مواضيع اليوم

وداعــــا 2012

Yassin kwitar

2013-03-24 19:55:56

0

ها هي سنة 2012 قد شارفت على نهايتها تاركة ورائها جراحا لم تندمل وأحلاما لم تتحقق، عام آخر من البحث عن الذات وسط دوامة من العراقيل والمتاريس عشنا بعضها وسمعنا عن البعض الآخر ، بحث عن الوجود والكرامة مستمر ومتجدد ما دامت في النفس روح وما دامت القضية عادلة لا تشوبها شائبة . نحن إذن على وشك أن نشيع سنة أخرى من النضال والدفاع عن الحقوق التي استطعنا أن نحقق بعضها ونرضى بالتسويف بالنسبة للبعض الآخر.

عامين كانا كافيين لكي نصنع لأنفسنا مكانتنا بين أمم المنطقة ، تلك المكانة التي لطالما استحققناها وبحثنا عنها طويلا فاليوم أصبح صوتنا مسموعا وجانبنا مرهوبا فا لحقوق تنتزع ولا تعطى كذلك الاحترام .. ولكن الجانب المظلم في القضية أنك عندما تدافع عن حقوقك و تحاول أن تضع النقط على الحروف والقطار على السكــة الصحيحة يصطدم طموحك – الذي يسميه البعض بالطموح الزائد ونحن نؤمن بأنه طموح مشروع- قلت يصطدم بحاجز الخوف والنفاق وبالتالي يخلق ، أي الطموح، نوع من الشقاق والشنآن بين مختلف شرائح دوارنا العزيز و يفتح بذلك جبهات أخرى من الصراع غير تلك التي كانت من قبل .

صراع على مختلف الأصعدة والواجهات من المتكالبين والمتآمرين مرورا بالأعين والجواسيس وصولا إلى الخونة وبايعي الضمائر، بعضهم يجري وراء مآربه الشخصية والبعض الآخر لا يهمه سوى إثارة الفتن والقلاقل بين الناس لا لشيء سوى لحسد في قلبه أو لضغائن وأحقاد يحملها بين ثناياه ضد أحد أعيان الدوار المسكين ، ووسط كل هذا التنوع والفسيفساء ظهرت فئة من الناس معدودة على رؤوس الأصابع حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن أرضنا بشكل عــام وعن كرامتنـا على الخصوص ، ولكن داخل هذه الثلة أيضا هناك من لا يستطيع تحمل هكذا مسؤوليات كأني به أسمعه يقول " يجب أن نقتل الغول ولكن من فينا يقتله؟ " وهنا مربط الفرس لأن الأصح القول " إذا كان ولابد من موت الغول فإني قاتله" فلا يكفي أن تحضر الاجتماعات وتشارك في المظاهرات حتى تستحق لقب «مناضل›› فالأمر يقتضي بعض التضحية ونكران الذات والمبادرة لفعل ما فيه خير البلاد والعباد ففي موت الأنانية تكمن السعادة .

خلال السنة التي نودعها وقعت أحداث كثيرة لعل أبرزها ادعاء بعض أعيان دوار تملاكوت ( ايت محمد ) أن لهم نصيب في بقعة أرضية متواجدة بجوار منزل السيدة " تيدار علي" ، وتعود تفاصيل الحكاية إلى منتصف السنة الجارية وبالضبط خلال رمضان الأخير عندما جاء السيد " احمد او لمدني" طالبا من نواب أراضي الجموع أن يوسعوا الطريق بين الأرض التي ادعى أنها في ملكه وبين أرض السيد سليمان جميل على اعتبار أن البقعتين الأرضيتين متجاورتين تفصل بينهما طريق عمومية ، ولكن النواب رفضوا طلبه بحجة أن هذا يعتبر تراجع غير معقول عن الرخصة التي منحت للسيد جميل والمتضمنة لمساحة إجمالية مقدرة ب حوالي ثلاثمائة متر مربع لأن توسيع تلك الطريق سيضر لا محالة بهذه المساحة ، وهذا ما لم يقبله " أولمدني" فقام بمعية بعض أعيان دوار تملاكوت -في خطوة مفاجئة ومغايرة تماما لمجريات الأحداث- باستدعاء نواب أراضي الجموع للمثول أمام قائد قيادة وسلسات ، الشيء الذي أغضب سكان أنزال فعقدت فيدرالية جمعيات أنزال اجتماعا تقرر فيه الرفع من وتيرة الصراع والاتفاق على أن البقعة الأرضية ليست في ملك ( أيت محمد ) وبذلك انتقل الخلاف من المساحة الفاصلة بين البقعتين إلى البقعة نفسها وهنا أخذت الأمور منحى آخر،وذلك بعد أن عمد أعيان أنزال مجتمعين إلى إفراغ كمية مهمة من أحجار البناء داخل البقعة الأرضية موضوع النزاع في رسالة واضحة مفادها أن تلك الأرض ليست ملكا لأحد بل هي تابعة لمجموع أراضي الجماعة السلالية لدوار أنزال .

