مواضيع اليوم

وسرقو عمري

رجاء داؤد

2009-07-22 18:11:34

0

وسرقوا عمرى .. بحث في خبايا الصمت
ما بين اهمال شرع الله والغفلة تنهار القيم ويتفشى الضياع
سارق لن يقام عليه الحد
(وسرقوا عمري) احدى قصص مجموعة قصصية للاديبة ليلى حسن سلمان بذات العنوان، القاصة امرأة سودانية موغلة في الانتماء والتواصل مع كل فئات وطبقات المجتمع ولدت بالجزيرة ونشأت وترعرعت ببحري ومارست العمل الادبي باكراً ادهشت القارئ السوداني بأول اصدارة لها (إتكاءة على كلمة).. وكانت خير تقديم لـ ( وسرقوا عمري)... التي حوت كل عناصر الادب النسائي... المرأة منتجة، وروائىة وبطلة ... وبحياء الانثى الشرقية تسرد الاحداث بالكثير من الحذر وانتقاء المفردات الذي يصل لدرجة الرمزية والتورية ...
- وهج البريق
كانت بطلة قصة (وسرقوا عمري) محط انظار الجميع تخلب لب كل من يراها و يتهافت الشباب لرضائها فما ان تحضر حتى يهرع الجميع لملاقاتها والكل يمني نفسه بنظرة من عينها او بسمة من شفتيها.. هي تدري انها جميلة لذلك إغترت وتاهت دلالاً... وكثيراً ما رددت على مسامع الجميع (انا لن اترك احداً يسرق عمري فأنا عندما اسلم نفسي وزمام أمري لرجل لا يستحقني تصبح هذه جريمة سرقة... سرقة لعمري...)
- هزيمة
مميزات الرجل الذي هزم تطلعاتها.. مدير مالي.. يافع.. وسيم وذكي.. اي انه جمع ما بين المال والجمال والسلطة بالاضافة للخبث واللعب بالعواطف... كابرت إحساسها وإحتياجها ووقفت تترقب بريقاً يشدها ليخطف بصرها، وسمعتها وشرفها... هل السارق الدمار الشيطان الآدمي؟ ام انها الرغبة الملحة في التميز والتمتع بكل ما هو جميل أدمنته مع ما ادمت من غرور وإستعلاء...؟
ما اقساه وهو ينسحب من حياتها تاركاً خلفه أخاديد من الحسرة والضياع.. ومرة اخرى تقع في ذات الفخ مع رجل آخر بذات المميزات....
وتبدو عقدة القصة الظاهرة ذات بعدين العلاقات طويلة الاجل والزواج العرفي.. لم يسرق عمرها الرجال ولكن سرقته الغفلة وإهمال شرع الله والعادات والتقاليد .
إنتباهة:
ضربت القاصة ثلاثة نواقيس للخطر.. الانفلات الاجتماعي... والتنبؤ بظهور بعض الممارسات الغريبة على المجتمع السوداني بالاضافة الى عدم الرضا بالمقسوم والتباطؤ بتكوين اسرة شرعية صحيحة.
وتعلو ترنيمة حزينة:
الى من سرق عمري ورحل... ايها السارق.. عزف قلبي مودتك على اوتار حزينة وكنت وحدي من ارقص عليها واثمل بالذكرى.. فكم اندب سنين مضت .. ضاعت سدى .. كم ابكي غباء رسمك اجمل حلم ..
تتنافر وتتشابك عناصر القصة لتخرج تركيبة ابداعية انسانية لا يمكننا ان نبلورها ونحجمها لندخلها بجوف أي من القوالب التقليدية، فالتنافر مع التأطير ومحاولة الاحتواء يضفيا على العمل المزيد من الجمال والدهشة. كل ذلك تم من خلال لحظة غير مرتبة ومقابلة عن طريق الصدفة مع ترك عنان الزمن ليربطنا بلحظات من الماضي في ما يدعم لنا الحاضر بعمق يحفز القارئ على التخيل المنطقي ليستقي من الاحداث ما لم تصرح به القاصة، وهذا ما حفز الاستاذ الفاتح حمدتو عند مشاركته بندوة ابداع المرأة العربية المصاحبة لاجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والادباء العرب بدولة الكويت لكي يقدم ورقة عمل بعنوان (نماذج السرد للكاتبة ليلى سلمان ).
انسحاب:
تقاسيم كثيرة في زوايا متعددة من حياتنا ، تجتمع لتمثل لنا لوحة حياتية يحسها كل منا حتى وان لم نرها.. اطرت الثقافات المحلية والروايات الشفاهية لزواج السمحة من ابن السلطان او الشاطر حسن.. وقلما يرتبط الجمال بالغرور والانفلات... ولكن هل الجمال يفتح كل ابوب السعد والهناء؟ ام انه نداء الغرور الذى عالجته القاصة بالكثير من المهارة والتحفظ بغرض تنبيه الشابات بعدم الجري خلف الوهم والخروج عن الثوابت الشرعية والقيم الاخلاقية؟
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات