواقعي ...نريد التنفيذ الكامل لتجهيز مفردات البطاقه التموينيه وما ان يوافقنا الوسطيون على ذلك ويقبلوا بان يحولوا هذا المطلب الى احتجاج نعلن اننا نريد تحسين مفردات البطاقه التموينيه والاليه التي يتم ذلك وفقها ..ثم نطالب بسن قانون تحدد فيه اسعار المواد الغذائيه فلا نفع من التجهيز الجزئي المدعوم من قبل الدوله اذاما لم يتم كبح جماح التجار ..الان تحاول حكومة المالكي تمرير هذه الخدعه وهناك من يدعو الى تعويض المفردات او تحسينها عن طريق دفع النقد ومبلغ نقدي للكل فرد وهذا لا يعني واقعيا الا ان الحكومه تكافىء التجار المطلقي اليد في ان يستحوذوا هم على الاموال عن طريق زيادة الاسعار والتلاعب في السوق (من المهم هنا ان نوحي برضانا عن التصرف الغاضب اتجاه هؤلاء التجار وما يتعلق باملاكهم او حتى المصارف التي يدخرون فيها اموالهم )...يريدون او يقترح البعض في ان يتم تحسين مستوى دخل الفرد العراقي بمنحه نسبه من واردات البترول على شكل نقد ,هذه التلويحات والمناورات ستجعل اعصاب تسعين بالمئه من المتذمرين والحانقين على السلطه من ان تتراخى ويتحول حقدهم اتجاه الحكومه الى شعور بالرضا والارتياح ,وهم بهذا يوصفون باكثر من كونهم معذوريين لان سؤ حال معيشتهم اقسى من ان يجعلهم يبصرون حقيقة ان هذا الاجراء لا يعني الا توفير فرص جديده لزيادة ارباح ورساميل المرابين في السوق الحره..وهنا علينا ان نتوجه الى العشره بالمئه التي تمثل في هذه الحال الفئه الوسطيه الساعيه الى تحسين واقع وحال ادخاراتها من هذا الاجراء وليس لملىء بطونها .. ولنبين لها ان لاجدوى ترتجى لتحقيق مطالبهم وتحويل تلك المبالغ الى فوائض مالم يتم معاملتهم في ذلك الاجراء المقترح بشكل خاص ولكي نبدوا متوافقين مع ميولهم القانونيه باعتبارهم في هذه الحاله سيكونون جلهم من فئة موظفي الدوله الصغار نقترح عليهم طرح بديل قانوني يقوم على اسس موضوعيه واقعيه .. فيكون حينها المطلب الخاص الذي سيتبنونه هو اقتراح تفعيل دور الاسواق المركزيه بما يجعلها بديل عن السوق الحره (الاسواق المركزيه يختصر نشاطها على تقديم السلعه المدعومه على هذه الفئه حصرا )..فمالذي يحدث حينها ؟ اللذين فرحوا وتراخوا بمجرد ان سمعوا باقتراح (الدولار مقابل النفط) سيستفزون وسيعودون طامعين بان ينالوا المزيد بمشاركتهم ومناصرتهم لمطالب الوسطيون الاضافيه..حينها فقط سينفذ صبر السلطه وستظطر الى الكشف عن انيابها وهنا فقط تبدأ تباشير التغيير بالتجلي لان الظروف حينها ستحكم بحتم الانتقال الى المقاومه العنيفه ..الانتقال الى مرحلة النضال العنيف الذي من المفترض ان النخبه الثوريه قد اعدت له العده وتهيئة له ..ان اصحاب الوسطيه الاجتماعيه واتباع الوسطيه السياسيه هم حجر العثره ومثابة الكبوه للثوره وفي تلك الاليه التوعويه الواقعيه سوف يتم تحجيم قدراتهم باتجاه استفزازها واحتوائها بشكل ايجابي لصالح حركة الثوار التقدميين ,,شيئا فشيء ستذوب وتتطرى مقاومتهم الطبيعيه وتنتقل طاقتهم المستنفذه الى مركز التغيير الشامل ,,شيئا فشيء سيعي اعضاء الوسطيه الطبقيه انهم لا محال مرتبطون بالطبقات الدنيا وان لا خيار لهم الا التوقف عن مناصرة السلطه لان امنهم حينها سيتهدد ومعاشهم الطفيلي لا يمكن ان يستمر في جو الارتباك الثوري الذي سيتصاعد في مرحلة نقض الامن الذي تفرضه ادوات السلطه من بوليس وعسكر ..هذا التدرج وهذا النضج المتنامي محكوم فقط وحصرا في كون الاحتجاج والانتفاضه مصاغتين ضمنيا من قبل تنظيم نخبه ثوريه صارمه وراسخة الايمان بحتم ظفر عقيدتها كما انها ترى ان طريق التغيير ما زال محكوما في العراق بمقياس العنف الثوري وان كل اشكال النشاطات النضاليه الاخرى وكل تفاصيلها لا يمكن ان تتعدى نتائجها الا بكونها وسيله لتنمية قدرات هذا العنف ..فما زالت البندقيه هي الرفيق الاعلى لثوار العراق المفترضين .وما زالت الرصاصه هي المخول الوحيد بتلاوة بيان نصر الثوره العراقيه المرتقبه
خدمة جديدة - تجريبية
نظام اخر للتعليقات مدموج بالفيسبوك - لتعميم تعليقكم بشكل كبير
نرجو نشره في الفيسبوك أدناه وكذلك في مربع تعليقات الحوار المتمدن في نهاية الصفحة
0Share
دعوة للانضمام: مواقع مؤسسة الحوار المتمدن في الفيسبوك
ادعم الفكر اليساري والعلماني بالمشاركة ودعم هذه المواقع من خلال النقر على الزر
اعجبني - Like
التعليقات (0)