وزير الاتصال المغربي ينفي تصريحات الفاتحي عن توتر علاقات بلاده مع موريتانيا
القدس العربي - الرباط
http://81.144.208.20:9090/pdf/2012/12/12-28/All.pdf
من محمود معروف:
السنة الرابعة والعشرون العدد 7319 السبت/الاحد 20- 30 دجنبر 2012
نفى مسؤول مغربي كبير انباء تحدثت عن توتر علاقات بلاده مع جارتها موريتانيا، مشيرا الى سلسلة زيارات لمسؤولين موريتانيين الى المغرب تؤكد عدم صحة هذه التقارير.
وقال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية انه لا صحة للتقارير التي تتحدث عن وجود فتور أو أزمة في العلاقات المغربية الموريتانية.
ونفى الخلفي ما نشرته بعض وسائل الإعلام من وجود فتور أو أزمة في هذه العلاقات بالاستناد إلى تصريح لوزير الدولة عبد الله باها، جازما بأنّ الأخير لم يصرح بهذا الأمر الذي زار موريتانيا ولم يستقبله الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في الوقت الذي استقبل به مسؤولا بجبهة البوليزاريو وهو ما اعتبر مؤشرا على فتور وازمة بين نواكشوط والرباط.
أكبر دليل » وقال الوزير المغربي إن على عدم صحة ذلك هو تواجد الوزير الموريتاني المنتدب المكلف بالتعليم الأساسي حاليا بالمغرب، في إطار مشاركته في أشغال الدورة 13 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية ٬ وأيضا مشاركة موريتانيا في الاجتماع الوزاري الرابع ﻟﻤﺠموعة أصدقاء الشعب السوري الذي عقد بمراكش.
واوضح الخلفي ان زيارة الوزير عبد الله باها الأخيرة لموريتانيا كانت في إطار مهمة حزبية لتمثيل حزب العدالة والتنمية في المؤتمر الثاني للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية وتتحدث تقارير منذ عدة اسابيع عن توتر في العلاقات بين الرباط ونواكشوط متزامن مع تقارب بين موريتانيا وجبهة البوليزاريو واشارت هذه التقارير عدم استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز لرئيس البعثة الدبلوماسية المغربية في باريس الذي اراد ان يعايد الرئيس الموريتاني في المستشفى اثناء تلقيه العلاج في احد المستشفيات الفرنسية بعد تعرضه لاعتداء مسلح في نواكشوط وايضا عدم لقاء الدكتور سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي بنظيره الموريتاني اثناء مساركة الاخير بمؤتمر اصدقاء الشعب السوري في مراكش.
واشار المحلل السياسي المغربي عبد الفتاح الفاتحي الى التقارب الإيراني الموريتاني، وقضية المنافسة على مقعد دائم بمجلس الأمن، وموضوع تسجيل الطلبة الموريتانيين في الجامعات المغربية.
وقال بأنه بات في حكم المؤكد أن العلاقات المغربية الموريتانية تجتاز مرحلة حرجة بعد أن تناسلت قضايا خلافية عديدة بين الطرفين.
واستدل الفاتحي بعدة أمثلة من قبيل تعثر تسجيل 800 طالب موريتاني في الجامعات المغربية خلال الموسم الجامعي الماضي، وما أعقبه من طرد السلطات الموريتانية لمسؤول مكتب وكالة الأنباء المغربية الرسمية بنواكشوط، واستمرار رفض وزارة الإعلام الموريتانية لاعتماد أي مراسل مغربي لها في العاصمة الموريتانية، وبعد منع السفير المغربي في باريس من عيادة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز واتهام بعض وسائل الإعلام الموريتانية المغرب بمحاولة اغتيال رئيسهم، فضلا عن عدم استقبال وزير الخارجية المغربي لنظيره الموريتاني خلال مشاركته الأخيرة في مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش.
وأوضح الفاتحي وهو خبير بشؤون الصحراء والمغرب العربي في تحليل نشره موقع "هسبرس" بأن التوتر بين البلدين بات رسميا، تدعمه إشارة الاستقبال الذي خص به الرئيس الموريتاني لمحمد سالم السالك وهو يحمل لقب وزير خارجية الجمهورية الصحراوية مبعوثا عن محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزايو بنواكشوط، حيث تأكد دعاية البوليزاريو عن تطلع دولتها إلى أن تكون العلاقات مع دول الجوار وخاصة موريتانيا علاقات إستراتيجية مبنية على القانون الدوليً والشرعية واحترام الحدود.
واعتبر الفاتحي ان التوتر في العلاقات المغربية الموريتانية محدود التأثير لاعتبارات عدة، منها أن المغرب دأب على التعايش مع موريتانيا التي تعترف بـ"دولة جبهة البوليزاريو" وان العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعرف انتعاشة كبيرة، تفرضها الحاجات القصوى للتعاون المغربي الموريتاني، لذلك لا يتوقع أن يترتب عنها سوى الاحتكام إلى الحكمة لعودة إنضاج العلاقات بين البلدين نحو مستويات جد متطورة.
التعليقات (0)