وزارة التعليم والجرب
يستحق وزير التعليم جائزة أفضل مُخرج بعد أبعد وزارته عن ميكروسكوب المجتمع فبدلاً من أن يوضح الوزير موقف وزارته من انتشار مرض الجرب ببعض مدارس مكة المكرمة "العاصمة المقدسة" شن هجومة على المعلمين والإداريين قائلاً في معرض حديثه إنهم لا يستحقون الاجازة الطويلة مقارنة بما يبذلونه من جُهد ، الوزير احمد العيسى الذي يضع الوزارة بمواقف مُحرجة مع المعلمين والمعلمات سبق له أن تعارك مع الكاتب قينان الغامدي ودارت بينهما معركة مقالات تفاخر كلاً منهما بطريقة تفكيرة ووطنيته وموقفه من التطرف والتشدد الجدار القصير الذي يتسلقه بعض مُحبي ومدمني الشُهرة ، لو ربطنا بين الحالتين حالة المعركة المقالية مع قينان الغامدي وتصريحاته حول إجازة المعلمين والإداريين لوجدناها أعقبت كارثتين ففي الحالة الأولى كانت الكارثة ساعة النشاط التي تسببت في إرباك المدارس والأُسر وتسببت في كشف واقع المدارس السيء والحالة الثانية أعقبت تفشي مرض الجرب وتفشيه بين الطلاب بسرعةِ البرق ، المتأمل يربط بين الحالتين على انه مخرج أراده الوزير للخروج من عنق الزجاجة عبر اشغال المعلمين والمعلمات بحديثِ جانبي لكي لا يكشفوا واقع المدارس المتردي بمواقل التواصل الاجتماعي ولكي يتجه المجتمع لإنتقاد طول إجازة نهاية العام ومقارنة المعلمين والمعلمات ببقية موظفي الدولة فتضيع الطاسة وينتهي الأمر إلى نسيان القضية الأساسية وإغلاق ملفها إلى الأبد .
لا يستطيع أحدُ لوم وزارة التعليم بشكلِ رئيسي فإنتشار وظهور الأمراض المُعدية له عدة أسباب لكن لوزارة التعليم دورُ في كشف ومحاصرة الأمراض المعدية وهذا ما لم تقم به رغم وجود إدارات واقسام تُعنى بالصحة المدرسية يعمل بها متخصصون في الصحة المدرسية بمفهومها الشامل الذي لا يخفى على أحد ، وزارة التعليم تُعاني منذ مدة ليست بالقصيرة من قصور إداري ابداعي وتعاني من صراع تيارات مُختبي بالوطنية ومصلحة الأجيال القادمة لن تتخلص وزارة التعليم من مشاكلها وقضاياها التي ولدت من رحم صراع التيارات إلا إذا أحسنت التعامل مع المعلمين والمعلمات الذين يشكلون نسبة لا يُستهان بها من موظفي الدولة ، قد يتسأل البعض كيف تُحسن الوزارة التعامل مع المعلمين والمعلمات الإجابة عن ذلك التساؤل بسيطة للغاية ، تُطبق الوزارة وعلى رأسها الوزير اطروحاته التي سبق أن طرحها في مقابلاتِ تلفزيونية قبيل تعيينه وزيراً وتشكيل نقابة مُنتخبة من الكادر التعليمي تُعنى بالمعلمين والمعلمات تبحث همومهم مشكلاتهم وتُسهم في حل قضايا الواقع التعليمي "المناهج ، المدرسة ،الأنشطة ، التدريب ، الخ " اذا تحقق ذلك فإن تعليمنا سيكون جاذباً متميزاً وبعيداً عن الصراعات والهجوم الإعلامي الذي يفتح نوافذه بين فينةِ وأخرى رأس الهرم في نظامنا التعليمي ..
التعليقات (0)