لقد تعمد خالد الناصري وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريحاته الصبيانية اللامسؤولة والخالية من أي ديبلوماسية مرجوة خصوصا في هذه الفترة العصيبة التي يلزمها الحيطة والحذر من أي تصريح حكومي يُمكن أن يدخل المغرب في مخاضات سياسيا قد تُسفر عن أزمات ديبلوماسية أكثر مما هو عليها مع الجارتين الجزائر وإسبانيا خصوصا بعد الإشارة إليهما بأصابع الإتهام بضلوعهم في أحداث الثامن من نوفمبر الأسود.. وما تلاه من إنتهاكات وإختطافات وتنكيل بالشعب الصحراوي..؟ السيد الناصري في برنامج حوار لمقدمه مصطفى العلوي الذي يُريد أن يكون وطنيا أكثر من المغاربة والملك نفسه ليلة الثلاثاء قد تعمد الإساءة إلى كل من خالفه الرأي والمنهجية، ولم يرضخ إلى قاعدة حرية الرأي والتعبير وٱتهم الإعلام الإسباني والجزائري بالمغالط وعديم المصداقية... ولم تسلم قناة الجزيرة الفضائية من تسلط لسان السيد الوزير ناسيا أو بالأحرى مُتناسيا أنه مسؤول حكومي عليه ما عليه من ضوابط سياسية وديبلوماسية وكل ما يلفظ به لسانه فهو بمثابة تصريح حكومي يمكن أن ينعكس سلبيا على العلاقات بين الدول.. وهذا ما أوقع السيد الناطق الرسمي باسم الحكومة وبزلة لسان مع الغاوي مقدم البرنامج العلوي بنبش سياسة الدولة القطرية والتجريح في شأنها الداخلي..؟ كل هذا يوحي بأن الحكومة المغربية ماضية قدما نحو هاوية تحسين العلاقات مع نظرائها وعدم أهليتها ديبلوماسيا في هذا الشأن.. وإذا سلمت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة..؟
بخصوص مخيم العزة أكديم إيزيك.. عندما أفحم الصحفي بإداعة العيون السالك رحال السيد الوزير بسؤاله.. لمذا لم يتم إشراك الإعلام أو بالأخرى قناة العيون لتنقل أطوار المُفاوضات بين الحكومة ولجنة المخيم إلى الرأي العام الوطني أولا والدولي ثانيا..؟ ولما تم بداية وصف أعضاء لجنة التفاوض بالوطنيّين وبعدها بالمجرميّين الخارجين عن القانون..؟ ولقد تتبعنا كيف كانت حربائية التملص من سؤال الصحفي والهروب منه بطريقة سلسية ومكر الثعالب..؟ في نفس السياق نستنتج كمُتتبعين وحقوقيّين وكشعب مغربي وصحراوي أن النظام المغربي بخصوص المخيم قد إرتكب جرما ضد إخواننا الصحراويّين المقاوميّين الأشاوس.. لدا كيف نفسر الصمت المطبق حول أحداث العيون وعدم السماح للصحافة الدولية سابقا بالدخول لنقل الوقائع من بؤرة التوتر.. واليوم السيد الوزير المحترم بين قوسين.. يأتي بقصاصة مشروخة مفادها أن الحكومة المغربية قد سمحت للصحافة الدولية لإستئناف عملها بمنطقة العيون وأنه لم يتم العثور عن أي جثث أو ضحايا في صفوف الصحراويّين..؟ على من يضحك السيد الناصري.. هل المخابرات أو السلطات المغربية عندما تُبيد أناس مدافعيّين عن قضيتهم ووطنهم وتمحي معالم ثقافتهم تترك جثث القتلى أو أثر لجريمتها حتى يُفضح أمرها بين الدول الديمقراطية الحقوقية.. غير بعيد عن هذا فقد وقع الوزير في شباك إدعاءاته الديمقراطية بقوله أمام الملأ بأن الديمقراطية يلزمها أنياب... بمعنى أن ترسيخ الديمقراطية في المغرب هذا حسب إعتقاد النظام النازي المغربي يلزمه إبادة الشرفاء المدافعين عن الحرية والسلام حتى يستقر ملك الديكتاتورية على دماء الشعب وشهدائه.. فأيُّ عقل سليم يقبل هذا الهراء، هذه رسالة واضحة المعالم إلى الشعبين المغربي والصحراوي وباقي الشعوب أن المغرب بلد الديكتاتورية والقمع وكبت الحريّات.. وإيّاه نعبد وإيّاه نستعين..؟
