ممالا شك فيه ان المجتمع المغربي يعيش أزمات على مختلف الأصعدة وان اطلاق تصنيف واحد على مجمل تلك الأزمات يعتبر تحويرا للحقيقة ومحاولة مكشوفة للأستتار وراء ذالك التصنيف وتعليق كل داء عليه أي كل عجز أو قصور في معالجة إحدى أزمات وطننا التي يتسربل هذه الأيام بحالكها.
إذن فما المقصود بإطلاق مصطلح أزمة أخلاقية تعطى لها الأولوية وتكون مركز الاهتمام في قادم الأيام وبالمقابل إهمال تام للأزمات الأخرى الخانقة والقاتلة؟
نعم يعيش المجتمع المغربي أزمة أخلاقية حادة وهي بادية للعيان ، ولكن ليست مستغربة فقد تضافرت لها البيئة المناسبة منذ بداية تكوين المجتمع المدني والابتعاد عن سلطة المجتمع التقليدي وقيمه الأخلاقية المستمدة من روح الإسلام ووسطيته واعتداله. حيث ضعفت سلطة الأسرة على أفرادها ولم تعد تستطيع ممارسة وظيفتها التقليدية في الضرب على يد الخارج عن قيمها ومبادئها بيد من حديد، إلى ذلك تغيرت مفاهيم عديدة وأول ذالك التغيير كان غياب الوازع الديني وكان للتعليم النظامي الدور البارز في ترسيخ هذا المعطى الجديد من خلال تهميش دور التربية الإسلامية والكتاتيب القرآنية و تقليل من ساعاتها الأسبوعية ومعلوم أن أي إنسان يكسب هويته ومناعته الثقافية من البدايات الأولى له والمتمثلة في المدرسة بالإضافة إلى الأسرة وهذا يقودنا أيضا إلى تفكك الأسرة المغربية الحديثة وتغيير او لوياتها وعدم اهتمامها بغرس قيم المجتمع الأصيل في الأبناء ورعايتهم حق الرعاية،حيث أصبح الاب والام يهتمون بالكسب وجمع المال والتفاخر به بغض النظر عن الطريقة التي تم جمع المال بها هل هي مشروعة ام لا؟ فلذالك تجد المجتمع يقدس أصحاب الأموال والمظاهر البراقة ويندر ان تجد سائلا يقول لك من اين لفلان هذا المال؟ المهم ان تكون من اصحاب الثروة والمال فقط كيف ومتى لا يهم، وكان لدخول ثورة الاتصال والمعلوماتية وفتح المجال أمام الفضائيات دور بارز في غرس قيم جديدة وازالة قيم اخرى وكل ذالك يعود الى فوضويتنا في تلقي وتلقف حمم الاخلاق الفاسدة التي وردت الينا وكذالك لكوننا لم نكن محصنين ولم تكن لنا قدوة او قبطانا يصحح مسار السفينة التي ركبنا فيها فتاهت بنا في اعماق البحار واغرقتنا في أعماق الرديلة والأخلاق الفاسدة والقيم البعيدة كل البعد عن عاداتنا وثقافتنا الإسلامية وبتنا أقرب إلى الغرب إن لم نقل أصبحنا الغرب نفسه بل تفوقنا عليه في تقليد ثقافته وعاداته ونسينا وهويتنا وقيمنا الاسلامية .
وكذالك في غياب دولة مدنية قادرة على ابراز هويتنا الحضارية الحقيقية والدفاع عنها وذالك من خلال قوة القانون –تفعيل الدستور-الاسلام دين الدولة ،
وليس من المستغرب والحال هذه ان نلج الى عالم الازمات بجميع صنوفها فالازمة الاخلاقية هي رديفة لازمة سياسة ولازمة اقتصادية واجتماعية وتربوية ؛فكيف لمجتمع ان يتجنب الازمات وهو تشيع فيه الفاحشة بجميع انواعها ويجاهر بها احيان كنوع من البطولة والفتوة فمثلا سرقة المال العام بطولة وكلما كنت أكثر نهبا كنت أكثر شعبية وتقديرا وكذا تفشي المخدرات والجرائم الأخرى مثل الزنى ... ، اذن هل شخصنا أزمة الامة في ازمة اخلاقية ؟ وعلينا ان نحث عن مخرج لها وحينها ستتلاشى باقي الأزمات ؟ أم انه ذر للرماد في العيون!!!!!!
التعليقات (0)