مواضيع اليوم

وزراء خارجية ايطاليا فرنسا أسبانيا في غزة

حسام الدجني

2010-07-13 22:42:55

0

من المقرر أن يحل ضيفاً نهاية الشهر الجاري على قطاع غزة المحاصر، كل من وزراء خارجية فرنسا وأسبانيا وايطاليا، وذلك بناء على دعوة من وزير خارجية دولة إسرائيل افيغدور ليبرمان.

من الضروري أن نقرأ سياسياً كل جوانب الزيارة المرتقبة سواء كان ذلك من حيث التوقيت، أو من حيث الجهة التي أصدرت الدعوة، وكذلك برتوكول الزيارة، وتداعياتها المستقبلية.

الزيارة من حيث التوقيت تأتي بعد أسابيع من مجزرة أسطول الحرية، وبعد شهور من تقرير غولدستون واغتيال الشهيد محمود المبحوح، وبعد أكثر من عام على حرب غزة، وبعد ثلاث أعوام على حصار غزة، وأربع أعوام على مقاطعة الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني.

جميع العوامل السابقة أظهرت إسرائيل أمام الرأي العام الدولي بشكل عام والأوروبي بشكل خاص كالرجل الأجرب، فساءت صورتها، وانكشفت عورتها، واليوم تحاول الدبلوماسية الإسرائيلية بقيادة ليبرمان ستر عورة إسرائيل، من خلال مساعدة حلفائها الأوروبيين، ولذلك جاءت الدعوة من إسرائيل، وجاءت استجابة الوزراء الأوروبيون فوراً، وهذا يحمل دلالة سياسية بأن قطاع غزة ما زال محتلاً من قبل إسرائيل، وبذلك تناقض أوروبا نفسها عندما تدين مقاومة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت ذريعة انسحاب إسرائيل منه.

أما المراد من الزيارة فهو أن يقف الرأي العام الدولي على صورة الإجراءات الإسرائيلية التي شرعت فيها مؤخراً نحو تخفيف الحصار على قطاع غزة، ونقل هذه الصورة مباشرة من قطاع غزة وعلى لسان ثلاث وزراء خارجية يمثلون دولهم، وهذا من شأنه أن يساعد إسرائيل في استعادة ما فقدته نتيجة سياساتها الخاطئة في تعاملها مع العديد من القضايا.
أضف إلى ذلك أن بروتوكول الزيارة لن يكن في أجندته أي لقاء مع الحكومة الفلسطينية، أو مع حركة حماس، وهذا ما تحدث به سفير فرنسا لدى إسرائيل "كريستوف بيغو" عندما قال "إن وزراء خارجية أوروبا ، الذين سيزورون قطاع غزة الشهر الحالي لن يجتمعوا مع قيادة حماس بـاعتبار الحركة منظمة (إرهابية)، ولكن تحمل الزيارة رسالة إقرار واعتراف غير مباشر بالحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، انطلاقاً من أن البعد الأمني للزيارة ظاهراً فلا يعقل وزراء من هذا الوزن يأتون إلى منطقة ساخنة من دون قناعة راسخة بأن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قد توفر لهم الحماية الكافية حتى وان حدث ذلك سراً.

إن زيارة الوفد الوزاري الأوروبي تحتم علينا كفلسطينيين أن نستثمرها سياسياً، ونحول مسارها من منقذ للسياسات الإسرائيلية، إلى مناصر وداعم للمطالب الفلسطينية وتحديداً المطالب الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر، وذلك من خلال التنسيق مع كل الجهات التي أعلن الوزراء الأوروبيون أنهم سيجتمعون معها خلال زيارتهم المرتقبة إلى قطاع غزة، وأن تتحول الزيارة إلى مهرجان إنساني يقف عليه مباشرة بالصوت والصورة الوزراء الثلاث أمام ركام المنازل المدمرة في شمال قطاع غزة، وشرقه وجنوبه، وأن يطلع الوزراء على حال عمالنا البواسل، وحال مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وبذلك نستطيع أن نخرج الهدف الإسرائيلي من مضمونه، وأن نزيد من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

Hossam555@hotmail.com

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات