وذ نكهة ماذا فعلت!

بعيداً عن قصة وذ نكهة بتفاصيلها اتسأل ماذا قدمت تلك الفتاة لكي تصبح من طائفة المشاهير ولا تستطيع التنقل إلا في ظل بودي قارد!

لم تكتشف الذرة ولم تنخرط في دراسة اعراض فيروس كورونا ولم تساهم في أبحاث طبية أو دراسات إنسانية، كل مافعلته وذ نكهة كنوع من الاستفسار بأحد المقاهي ولا نستطيع الجزم بالجدية أو الاستهبال أثناء نطق تلك العبارة التي فتحت النوافذ لقائلها..

لو تعمقنا قليلاً لوجدنا أن الشهرة هي غاية الجيل الحالي والجيل القديم أيضاً فالشهرة تعني المال والمال يأتي بما لم يأتي به الأوائل فكل شيء له ثمن والطريق السهل الموصل للثراء يتسابق الجميع على المسير به، مواليد الثمانينات والتسعينات والالفية جميعهم وجدوا أنفسهم أمام الثورة التكنلوجية فاخذوا يصنعون لأنفسهم فضاءً وعالماً خاصاً بهم فصنعوا من التافهةِ برجاً عالياً واصبحوا في ليلة وضحاها نخبة يشار إليها بالبنان وقدوة تستحق الاقتداء..

لقد صنع المجتمع من الحمقى مشاهير ولقد باتت فسيفساء المجتمع مشهوهه بوجود شخصيات تظن أن التبرج أو الاستهبال أو التفكير بطريقةِ أقرب إلى الإلحاد حرية شخصية يجب أن تُحترم، المسؤل الأول عن كل ذلك الهراء الذي نلحظه ونشاهد فصوله هو المجتمع الذي تابع تفاصيلهم وتناقلها واعلا من شأنها..

بكل مجتمع هناك المتردية والنطيحه لكن تلك المتردية والنطيحه باتت المثل الأعلى في زمن توارت فيه القدوات عن الأنظار حتى القدوة الأولى للشخص والمتمثله في الأب والأم اصبحتا مغرومتان بالسوشل ميديا وبمشاهيرها، إنها المهزلة التي لم تجد من يقف على تفاصيلها ويضع النقاط على حروفها المشوهة! في السابق كنا نعاني من دعاة التطرف والفكر المتشدد وعلو كعب ذلك الفكر وأصحابه واليوم وبعد أن اختفى ذلك الفكر وبقيت بعض ندوبه ومظاهره بدأنا نعاني من الانحدار الفكري والثقافي والهبوط بالقيم والأخلاق لمستوى القاع، إنه ارهاب من نوع آخر ضرره كبير ولن تسلم منه أسرة َواحدة فكل شيء بات عرضه لألوان تلك الفئة المسماه بالمشاهير ذكوراً واناثاً.. 

لا أعلم ما هو الحل لكنني أجد نفسي في حيرة شديدة فهل وصلنا إلى مرحلة متقدمة من السذاجة تجعل الشباب والشابات والنساء والرجال يتسابقون لرؤية شخص وصل للشهرة بواسطة هاتف ذكي وبموقفِ لو رأه أبو جهل لبصق على المتسابقين خلف تلك الشخصيات ولقال هُزلت ورب الكعبة ..