وزارة الصحة ترهل إداري
ملفات كثيرة تشغل بال المواطن البسيط تتنقالها الأجيال جيلاً بعد جيل , ولا يكاد يخلو مجلساً من المجالس من تلك الملفات التي باتت مادة حاضرة ووجبة يومية تناولها المواطن , ولعل ملف الخدمات الصحية ووزارة الصحة أحد تلك الملفات الهامة والحساسة التي باتت طاغية بشكل ملحوظ . تعاني وزارة الصحة كجهة منظمة للخدمات الصحية الحكومية والخاصة وكجهة مقدمة للخدمة الصحية الحكومية والمتمثلة في مستشفياتها ومراكزها الصغيرة من ترهل إداري كبير أصابها بالتخمة وأعاق التخطيط كوسيلة وفن من فنون الإدارة الحديثة , ترهل إداري كبير يتمدد بإستمرار ولعل كثرة الإدارات العمومية وكثرة المناصب الإدارية مثال بسيط على ذلك السرطان الإداري ففي الوزارة وحدها خمسون مدير عام وكل مدير يتبعه جيش من الموظفين تشعب إدارات وإستحداث مناصب إدارية والمحصلة النهاية ترهلات إدارية وتخطيط سيء وتسرب للكفاءات الفنية والصحية بحثاً عن الوجاهة والحوافز الإدارية ومناصب بمسميات مختلفة إرضاءً لفيروس الترهل الإداري ! معاناة الإدارة كفن ووسيلة لا تقتصر على الترهل الإداري فقط فهناك مصائب كثيرة مسكوت عنها داخل أروقة وزارة الصحة فوزارة الصحة تقدم مبلغ مالي سنوي مسماه بدل سكن للأطباء على طبق من ذهب مال سنوي يبلغ متوسطة خمسون الف لكل طبيب وطبيبة وسكن مجاني مقابل رسم شهري زهيد بملاحق المجمعات الطبية والصحية وهنا علاقة غير واضحة مبلغ مالي سنوي كبدل سكن وسكن شبه مجاني , هذه الحقيقة تعد تجاوزاً وتصنف على أنها فساد إداري ومالي يجب إيقافه ومراجعة المصروفات وإخلاء ملاحق المجمعات والمستشفيات من الأطباء القاطنين بمبالغ زهيدة وعلى وزارة الصحة فك رموز ذلك الغموض وإيضاح الحقائق فملاحق المجمعات الصحية والمستشفيات يسكنها أطباء وطبيبات ويتقاضون بدل سكن فكيف يتم ذلك وماهو المسوغ القانوني لقانونية ذلك التصرف ؟ ترهل الإدارة بوزارة الصحة أنعكس سلباً على الخدمات الصحية المقدمة للمواطن , فباتت الأخطاء الطبية سمه بارزة بتقارير الصحف ووسائل الأعلام وأصبح الحصول على سرير لمريض ينتظر التدخل الطبي العاجل حلم يراود الكثير من المرضى , وباتت الخارطة الصحية للمستشفيات والمراكز الصحية سيئة ورديئة رغم المبالغ المليارية التي تتلقفها خزانة الوزارة كل عام مالي ! وزارة الصحة بحاجة لتدخل جراحي عاجل يفصل الترهل عن الإدارة ويعيد للخدمة جمالها المفقود جراء تجاوزات وتخبطات متعددة ولعل مشرط هيئة مكافحة الفساد والجهات الرقابية المختلفة كفيل بإزالة الترهلات وإكتشاف المرض الذي تعاني منه وزارة الصحة لتكون مثالاً لبقية الجهات التي بدأت تترهل وتسير بطريق وزارة الصحة من حيث لا تدري فمتى تتدخل هيئة مكافحة الفساد وغيرها من الجهات الرقابية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالمواطن لم يفقد الأمل بعد في الجهات الرقابية المختلفة .....
التعليقات (0)