في البداية دعونا نستعرض مسيرة حياة "الفقيد" -على عجالة-.. فحين تقرأ مشاهدات حياته تجدها مثيرةً للاهتمام وتحتاج إلى وقت طويل.فقد عُيّن المغفور له بإذن الله في 17-3-1395م وزيراً للشؤون الخارجية وعضواً في مجلس الوزراء. وبدأ الفيصل حياته بالعمل في مهام إدارات أهم الوزارات بالمملكة والتي تحمل عُمقاً وبُعداً استراتيجياً لكل دولة في علاقاتها الدولية وإيصال صوتها للعالم من خلال وزير الخارجية.لم يكن الفيصل وزيراً عادياً بل استثنائياً.
الفيصل كانت حياته مليئة بالمحطات المفرحة والمتعبة، مناصرة القضايا العربية والإسلامية كانت ضمن أولوياته، كان سفيراً للعرب وقضيته وهمّه الأول هي فلسطين، ملامح حياته الشخصية كانت عادية، فهو شغوف بالقراءة، ومحب للعمل، دقيق في الوقت، أذهل صُناعَ القرار العالمي بردود غير متوقعة.
موقفه من قضية العرب الأولى ثابتاً وهي القضية الفلسطينية، خطاباته في مجلس الأمن وأمام المجتمع الدولي كانت نصيرةً للقضية وتسعى لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية، يعني أن الفيصل كان بمثابة الشوك في حلوق اليهود.
اليوم وفي 9-7-2015م تلقينا ببالغ الأسى والحزن خبر وفاته وأسدل الستار على عميد الدبلوماسيين بعد مسيرة أمدت 40 عاماً كان فيها منارةً وتاريخاً يُروى، وتحكيه الأجيال جيلاً بعد جيل, فالعالم الإسلامي وبالأخص السعوديون يرثونه كما لو كان ملكاً بمحبة جارفة واحترام كبير, حيث أستقبل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكثر من مليون تغريدة مودعين بها سعود الفيصل –نقلاً عن موقع قناة العربية-.
قال وزير خارجية دولة قطر "عندما يغضب سعود الفيصل يربك العالم".
وهاهو الفيصل يربك العالم أيضاً في رحيله, فالعظماء لا يموتون تختفي أجسادهم وتبقى أعمالهم شاهداً حقيقياً وأعمالهم حديثاً دائماً عنهم.
رحمك الله يا فارس السياسة وتغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.
عبدالله الحامد
التعليقات (0)