فى أثناء زيارة الرئيس مبارك لمحافظة المنيا وفى أثناء شرح وزير الصحة لبعض المنشآت التى أُقيمت سأله الرئيس عن سبب زيادة معدلات الإصابة بالأورام فى مصر خلال السنوات الماضية ؟! فأرجع الوزير الجبلى - كما جاء بالمصرى اليوم - ذلك لأسباب كوميدية لو أجاب بها تلميذ فى ابتدائى لحصل على صفر كبير حيث قال أن السبب يرجع إلى زيادة متوسط عمر المواطن المصرى لأكثر من سبعين سنة وهو ما يؤدى بالتالى إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية كالسكر وضغط الدم وأمراض الكلى بالإضافة إلى نظام التغذية الذى يغلب عليه الدهون فضلاً عن الإعتبارات البيئية التى يتأثر بها العالم كله ( !! ) .
وهذه الإجابة الغريبة والكوميدية تكشف لنا كيفية إيصال المعلومات للرئيس مبارك وهكذا أنقذ الوزير نفسه وأنقذ أصدقائه الوزراء فلو أنه إتقى الله لأشار بيديه إلى من يجلسون بجانب الرئيس وهم وزير الزراعة والرى والإسكان والتضامن والبيئة فهم السبب فى غذاء فاسد وفواكه متضخمه ومشبعة بالهرمونات ومبيدات مسرطنة ومزارع أسماك تتغذى على أعلاف ضارة وصرف صحى وخضروات مروية بالصرف ومياة شرب ملوثة ورغيف خبز بقمح فاسد وصناعات ومصانع ضارة بالبيئة لم يجد الإستثمار الأجنبى أرضاً خصبة لإنشاءها إلا أرض المسكينة مصر .
وكان يجب على الوزير ألا ينسى مسئوليته ويكشف للرئيس عن عشوائية صناعة الدواء فى مصر والمافيا المتحكمة فيه وأن يذكر تلك الكارثة التى فجرها مركز حماية الدواء حيث كشف (( أن عشرات الأدوية بالصيدليات تسبب السرطان والكبد والجلطات )) ويذكر أيضاً تحذير دورية لانسيت العالمية المتخصصة بشأن (( وجود حالات إنتهاك لصحة المصريين وعدم خضوع صناعة الدواء للرقابة وتأكيد هذا التقرير على أن السياسات التى تتبعها وزارة الصحة منذ سنوات تركت مصير هذه الصناعة الإستراتيجية للأهواء الشخصية وأصحاب النفوذ وعدم وجود خطط إستراتيجية طويلة الأمد تحمى الصناعة أو أجهزة رقابية تعمل وتنظم هذا العمل الحيوى )) وهذا ما جاء بالمصرى اليوم فى الصفحة الثالثة – الأولى مكرر – يوم 13/12 ثم صحتت الوضع وجعلته الخبر الرئيسى للجريدة فى اليوم التالى بعد زيادة المعلومات به .
التعليقات (0)