مواضيع اليوم

وزير التعليم العالي التونسي وقضية كلية الآداب بمنوبة

مراد رقيّة

2012-03-09 19:07:49

0

 
تونس: المواجهة بشأن النقاب مستمرة بمنوبة.. ووزير التعليم العالي ينتقد عميد كلية الآداب 
2012-03-08

 
تونس ـ وكالات: بعد اكثر من ثلاثة اشهر من بدء تحركات مرتبطة بمطالب دينية في الجامعات، ما زال الوضع على حاله في كلية الآداب في المنوبة قرب العاصمة التونسية، المؤسسة التي تعكس كل اشكال التوتر بين الاسلاميين والتقدميين.
ومنذ الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، يوم بدء اعتصام للطلاب والسلفيين للمطالبة بتسجيل طالبات منقبات ومنع الاختلاط، لم تشهد هذه الكلية التي يدرس فيها حوالى 13 الف طالب اي استقرار. 
واغلقت الكلية لمدة شهر تقريبا وتعرض الاساتذة للشتم وقاعات الدراسة للتخريب.. وأجج التوتر انعقاد مجلس تأديبي الجمعة قرر معاقبة ستة طلاب بتوجيه انذارات لهم او ابعادهم (لمدة عام للشاب الذي يتزعم حركة تأييد النقاب). وجرت مشادة كلامية مساء الثلاثاء بين شابتين منقبتين من جهة وعميد الكلية حبيب كاسدغلي من جهة اخرى في مكتب العميد. والاربعاء، دارت مواجهات عنيفة في بعض الاحيان، بين سلفيين وطلاب نقابيين في حرم الجامعة. وخلال هذه المواجهات، تعرض شاب فرنسي يدرس الصحافة للضرب وكسرت الكاميرا التي كان يحملها، كما قال احد مدرسيه. 
وقالت استاذة اللغة الفرنسية سعيدة علايا لوكالة فرانس برس منذ تشرين الثاني/نوفمبر تجري حوادث كل يوم. لكن الوضع يتدهور. قد تكون هناك سبع او ثماني منقبات يدعمهن بعض الملتحين في الكلية، لكن من الواضح انهم يتلقون دعما خارجيا. 
ورأت ان المطالبة بالسماح بالنقاب وتخصيص قاعة للصلاة وهما مطلبان رئيسيان للمحتجين، هما ذريعتان. وقالت لديهم مشروع مجتمع سلفي يريدون اقامته وهم يستهدفون منوبة لانها كلية تقدمية. 
واكد استاذ التاريخ في منوبة علية علاني ان العلوم الانسانية التي نتعلم فيها الفلسفة والنقض والعقلانية هدف للسلفيين بالتأكيد. 
وذكر بان زعيم الحركة محمد البختي كان في التيار الجهادي للسلفيين. 
ورأى محمد امين احد مسؤولي الحركة المؤيدة للنقاب ان منوبة كلية لليساريين.واتهم الرجل بلحيته المشذبة ودشداشته البيضاء الطويلة، وهو في سنته الثالثة في المعلوماتية، عميد الكلية بالقيام باعمال استفزازية والوقوف ضد الاسلام وبانه يريد اسقاط الحكومة التونسية. 
وبالقرب منه، وقفت منقبة اسمها ايمان بروحة الطالبة في السنة الاولى ادب عربي، لتتهم العميد بضربها خلال المشادة التي وقعت مساء الثلاثاء وتعرض تقريرا طبيا يثبت ذلك. وتقول غاضبة في كل الكليات الاخرى يسمح للمنقبات بحضور الدروس. هنا عندما ادخل الى القاعة يخرج الاستاذ، قبل ان تنضم اليها طالبة ثانية غير محجبة لتتهم العميد بالتعنت. 
لكن حبيب كاسدغلي الذي انتخب عميدا في حزيران/يونيو الماضي، ينفي كل هذه التهم، ويكرر نسمح للمنقبات بدخول حرم الجامعة والذهاب الى المكتبة، لكن لاسباب امنية وتربوية من غير الوارد تدريس طالبات يغطين وجوههن. 
ووافق المجلس العلمي في الكلية على قرار العميد، لكن هيئة التعليم تشعر بان السلطة التي ترعاها، تخلت عنها. 
ولم يعبر وزير التعليم العالي الاسلامي المنصف بن سالم عن اي موقف واضح في هذا الشأن. 
وقال علية علاني يجب ان تخرج الوزارة عن صمتها وتفرض احترام قرارات المجلس العلمي والا لن تحل هذه المشكلة. 
وبانتظار الحل، يتابع الطلاب عبثا هذه المواجهة ويخشون سنة دراسية سيئة. 
وقالت حنان هشوري التي جاءت من القصرين (وسط) لدراسة اللغة الفرنسية في الكلية ان الدراسة هنا اصبحت مستحيلة. 
الى ذلك اتهم وزير التعليم العالي التونسي المنصف بن سالم امس الخميس عميد كلية الآداب في منوبة التي يستهدفها مؤيدو النقاب، بانه لا يريد حل هذه المشكلة بطريقة سلمية.
وقال بن سالم على هامش مؤتمر صحافي في قصر قرطاج الرئاسي اتهم بشكل واضح زملائي (في الكلية) بانهم لم يكونوا بمستوى حل هذه المشكلة. واضاف ان العميد لم يفعل ما يجب فعله لحل المشكلة سلميا لان لديه نيات سياسية مبيتة. 
وتابع ان قضية منوبة مشكلة مفتعلة. هناك 96 فتاة في تونس ترتدي النقاب في المؤسسات الجامعية ال193 وليست هناك اي مشكلة سوى في منوبة. وتابع لست مع النقاب ولا ضده وارى ان هناك مدرسين يعملون في الخليج حيث ترتدي البنات النقاب ولا يطرح ذلك اي مشكلة، متهما وسائل الاعلام والمجلس العلمي لجامعة منوبة بتضخيم المشكلة. 
وقال بن سالم انه على المجلس الوطني التأسيسي البت في القضية بينما تطالب الهيئة التعليمية في منوبة منذ بداية الازمة، السلطة المسؤولة عن الجامعة باتخاذ موقف واضح. ومنذ الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، يوم بدء اعتصام للطلاب والسلفيين للمطالبة بتسجيل طالبات منقبات ومنع الاختلاط، لم تشهد هذه الكلية التي يدرس فيها حوالى 13 الف طالب اي استقرار. 
وجرت حوادث جديدة الاربعاء بين سلفيين وطلاب نقابيين في حرم الجامعة بعد معاقبة ستة طلاب. وقامت مجموعة من الاسلاميين المتشددين بنزع العلم التونسي عن سطح المبنى لفترة ورفعت في مكانه علم السلفيين الاسود. وقال بن سالم انها خطوة غير مقبولة لكننا وصلنا الى هنا بسبب تراكم للاخطاء في ادارة الازمة. 
وحمل الوزير التونسي العميد والسلفيين مسؤولة الازمة، قائلا ان الجانبين متطرفان.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !