بعد اللغظ الكبير الذي رافق عودة سفير فرنسا إلى سوريا إريك شوفالييه، بسبب "عدم منطقيةط العودة مع أجواء التصعيد ضد سوريا ومقاطعة دمشق من أكثر من دولة في العالم وفي مكقدمتها فرنسا. لكن إن عرف السبب بطل العجب، التسريبات الصحفية التي تحدثت منذ أيام عن اعتقال ضباط فرنسيين في منطقة حمص، تبين أنها صحيحة. وبمقادر ما هي كذلك فإنها تعتبر "كارثة" بكل المقاييس لفرنسا بشكل عام و"لمرشح الرئاسة" مرة أخرى نيكولا ساركوزي الواقع بين نارين الآن. إذا تدخل لإنقاذ من أرسلهم إلى سوريا سيدمر حملته الانتخابية لأنهم ففشلوا ووقعوا في قبضة دمشق التي لن تعيدهم له "ببلاش" دون مقابل، وإذا لم يعترف بهم فالمصيبة أعظم، عندها يمكن لدمشق أن تحاكمهم وتسلط الأضواء "غلإعلامية" عليهم فتظهر فرنسا ساركوزي بمظهر من يتخلى عن مواطنيه الذين يكلفهم بمهمات في بلد ما!!!
وفي خطوة حملت الكثير من الأقاويل أعادت حكومة نيكولا ساركوزي أمس سفيرها الى دمشق أريك شوفالييه بعد استدعائه للتشاور، وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر في الاستخبارات الروسية ان المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا تتلقى أسلحة من الخارج.
إذ نقلت وكالة "إيتارتاس" الروسية عن المصدر ان "كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تصل الى عصابات رياض الأسعد الإرهابية من لبنان والعراق وتركيا، وإنما بشكل غير رسمي ومن دون موافقة حكومات تلك البلدان".
وأضاف المصدر، الذي لم تكشف هويته، ان شحنات من الأسلحة تشمل بنادق آلية ورشاشات وبنادق قناصة وقنابل مضادة للدبابات، في سياق متصل كشف موقع "فولتير" الفرنسي أن عودة شوفالييه مرتبطة بتورط فرنسي عسكري في دعم المجموعات الإرهابية في حمص، حيث نقلت صحيفة البناء عن الموقع أن عودة السفير مرتبطة بمعلومات استخباراتية فرنسية تشير إلى انه وخلال اشتباك بين القوى الأمنية السورية والإرهابيين في منطقة باب عمرو بحمص، القى القوات السورية القبض على أكثر من مئات الإرهابيين، منهم مرتزقة اجانب, ومن هؤلاء 12 فرنسي طلبوا معاملتهم كأسرى حرب، ورفضوا اعطاء هوياتهم ورتبهم وتفاصيل وحدات مهامهم, وتبين ان أحدهم هو كولونيل في الادارة العامة للأمن الخارجي، وهي وكالة استخبارات خارجية فرنسية تعمل تحت اشراف وزارة الدفاع الفرنسية (DGSE).
وقال الموقع، «ان فرنسا قامت بشن حرب سرية ضد الجيش السوري من خلال تسليح فيالق الوهابيين ومدهم بوسائل استخبارات الأقمار الصناعية، ما تسبب في أكثر من 3000 حالة وفاة في صفوف الجيش، وأكثر من 1500 ضحية من المدنيين في عشرة أشهر من القتال».
وقد تم الكشف عن هذه المعلومات جزئيا من قبل تييري ميسان خلال ظهوره على شاشة القناة التلفزيونية الروسية الأكثر شعبية، يوم الاثنين 13 شباط، ومن ثم في مقال نشر يوم الثلاثاء في 14 منه. من قبل "كومسومولسكايا" برافدا وأخيرا من خلال التلفزيون عبر فيديو شبكة فولتير. وقد «طلبت فرنسا مساعدة روسيا للتفاوض مع سوريا من أجل الافراج عن أسراها» دائما بحسب الموقع الفرنسي.
وقال الموقع انه وفي "ظل غياب الالتزامات المنصوص عليها في المعاهدات ذات الصلة, فإن الحرب السرية التي يقودها الرئيس ساركوزي وحكومته تشكل خرقاً غير مسبوق في ظل الجمهورية الخامسة. وهو ينتهك المادة 35 من الدستورالفرنسي، ويرقى إلى جريمة يعاقب عليها القانون في المحكمة العليا ( المادة 68).
وتقول الاوساط السياسية المطلعة في هذا الاطار، ان ساركوزي قد بات في وضع سيئ للغاية وهو مضطر للتفاوض مع دمشق، وللتراجع نظراً لاعتبارات تتصل ليس فقط بمصيره البائس انما بسمعة فرنسا كدولة.
التعليقات (0)