عندما كنت أتصفح بعض المدونات والمواقع الإخبارية، أقرأ المقالات وأطلع على آخر الأخبار.. إلى أن استوقفني أمر غريب لاحظته أكثر من مرة في أكثر من موقع، وما استرعاني أكثر هو عنوان المقالة «نصف المغاربة مصابون بأمراض نفسية واضطرابات عقلية» ، وعندما قرأتها كاملة وجدت أن عنوانها يستند على دراسة قامت بها وزارة الصحة، تفيد أن نصف المغاربة مصابون بأمراض نفسية واضطرابات عقلية، وأن 8 ملايين مغربي يعانون من مرض الاكتئاب، بالإضافة إلى أن هناك ثلاثة ملايين مغربي يعانون من القلق المستمر، و300 ألف شخص مريض بـ"انفصام الشخصية" أو ما يسمى بـ «الشيزوفرينيا».
في وزان، يمكن القول بأن معظم شبابها يعانون أيضاً من الاكتئاب الشديد،خصوصاً الشباب العاطل منهم، وهذا ما يظهر بحسب محمد، الذي يبلغ من العمر 22 سنة، يقول : "تعيش في وزان كأنك تعيش في حلقة مفرغة، لكون وزان مدينة تفتقر إلى مرافق تأوي الشباب وتؤمنهم من مخاطر الوقوع في إدمان أمور ربما تضيع مستقبلهم. لهذا ترى الشباب لا يعرف أين يستثمر وقته، فيضطر إلى التجول في شارع عين أبي فارس رفقة الأصدقاء. وقد لا يكتفي بالتجول والحديث مع الأصدقاء، إنما يعاكس بعض الفتيات وفي أحايين يتحرش بهن، وكل هذا لأجل أن يعيش تلك السعادة التي يتصورها هو"شبابنا" كمراهق.. وهكذا، إلى أن يحين وقت دخوله إلى المنزل، وغدا يضطر لإعادة ما قام به يوم البارحة.. وهكذا، ليفاجئ أنه يعيش حياةً روتينية، لا يرى فيها أي تغير، الشيء الذي يدخله في كآبة تجعله يعيش لحظات من الحزن، يفقد خلالها الثقة بنفسه، مما قد يجعله يفقد أيضاً بعض أصدقائه نتيجة الكآبة ". ويضيف زميله (حسن)، قائلا: "أنا كرهت راسي وكرهت هاد الدنيا، ليوم بحال غدا....".
أما بعض الشباب، ممن يهوون السهر، فلهم أمور أخرى يعتقدون أنها تنسيهم ذلك الروتين اليومي الذي يعيشونه في وزان، فيسهرون الليل كله، وهم يلعبون بأوراق اللعب مع تدخين بعض السجائر المحشوة بمخدر الحشيش، وتستمر جلستهم إلى أن يقترب موعد شروق الشمس.....
هذا هو حال الشباب العاطل الذي يغوص في البطالة ولا يتحرك، ولا يفكر في الكيفية التي سيخرج نفسه منها، بل يزيد غوصاً في أعماقها. ورغم أنه يرى أوضاعه في تدني سواء نفسيته التي تنهار يوما بعد يوم، أو مستقبله الذي يضيع بضياع الأيام التي تمر، إلا أنه لا يحرك ساكنا؟..
لكن إذا رجعنا إلى الحالة الاقتصادية لمدينة وزان، فسوف نجد أن الدخل الشهري لأغلب الساكنة، لا يكفي حتى لتلبية حاجاتهم الأولية-الأساسية- فكيف لشخص «مياوم أو بطالي ...» ألا يكتئب ويحس باليأس والحزن والقلق أيضاً، وهو يعيش في دوامة الفقر، ولا يجد طريقا للوصول إلى أمور ترفه عنه، مثلاً، نزهة، أو رحلة، ولما لا قضاء عطلة صيفيه تنسيه هموم الدنيا، وتخرجه من الكآبة التي يعيشها نتيجة الروتين اليومي في وزان...
إذن، قد يكون حقا أغلب شباب وزان في كآبة، نتيجة البطالة و الفقر والتهميش المتزايد لهذه المناطق «إقليم وزان»، لهذا فإن الشباب يطالب بمشاريع تدمجهم في الحياة، وذلك بإيجاد فرص العمل لهذه الفئة التي نسميها جيل المستقبل.. كما يحلوا للبعض أن يسميه.. ، وليس مشاريع .....؟.ختاماً يقول محمد: مبغيناش قاعة مغطاة، بغينا مشاريع لـتغطي البطالة ديال الشباب الوزاني...
التعليقات (0)