وزارة العمل تٌكرس الذكورية

وزارة العمل تٌكرس الذكورية

التعامل مع المرأة في المجتمعات العربية يتم وفق نظرية جسد يستحق المطاردة وليس إنسان يستحق الاحترام , وزارة العمل السعودية لديها نية واضحة لاتخاذ خطوات تعمق وتكرس الثقافة الذكورية وتغليفها بعبارة "الضوابط الشرعية" العبارة الأكثر غموضاً واستخداماً في المجتمع السعودي الذي لم يستطع التخلص من قيود التيار الواحد  .

بعيداً عن غموض عبارة حسب الضوابط الشرعية ومدى دقتها وقٌربها من الصحة والمنطق وبٌعدها عن التأويل والهوى الشخصي تبقى المرأة جسداً مطارداً بعبارات وضوابط ولدت من رحم الغباء والخوف من كائن بشري له دورٌ كبير في الحياة البشرية , توفير بيئة عمل أمنة وسليمة للمرأة العاملة ليس مكرمة بل حق لا يقبل القسمة على أثنين فأين وزارة العمل عن ساعات العمل وبيئته وممارسات الشركات التي أقل ما يٌقال عنها بأنها تهدف لتطفيش الموظف تمهيداً لطرده , حجاب المرأة بين شد وجذب يٌريدونه كما يرون وليس كما ترى هي , من حق المرأة ارتداء ما يناسبها وليس من حق أحدٍ إلزامها بزي معين بأي شكلٍ من الأشكال فالإكراه والتعدي على الحريات والحقوق جريمة أعتدنا على التعايش معها ؟

لا أعلم ما هدف وزارة العمل من ذلك الإجراء هل هو تكريس للتبعية أم تغطية لفشلها بمداعبة مشاعر فئات بشرية ترى المرأة حلوى مشتهاة من الضروري تغطيتها وإن كان ذلك السلوك ضد الحريات والعقل والمنطق ؟

وزارة العمل بخطوتها الغير موفقة دخلت على خط صراع التيارات حول قضايا المرأة والحقوق تٌغلب آراء فقهية على حساب أٌخرى  , القضية ليست في الحجاب كقطعة قماش بل في تكريس مفهوم واحد وإلزام الناس برأي وشكل معين بالترهيب تارة والترغيب تارةٌ أخرى , التعددية الفقهية والمذهبية وحرية الاختيار في وأد والواقع في وأد أخر  ! وزارة العمل استفادت من عبارة حسب الضوابط الشرعية فغلبت أراء على حساب أخرى والعلة ليست في الوزارة بل في عبارة حسب الضوابط الشرعية التي بسببها قٌدست أشياء وغيبت أخرى بالقوة فمفهوم الحجاب يختلف من منطقة لأخرى ومن بلدٍ لأخر , هناك فرق بين الذوق العام والالتزام بالآداب العامة وبين الفرض لرؤية وفكر ورأي معين فالأول مقبول ومطلوب أما الثاني فإنه مرفوض وإن صٌبغ بطلاء متعدد الألوان والاستخدامات , المتاجرة بالدين ومداعبة مشاعر فئات معينة جريمة وكارثة تٌضاف لجملةِ من الكوارث التي صنعها الغباء والجهل البشري  !.