مواضيع اليوم

ودخل العالم أجواء رمضان ... الكريم ..

محمد شحاتة

2010-08-12 12:42:14

0

من العام إلى العام ..
ينتظره مئات الملايين في مشارق العالم ومغاربه .. باختلاف ألسنتهم وألوانهم ولهجاتهم وبلادهم مع توحد قلوبهم وعقيدتهم .. يسوقهم الشوق العارم إلى مقدمه ..
ذلك الضيف الكريم الذي يحل بنوره وبهائه وجلاله ليغطي نوره ألفا وخمسمائة مليون إنسان تقريباً تعداد المسلمين في العالم ..
إنه العالم الإسلامي .. هبت عليه نسائم شهر التقوى والمغفرة .. هبت عليهم رياح شهر القرآن .. شهر رمضان .. أحب الشهور إلى قلوب المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي ..
تندلع الفرحة الغامرة أرجاء دنيا المسلمين حين تعلن أركان الأرض وجنباتها موعد قدومه ..وحين تزف الأهلة في سماوات الله إلى عباده علامات حضوره ..
تنفجر الدنيا فرحة وتهليلاً واستبشاراً وتهاني بين الناس .. رمضان كريم .. ويستقبل المسلمون فرض الله عليهم في هذا الشهر بالصوم عن الطعام والشراب منذ مطلع الفجر حتى آذان الغروب يصومون طاعة لله وعبادة له وائتماراً بأمره ورضوخاً وخضوعاً وتسليماً وحباً وثباتاً على دينه .. رمضان سر من أسرار المسلمين الكبرى ..
فالمسلمون على ما ترى فيهم اليوم من دبيب الوهن والضعف والتهاون والتدهور حتى ليكاد الرائي والناظر إلى حالهم يعتقد أن الإسلام قد نضب بنضوبهم وأن الإسلام قد ذوى بضياعهم وأن الإسلام قد ضعف بتهافتهم ..
فإذا بنفحة من نفحات الله يسوقها مع دوران الأهلة فيستنشق المسلمون عبير (رمضان) تجد الأمة الإسلامية في ربوع الأرض تهب مزدانة متهيأة متهيبة لاستقبال شهر الله الكريم و متأهبة لاتباع أمره الحكيم بالصيام والقيام ..
ولتنقلب أراضي المسلمين إلى مساجد .. ولتدوي عشرات الآلاف من الملايين من الألسن بكلام الله كدوي النحل .. ولتكون الأسر المسلمة في رمضان في أقرب ما تكزن إلى التراحم والتواد والتعاطف والتزاور والتسامح والتعارف ..
في رمضان نزل القرآن على صدر وقلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وفي رمضان كانت أعظم وأروع وأجمل ملاحم المسلمين على مدار تاريخهم ..
في رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى ..
وفي رمضان كان فتح مكة .. وفتح عمورية .. وفي رمضان كان النصر الكبير في عين جالوت .. وفي العاشر من رمضان كانت أعظم ملاحم العرب في العصر الحديث حين وثب الأسود على خط بارليف مقحمين إياه .. وعبر البواسل أكبر مانع مائي صناعي في التاريخ .. وهبطوا النسور على المجرمين الصهاينة في أكتوبر 1973 ليذيقوهم من جنس أفعالهم المجرمة ..
في رمضان تجديد للعقيدة .. وفيه تغيير دم للمسلمين .. وفيه إعادة إعلان الولاء لله وإعلاء وحدانيته وربوبيته ..
في رمضان شعور غريب يجتاح الغالبية الكاسحة من المسلمين أن هذه الأيام أيامهم هم حباهم الله بها .. وتفضل عليهم بالصيام فيها .. وأي مشقة في الجوع أو العطش إذا كانت لله وفي سبيله وطاعة لأوامره ؟!
بل هو الإحساس البالغ بالسعادة أنك بمعاناتك الجوع والعطش تبذلها مرضاة لله وطاعة وطمعاً في مغفرته ورضوانه . الصيام لم يكن بدعاً على المسلمين بل كان في الأمم السابقة .. والصيام يعرفه أهل الكتاب من قبلنا .. حين يصوم أخواننا المسيحيون ربما أغلب العام وهم بصيامهم وبمشقتهم يتعبدون كما يتعبد المسلمون..
والصيام مشقة . ومعاناة .. لأنه اختبار وامتحان من الله .. بل جعل الله أعمال ابن آدم له كلها إلا الصوم فإنه من خصوصيات الله والله هو المكافئ له والمجازي عليه ..

والصيام فريضة على المقتدر وعلى المتحمل إياه .. ويسقط الصوم عن غير القادر عليه من المرضى والعجزة كبار السن غير القادرين وغير المطيقين له بالجملة .. فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فقد رخص الله الفطر للمسافر كما رخصه للمريض وغير القادر .. رحمة من الله بعباده ..  
فالصوم علاقة خفية وسرية بين الإنسان وربه .. لا مجال للنفاق ولا للرياء ولا للتظاهر فيها بل هي خيط واصل بين صدر العبد وقلبه ونيته وبين ربه ..
والصيام تجرد .. وزهد .. وبعد عن المعاصي وتحكم بالنفس وشهواتها .. وترويض للغرائز . وتواصل مع الفقراء والجوعى والمرضى وشعور بشعورهم ..
شهر رمضان أجمل أيام الله في قلوب عباده .. وأجمل لقاءات السماء مع المسلمين .. وأروع أيام السنة حين تجد بلاد الإسلام كلها تعيش ذات الأجواء .. وذات الشعيرة .. وذات التكاليف .. وذات الأحاسيس .. وذات المشاعر ..
لا فرق بين المذاهب.. لا فرق بين الطوائف .. ليس في رمضان سني ..أو شيعي .. أو خارجي.. أو أباضي.. أو جعفري ..
ليس في رمضان أوربي أو أسيوي أو أفريقي أو أمريكي ..
ليس في رمضان عربي أو فارسي أو أعجمي .. في رمضان شيء واحد توحد تحت سماء الرحمن .. مسلم لله .. موحد به .. لا يشرك به شيئاً .. الكل مسلمون.. الكل موحدون ..
أهلاً ومرحباً بشهر الخير والبركات .. أهلاً ومرحباً بشهر المغفرة والرحمات..
أهلاً ومرحبا بشهر الله وبأيام الله .. كل عام والمسلمين في كل أرجاء العالم بخير ..
كل عام والأمة العربية والإسلامية جميعها بكل خير .فهي أمة واحدة مهما فرقتها الحدود والسيايات والعداءات والأطماع ...
رمضان كريم على (عراق) العزة وعلى رجاله ونسائه وأطفاله الأبرياء..
رمضان كريم على (فلسطين) أرض الأنبياء ومهجة الأمة العربية رمضان كريم على الأقصى المبارك وعلى أطفال وزهرات فلسطين ..
رمضان كريم على لبنان وعلى أفغانستان وعلى إيران وعلى باكستان وعلى السودان ..
رمضان كريم على مصر خاصة .. أرض الكنانة .. مسلميها ومسيحييها ..
مسلميها البسطاء .. ومسيحييها الأصلاء.. .
رمضان كريم على كل شبر في أرض العرب والمسلمين ..
كل عام والبشرية جميعها في صلح مع إنسانيتها ..
كل عام والإنسان جميعه على كوكب هذه الأرض بخير من الله ورحمة ...
وكل عام والجميع بخير ..
مدونين .. وزملاء .. وأحباء .. وقراء.. وإدارة.. 
                                  ورمضان كريم ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !