مواضيع اليوم

وسائل الإعلام والتنشئة الاجتماعية

حسن فؤاد

2009-06-11 22:30:10

0

وسائل الإعلام والتنشئة الاجتماعية


شاع مصطلح التنشئة الاجتماعية بين الأوساط المختلفة وكثر استخدام هذا المصطلح . يا ترى ماذا تعنى التنشئة الاجتماعية؟ التنشئة الاجتماعية هي الإعداد السليم للإنسان وتهيئته منذ ولادته حتى يكبر ومده بالمقومات اللازمة وتدعيمه بالمبادئ الأساسية التي من شأنها أن تجعله عنصر إيجابي فاعل في المجتمع.

ففي وقتنا هذا قد غزت وسائل الإعلام بيوتنا وزادت أهميتها وتأثيرها على الفرد والمجتمع مما أدى إلى لغط كثير أخذت تتداوله ألسنة العامة وتتناقله وسائل الإعلام حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية وتفعيل هذا الدور بما يخدم الفرد والمجتمع لتكوين بيئة اجتماعية سليمة وبناء منهج يحتذي به الفرد في المجتمع.

يمكن في البداية أن نتطرق إلى الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيرا ً والتي تجمع بين الصوت والصورة مما يجعل التأثير مزدوج ، كما أنها تتسلل في الوجدان وتأثر على السلوك ألا وهي التلفزيون ، ويعد التلفزيون منهل رئيسي ينهل منه الطفل عظم المواد العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية والثقافية والترفيهية التي يحتاجها والتي تثير فضوله في المرحلة العمرية التي يعيشها والتي تحرضه على الاستمرار والمتابعة في التعرف أكثر وأكثر على المحتوى الذي يحتويه التلفزيون ، ويقدم التلفزيون هذه المواد للطفل والتي يراها الطفل أنها موضوعات ترفيهية وممتعة في المقام الأول مما يجعله ينجذب إليها أكثر، فالتلفزيون أهمية كبيره في تدعيم وترسيخ القيم والاتجاهات والعادات الثقافية والاجتماعية في كيان الطفل وتطويعه بالشكل السليم ، ولكن بالمقابل هناك دور سلبي يقدمه التلفزيون للطفل في برامج العنف والجريمة التي يقدمها والتي تظهر للطفل القيم السلبية والسلوك الغير سوي الذي لا يجد الطفل سوى أخذ هذه البرامج وتقليدها ووضعها نصب عينيه لتقمص هذا الدور وتمثيله على أرض الواقع ، فيجب علينا كأفراد ومؤسسات وجمعيات وجميع مكونات وأطياف المجتمع وخصوصا ً التربويين والنفسيين أن نقدم مضامين تتناسب مع مراحل الطفل العمرية التي من شأنها ان تقوم بصقل شخصية الطفل وتقوم بنوع من الترويض للنفس ، كما يجب أن تتشاطر الأسرة هذا الدور مع القائمين على المضامين الإعلامية في تربية وتعليم الأطفال كيفية الاستفادة من هذه الوسائل بالطريقة اللازمة التي تتكامل وتتماشى مع شخصية الطفل.

كما أن للوسائل الإعلامية لأخرى دور كبير في التنشية الاجتماعية مثل الإذاعة والتي تتميز بانتشارها الواسع والتطور التكنولوجي الذي طرأ على المذياع بسهولة حمله في أي مكان كما أن عدم تطلب الإذاعة معرفة القراءة والكتابة كما هو الحال في الوسائل المطبوعة أثر بالغ في التنشئة بسهولة الألفاظ والعبارات وتقديم المعارف والقيم السائدة في المجتمع وتقديم المواقف الحياتية التي يستطيع الطفل أن يحتفظ بها لمعرفة التصرف في مثل هذه المواقف إن أصابته كما أنها تنمي القدرة على توسيع مدارك الخيال عند الطفل وتحريضه على التأمل في العبارات المقدمة عن طريق البحث الشخصي أو سؤال الآخرين عنها فلذا يجب أن تكون لدى القائمين على الإذاعة منهجية متكاملة ومنظومة إذاعية تهتم بالطفل وتدعم فيه السلوك الشخصي وإبرازه بالصورة الإيجابية التي تمكنه من التفاعل والاندماج في الجماعة المنضوي تحت سقفها.

أما الوسائل المطبوعة فهي تحتل مكانة كبيرة بالنسبة للكبار وللصغار خصوصا ً في الكتب والصحف والمجلات الموجهة لهم والتي تزيد لديهم الفكر والمعرفة وتفتح عليهم أبواب غنية بالمعلومات والمفردات الجديدة التي تساهم في تنمية هذا العقل الذي يعتبر مثل الأرض الخصبة التي تلقي بها أي شيء ينبت ويكبر ، فيجب علينا توفير الكتب والمجلات والقصص الترفيهية والمعرفية التي تأخذ بعقل الطفل إلى محطات معرفية جديدة وتشعل في داخله حب الاستطلاع والمعرفة الذي أصبح في الآونة الأخيرة مهمش نوعا ما بسبب ظهور الإنترنت الذي أكتسح سوق القراءة التقليدية التي باتت تنوح وتنحب من هذا الوضع .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !