لسنا رؤساء أنظمة استبدادية شمولية نخشى عين كلينتون الحمراء أن تحرق عروشنا ..
ولسنا رؤساء حكومات "مساخيط" نخشى تعنيف السفير الأمريكي وتوبيخه والأمر بإقالتنا ..
ولسنا سفراء نتكعبل على وجوهنا بمجرد إبلاغنا من موظف البيت الأبيض باستدعائنا على وجه الهرولة ..
ولسنا أعضاء جمعيات أو جماعات متسلقة وبايعة القضية يتم شراؤنا ببعض "الفكة " من تحت الترابيزة ..
لذا .. نقول بكل قوتنا – وبغير شماتة - .. أن أمريكا .. القوة العظمى الأوحد في العالم قد شربت من كيعانها في 11 سبتمبر 2001 ..
إن الأرواح "البريئة" التي أزهقت في 11 سبتمبر بنيويورك ليست ولن تكون أبداً بأغلى "في ميزان الإنسانية" من الأرواح التي أبيدت في غزة وجنوب لبنان وأفغانستان والعراق وسيناء وكل بقعة عربد فيها سلاح الإبادة والبطش الأمريكي سواء كانت اليد المجرمة التي استخدمته صهيونية أو أمريكية أو عميلة بمباركة وبموافقة وتحت مظلة وحماية الفيتو الأمريكي ..
ولا يجوز وما ينبغي أبداً أن نشعل أجساد أطفالنا القتلى شموعاً تضيء وتحيي ذكرى "هجمة "إرهابية خلفت ثلاثة آلاف قتيل أمريكي "بريء" .. بينما ملايين .. نعم ملايين الأنفس والأرواح في فلسطين وجنوب لبنان والجولان وأفغانستان والعراق وباكستان والسودان والصومال أزهقت وأبيدت وسحقت ومحقت بأعتى وأشرس الأسلحة والقنابل والصواريخ الأمريكية تحت عناوين تضحك الشياطين والأبالسة من مخترعيها "الحرب على الإرهاب" " الهجمات الاستباقية" عناقيد الغضب" عاصفة الصحراء" "الرصاص المصبوب" ..
عناوين عمليات إبادة إنسانية بشعة ربما كان جنرالات الحروب الأمريكان والصهاينة يوكلون لأطفالهم ونسائهم اختيار مسمياتها في سهرات نرجسية قبل طلوع الصباح من غسق الدجى ..
وقبل طلوع الطائرات من مكامنها وقبل طلوع الصواريخ من فوق سطح البارجات السائحات السارحات في مياه الغلابة الضعفاء ..
فلا تهدأ ولا تهمد إلا بعد أن تهدم جبالاً وتسوي دولاً وبلاداً بالأرض ..
سجون سرية في الأرض وتحت الأرض ..معتقلات تعذيب رهيبة في ابوغريب لم تشهد الإنسانية لها مثيلاً في الإجرام والتعذيب وامتهان آدمية الإنسان والإمعان في إذلاله واستباحته..
نضحك ثم نضحك حينما نتابع محاكمهم "الجنائية الدولية" وهي لا تلاحق إلا المجرمين "الغلابة" من رؤساء العالم الثالث بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية كالبشير ومعمر القذافي وابنه ..
بينما الهول المهول من إجرامهم وجرائمهم وسفاحيهم الأمريكان والصهيان والبريطان وغيرهم من المستحيل أن يجرؤ أوكامبو أن يرمش عينه تجاهم ..
أي قوانين إنسانية هذه؟ ..
أي علاقات دولية مثيرة للسخرية هذه؟ ..
أي موازين دولية مخزية هذه ؟
أمريكا .. الراعي الرسمي والوكيل الوحيد "لعملية السلام " حلوة عملية السلام دي على مدى ثلاثين عاماً تضحك ليس على العالم ولكن على شعوبنا وبلادنا باتفاقيات ومؤتمرات وعزومات وولائم وتسرح بالجميع بينما تطلق يد ربيبتها المجرمة في ابتلاع أقصى ما تطوله يدها من أراضي دولة كاملة بشعبها ..
ثم أخيراً وبعد أن فاض الكيل يتوجه المغبونون الضعفاء المضحوك عليهم إلى الأمم المتحدة .. إلى المجتمع الدولي يلتمسون شهادة ميلاد لدولة عمرها من عمر التاريخ .. فترفض أمريكا .. وتهدد باستعمال الفيتو .. وتلوح بكل ما لديها من بطش وضغط وقوة وإرهاب في سبيل كبت أنفاس شعب تشرد في الغربة وطرد من بلاده وهدمت بيوته على رءوس أطفاله ونسائه وشيوخه بالسلاح الأمريكي .. دون أن يطرف جفن أمريكا العظمى ..
إذا شن الصهاينة حرب إبادة على أطفال الحجارة في فلسطين "تأمل" أمريكا من إسرائيل ضبط النفس وعدم الإسراف في القتل مع ابتسامات وتمنيات بعمليات تطهير وإبادة موفقة بإذن الرب حامي أمريكا وإسرائيل ..
بينما إذا "فرفر " الضحية وحاول الانتقام .. يكبل بمليون اتهام بالإرهاب وبالإجرام وبالبربرية وبالهمجية وبالوحشية وبالتخلف علاوة على الحصار والعقوبات الدولية .. وإخراج أوكامبو ليطالب برأسه للمحاكمة الجنائية ..
إن آفة أمريكا .. أنها ما زالت تعتقد في براعتها في ابتزاز الشعوب والدول وسوقها سوق النعاج ليلتهمها الذئب الصهيوني ..
كما أن آفة أمريكا .. أنها ما زالت تتوهم أنها قائدة للمجتمع الدولي .. تسير شئون العالم وفق سياستها غير العادلة .. والظالمة ..والباطشة ..
ولكن .. وكما أن الأيام دول ..
ومثلما ظهرت امبراطوريات وتلاشت عبر التاريخ ..
ومثلما غربت الشمس عن الامبراطورية البريطانية ..
ومثلما تفككت أوصال الامبراطورية السوفيتية ..
فإن الإمبراطورية الأمريكية المستبدة قد أصابها في 11 سبتمبر شرخ كبير في هيبتها يؤذن بأفول شمسها .. طالما ظلت تتلاعب بمقدرات ومصائر شعوب ودول و جعلت تحيلها طعاماً لربائبها من الذئاب ...
التعليقات (0)