الإعلام المغربي مغلوب على أمره، يُمكن أن نقول أنه مستعمر هو كذالك من طرف النظام الغاصب ومخابراته وأن حرية تعبيره مسلوبة منه اللهم بشروط..؟ فهذه نقطة تُحتسب له لا عليه.. لأن القلم مرفوع على ثلاث.. الأحمق والنائم حتى يستفيق والمملوك فواحدة من ثلاث يتصف بها إعلامنا المغربي..؟ من جهة أخرى ولكي لا نكون منحازين دائما إلى الجهة الأخرى ولكي نُعطي كل ذي حق حقه.. نحن نُقر أن الصور موضوع الثورة الإعلامية لا صلة لها بأحداث العيون أو الصحراء الغربية، وإنما ترجع لأحداث سبق أن تكلم عليها الإعلام أعوام فارطة سواء بخصوص صورة الأطفال ضحايا العدوان الصهيوني في يونيو ألفين وستة أو صورة العائلة المنكوبة بالدار البيضاء في يناير ألفين وعشرة.. أنا شخصيا أقدم إعتذاري عن مقالاتي الأخيرة التي نسبت فيها الصور بغير قصد لأحداث العيون.. ولكن السؤال المطروح والذي أتوفر على إجابته.. من كان وراء تمرير الصور إلى الإعلام الإسباني..؟ ومن له المصلحة في ذالك...؟ الجواب.. لا أرى أي صالح أو إستفادة من أن تعمد الحكومة الصحراوية من إقتراف هذا الخطأ اللإحترافي الذي يُمكن من خلاله الإساءة إلى مشاريعها الديبلوماسية وصورتها دوليا..؟ هذا من شأنه يُبعد الشبهة عن الحكومة الصحراوية ويُحصنها من أصابع التهام..؟ مربط الفرس المخابرات المغربية أرادت ضرب ثلاث عصافير بحجر واحد.. أولا : بتسريبها الإحترافي للصور موضوع البلبلة إلى الإعلام الإسباني لتكون طعم صيد ثمين تضرب به مصداقية الإعلام الإسباني الذي طالما عانا منه النظام المغربي، ثانيا : إبعاد أنظار الرأي العام الدولي عن أحداث العيون الدامية، ثالثا وأخيرا : توريط المخابرات الجزائرية كونها من كان وراء تمرير الصور إلى الإعلام الإسباني.. وهذا في الأول والأخير عمل إستخباراتي ماكر محمود في عرف الإستخبارات ويدخل في خانة اليوم لنا وغدا لكم.. وماهي إلا مسألة وقت ليس إلا..؟
أناشد إخواني وشعبي نساء شيوخ، شيبا شبابا أن يُحكموا العقل في هكذا قضايا..؟ وأن لا ينساقوا وراء كل شيطان مُظل مبين يُريد ترسيخ مشروعاته المشبوهة والإستعبادية الإستعمارية..؟ وأوصيكم خيرا بإخوانكم وجيرانكم الصحراويّين ولا يغرنكم ما يُروج له إعلامنا المأجور الذي يبغي خلق العداوة والكره بين شعبين شقيقين تربطهم أواصر القرابة والأخوة والجوار..؟ هذا النظام المتكبر الجبار ما هو إلا مستعمر غاصب : أولا لحرية وكرامة المغاربة، ثانيا لأرض ووطن الصحراويّين.. يُريد ترسيخ القاعدة الإستعمارية فرق تسود، فبإلتحامنا وإتحادنا وتآخينا سنرد هذا النظام المستعمر الغاصب على أعقابه ونُلقنه درسا لن ينساه ما شاء الله له أن يحكم، أننا شعبين شقيقين لن نُقاتل بعضنا ولا يجور أحد على الآخر وأن مصيرنا واحد، وقضيتنا واحدة.. والعار والخزي للنظام رأس الفتنة..؟
عاش الشعبين المغربي الصحراوي
التعليقات (0)