الوسطيّة الإخوانية مصدرها مسيحيّ !!!:
تعدّ الوسطيّة التي يبـشّر بها القـرضاوي خاصّة وزعماء و قادة الإخوان عامّة في كلّ محفل ومجمع، فكـرة خـدّاعة ومراوغة، بقـدر ما هي مسمومة و مبتوتة الصلة(على خلاف ما يتصوّره البسطاء) بالوسطية الإسلامية التي وصف المولى تعالى بها أمة الإسلام عند قوله تعالى(( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا)) فالإخوان المسلمون يعتنقون الوسطية بمفهومها الغربيّ الخالص، فالوسطيّة الإخوانيّة التي هي فكرة غربية صرفة " مصطلح دخيل مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي. ذلك المبدأ الـذي بنيت عقيدته على الحلّ الوسط الحلّ الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي بين الكنيسة والملوك الـتابعين لها من جهـة، و بين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى. فالفريق الأول كان يرى أنّ الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك فهو سبـب الذلّ و التأخّر، وان العقل هو القادر على وضع نظام صالـح لتنظيم شؤون الحياة. و بعـد صراع مرير بين الفريقين، إتفقوا على حلّ وسـط وهو الإعـتراف بالدين كعلاقة بـين الإنسان والخالق، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة، وترك تنظيم شؤون الحياة للبشر، ثم اتخذوا فكرة فصل الدين عـن الحياة،عقيدة لمبدئهم الذي انبثق عنه النظام الرأسماليّ الذي نهضوا على أساسه،ثم حملوه الى غيرهم عن طريق الإستعمار ...وبدل أن ينقد بعض المسلمين فكرة الوسطيّة أوالحلّ الوسط، فيبيّنوا خطأها وزيفها، أخذوا بها، وساروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام، بل هو قائم عليها ! فالإسلام بـين الرّوحية و الماديّة، و بين الفـرديّة و الجماعيّة، و بين الواقعـيّة و المثاليّة، و بين الثبات و التغيير فلا غلوّ و لا تقـصير و لا إفـراط و لا تفريط!"إهــ (1) وهـذا كله صحـيح عموما، ولـكن الوســطيـّة التي يبـشّـر بها القرضاوي إنطلاقا من مدرسة حسن البنا، هي وسطية الغرب بكل حرفيتها و شذوذها(2)،لأنها تـنتهي في نتيجتها الى ما إنتهت إليه وسطيـة الغرب، وهو تـثبيت العلمانية و إقصاء الشريعة ( ا نظر الرسالة الثانية من هذا البحث وهي بعنوان " خفايا و أسرار الصندوق الإخواني الأسود ") " فلا وسطية ولا حلّ وسط في الإسلام، فالله تعـالى الذي خلق الإنسان و يعلم واقعـه علما لا يمكن لبشر أن يعلمه، هو وحده القادر على تنظيم حياته تنظيما دقيقا .. فجاءت أحكامه محدّدة و لا أثر فيها للوسطية أو للحلّ الوسط... فـتكون الوسطية فكرة غريبة عن الإسلام يريد الغربيون و من والاهم من المسلمين أن يلصقوها بالإسلام من أجل تسـويقـها للمسلميـن بإسـم الإعتدال والتـسامح، قاصدين صرفنا عن حدود الإسلام وأحكامه الفاصلة "(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفاهيم خطيرة لضرب الإسلام ص 37 من منشورات حزب التحرير.
(2) دع عنك حكاية أنّ الإخوان يدعون الى دولة الإسلام والى التصوّرالإسلامي الخالص و المستقل عن الغرب، فسترى بطلان ذلك وشيكا.
(3) مفاهيم خطيرة لضرب الإسلام ص 40 من منشورات حزب التحرير.
التعليقات (0)