وزارة الصحة مرض مزمن

وزارة الصحة مرض مزمن

الخدمات الصحية تكاد تكون شبه مشلولة فالخدمة الصحية وعلى مدى سنوات لم تتحسن رغم تعاقب الوزراء على كرسيها الناري , أخطاء طبية كوادر فنية وصحية وإدارية غير مناسبة من الناحية التأهيلية لإدارة الملف الصحي , مستشفيات طاقتها الاستيعابية لا توازي حجم الطلب والإقبال المتزايد وارتفاع عدد السكان , تخصصات تغيب عن مناطق والمبرر عبارة مكونة من حروف خمسة " نادرة ", منشآت وتخصصات توزع بلا تخطيط مسبق فتٌظلم مدن وتسعد أخرى .

منذ العام 1406هـ والمخصصات المالية لوزارة الصحية تتصاعد بنسب ضئيلة وقد يكون ذلك سبب تردي الخدمات الصحية فالمخصصات المالية " الميزانية " لا تكاد تكفي لمواجهة الطلب المتزايد على الخدمة الصحية الحكومية , هناك قطاعات صحية حكومية أفضل حالاً من مستشفيات وزارة الصحة وتلك ميزة تٌحسب لتلك القطاعات وتٌحسب ضد مجلس الخدمات الصحية الذي لم يستطع استنساخ تجارب وتعميمها والبحث عن سبل لتطوير الخدمات وتوحيد الإجراءات الخ فهل ذلك المجلس مجلس للبيروقراطية أم للتطوير والتحديث والمتابعة والرقابة  ؟

تزايد أعداد السكان وزيادة الوعي المجتمعي وانخفاض نسب الأمية عوامل تضع الخدمات الصحية والخدمات التنموية والرعاية الاجتماعية أمام اختبار صعب فإما أن تنجح وزارة الصحة في تقديم خدمات متميزة تستوعب الجميع وإما أن تفشل  وهذا يعني فشلها وفشل من يٌدير دفتها .

الخدمات والرعاية الصحية مٌكلفة من الناحية المالية لكن أليس حريٌ بوزارة الصحة البحث عن مصادر تمويل لمشروعاتها وخدماتها دون المرور على جيب المواطن البسيط الذي تنهش جيوبه المصاريف اليومية من كل جانب , وزارة الصحة تفتقد لإدارة المستقبل والواقع في أن واحد رغم أنها تحتوي على جيش هائل من الإدارات ومدراء العموم والموظفين والأطباء والمتخصصين الذين في نظر المواطن عبء على المال العام الذي لم يسعف المواطن لا صحياً ولا تنموياً ولا سكنياً ولا معرفياً وتعليمياً .

العلاج حقٌ وليس مكرمة والمهارة الطبية حلقة مفقودة في أغلب المنشآت الصحية التي لم تعد منشآت صحية فقد تحولت لمراكز تجارب صحية والأخطاء الطبية المتزايدة والغير مبررة خير دليل على صدق تلك العبارة .

وزارة الصحة بحاجة لأن تٌعيد هيكلة نفسها لتتخلص من البيروقراطية القاتلة فالبيروقراطية بوزارة حيوية ترتبط بالفرد مباشرةً تعني خدمات سيئة وموت بطيء لمن يطلب العلاج وتعني أيضاً حرمان مدن من منشآت وازدحام مدن بمنشآت صحية لا تحتاجها بأعدادها التي أصبحت تشكل رقماً صعباً وعبئاً على تلك المدن , متى تبدأ وزارة الصحة في تنظيف نفسها من أورام إدارية قاتلة فواقعها أليم ومرضها مزمن لا تٌجدي معه المسكنات !.