ورطة نظام
على أي جبهة سيحارب نظام مبارك؟ يبدو أن النفير قد أعلن لكن ضد المتظاهرين، باستخدام الرصاص الحي لحماية البلد من "زحفهم"..
الحرب مشتعلة ضد المتظاهرين، بينما النظام حائر وتائه أمام "اختطاف ما" لحصة مصر من النيل، قد تهدد البلد بـ"فاقة مائية"، في عهد أُخرجت فيه مصر من التاريخ، واستحكمت فيه عصابة مالية فاسدة، غيبت مصر عن قضاياها المصيرية، وخاضت حروبا ومعارك داخلية ضارية لضمان احتكارها للثروة والسلطة في مصر.
دول حوض النيل تطالب بإعادة توزيع حصص مياهه، بينما مصر مبارك، الهرمة والمبعدة والمنفية والمغيبة، صُدمت بهذا المطلب، ولاذت إلى "الحق التاريخي" في التعامل مع أزمة النيل، فهو مصدر 95% من احتياجاتها المائية، وهكذا انشق "المنبع" عن "المصب"، ويبدو أنها تحتاج الآن إلى "حرب" لتثبيت حصتها القديمة.
مصر انسحبت من إفريقيا ومن أي تأثير يذكر، لكنها ظلت متمسكة بحكومة رام الله بزعامة عباس أبو مازن وعصابته، تتقرب بها إلى تل أبيب، وتنفس بها عن ضغوط غربية وتخنق بها الإسلاميين.
وكلما أمعن نظام مبارك في التنكيل بمعارضيه في الداخل، ينال من المهانة والإذلال فوق ما يستطيع أن يصب على شرفاء وأحرار مصر.
العجوز في شرم الشيخ محكوم بالهواجس والمخاوف والأوهام، في كل زاوية يتوهم أن سبعا ضاريا ما يتصيده ويتهدده، هزيلا يترنح في الخارج وحشا في الداخل، والهوان الذي زرعه في قلوب شعبه يشربه مهانة وذلة من حصته "المهددة" من النيل..
والغزاة الصهاينة، الذين فتح لهم البلاد، يملؤون فراغه في إفريقيا، ويكافئون خدماته بتجويعه مائيا، إمعانا في إذلاله، إذ لا يمثل في نظرهم، أكثر من حقير يضطهد شعبه وعميل يسومهم سوء العذاب..
لا أحد يتحدث عن المستقبل، لأنه ببساطة مُصادر، إلى أين تتجه مصر؟ إلى حيث تريد واشنطن أو تل أبيب أو الشعب المصري الرافض لحكم الفراغ أو آل مبارك.. القلق والحيرة حول المصير تحجبان الرؤية..
مصر اليوم بلا سيادة وربما بلا ماء ـ مستقبلا ـ، إذا أرغمتها دول حوض النيل على مراجعة الحصص المائية السابقة، يحكمها الفراغ والتيه.. النظام منهار، أفرغ ما في جعبته من فنون القمع والتنكيل، وما بقي له من رصاص، يسكبه في صدور المتظاهرين..
معارك النظام الداخلية لا تنتهي إلا بسقوطه، وليس أسوأ على الحر والشريف من أن تُلطخ بلده أيادي الغدر والظلم والهوان، ومن حق هذا الشعب أن يختار حكومته ورئيسه، وأن ينفض عنه حكم الهوان والصغار
رابط الموضوع /http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=11403
التعليقات (0)