وشوشة إيرا . فغانستا . نية !

إيران التي باتت تُعرف بعقلية التوسع ، ومُحاولات فرض الوصايا على مناطق الشرق الأوسط ، لم تعد تخفي من توجهها ذاك شيئا ، بل وأضحت تفتخر بتجربتها الثورية الفذة (طبعا بحسب منطقها وفلسفتها هي) ، وتفتخر بمشاكساتها لأوروبا وأمريكا والغرب عموما !..

إيران التي لاتخفي إزدراءها للحكومات الإسلامية المنبطحة أمام أمريكا ، أو التابعة لها ، أو المتعلقة بأذيالها . تملك من الثقة بنفسها ما يكفي للإفصاح عن ذلك الإزدراء حتى ولو كان وفد حكومتها في عقر دار إحدى تلك الدول . وذلك ما حصل مؤخرا خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى أفغانستان ، والتي أعرب فيها عن إستيائه من إستمرار التواجد الأمريكي على الأراضي الأفغانية !..

أحمدي نجاد لايشرفه الوقوف بجانب كرزاي ، لأن الأخير في نظره دمية تحركها الإدارة الإمريكية كما تشاء!.. والسيد نجاد يتناسى بأنه هو أيضا دمية في يد ولاية الفقيه ، لكن (تشربه) بمبادئ (الولاية المباركة) هو مايدفعه للتفكيربمنطق : أحنا في حنا والبرّاني خاطينا .. فأن يكون (الملا) على قمة هرم أفغانستان أنفع لسياسة إيران في المنطقة ، من إستعمار أمريكي يمتلك كرزاي وحكومته ، وكل تلك المعطيات تهدد الأمن الإيراني . فكان لزاما تقبيل (..) درءا لشره !..

أفغانستان التي تنام وتستيقظ على روائح الموت ، لاتمتلك خيارا آخر غير تقبل واقع أن أمريكا جعلت من أراضيها مستنقعا لن يستطيع أحداً غيرها تجفيفه ، حتى إيران التي تكتفي بتوجيه إنتقادات لاذعة لحكومة كرزاي (المغلوبة على أمرها) ، خوفا على مصيرها ، لاعلى مصير الأفغان !..

لكن ذلك كله لم يمنع الرئيس كرزاي من إظهار شهامته (رغم إمكاناته وقراراته المحدودة) لنظيره الإيراني بقوله : إن أفغانستان (لن ترضى) بإستعمال أراضيها لضرب دول الجوار !.. وكأن كرزاي يهمس لنجاد : أنت أدرى مني يا سيد نجاد بأن (العين بصيرة واليد قصيرة) ، وبأن إحتمال إستعمال أراضينا لضرب أهداف في أراضيكم يبقى واردا في ظل الظروف الراهنة ، وأننا متنبهين لتلك الخطوة رغم أن إمكاناتنا لن تكفي لوقفها .. ولو حدث ذلك فكونوا على ثقة بأنه ضد إرادتنا ، وتقبلوا إعتذارنا وأسفنا مسبقا !..

إذا كانت هذه (وشوشة) إيران وأفغانستان ، فكيف ستكون (صرخة) أمريكا حين تجتاح المكان  - كعادتها - وتقطع عليهما حديثهما ، بقرار آخر نافذ من (كتابها المسطور) في منطقة الشرق الأوسط ؟!.

ـــــــــــــــ

تاج الديــن : 03 ـ 2010