ايت محمد" بدورهم لم يستسلموا للأمر الواقع فرفعوا دعوى قضائية لإثبات ملكية الأرض لهم مستدلين بوثيقة سلمت لهم خلال عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب ، ولكن هذه الحجة ضعيفة وواهية أمام مجموعة من المعطيات منها أنه إذا اعتبرنا ذلك المستند صحيحا فلماذا لم يتم استغلال تلك الأرض كل هذه السنوات؟ لأنه معروف أن الأرض التي تستغلها لأكثر من عشر سنوات تصبح ملكا لك حتى ولو لم تكن تملك الوثائق التي تثبت تلك الملكية وهذا ما يسمى في القانون ب " الملكية بالتقادم" وهذا ما لم يحدث لأنه وبحسب شهادات بعض الناس كبار السن الذين عاشوا خلال فترة الحماية الفرنسية فإن تلك البقعة الأرضية لم يتم استغلالها طيلة الثلاثين سنة الماضية .. والمثير في هذه القضية هو موقف السيد ( ق . ب ) الداعــم لأطروحة " ايت محمد" لا لشيء سوى لكون زوجته تنحدر من " تملاكوت " ومن أجل تصفية حسابات شخصية عالقة مع أحد أعيان الدوار الذي يعتبر في نفس الوقت أحد نواب أراضي الجموع ، هؤلاء النواب الذين وبسبب موقفهم من هذه القضية أراد السيد ( ق.ب ) عزلهم واستبدالهم بآخرين ومن أجل ذلك قام بجمع توقيعات بعض المغلوبين على أمرهم عن طريق إيهامهم بأن تلك التوقيعات هي لتحقيق مصلحة عامة فوقع أغلبهم في المحظور ، ولكن هذه الزوبعة ما لبثت أن هدأت بعد أن تبين أن النواب لا يمكن تغييرهم – كما يغير أحدنا جواربه – بتوقيعات لا تسمن ولا تغني من جوع

هذه القضية ستعرف تطورات مثيرة خصوصا بعد أن عمد السيد ( ق. ح) أخ السيد ( ق .ب ) إلى التوقيع على إشهاد بملكية تلك الأرض ل " ايت محمد " وذلك بعد عودته مباشرة من " امين تانوت" ، فخلق نوعا من الحرج والتوتر خصوصا إذا علمنا أن هذا الإشهاد لم يوقعه بصفته الشخصية ولكن بصفته نائبا لأراضي الجموع لشطر " تكاوست" ، فاعتبرت هذه الخطوة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، وكرد فعل قام أعيان أنزال بتوجيه رسالة لعامل صاحب الجلالة على إقليم ورزازات يتهمون فيها السيد ( ق .ح ) بخيانة الأمانة واستغلال ثقة الناس فيه لمآرب شخصية ضدا على المصلحة العامة مطالبين السيد العامل بإقالته .. و السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بإلحاح هو : لماذا يساند هؤلاء "ايت محمد" ويقفون في صف البراني ضد أهل الدار والدوار ؟

العالمون بخبايا الأمور يعون جيدا أن المسألة ليست فقط مجرد عملية تصفية حسابات شخصية فهذا عبارة فقط عن الشجرة التي تخفي الغابة ، غابة من المصالح يتملكهم الخوف من ضياعها وفقدانها بسبب هذا القضية : من الحقول الشاسعة التي يستغلونها بدون حق والقلاع التي يسكنوها إلى المياه التي اغتصبوها من مالكيها الحقيقيين أيام السيبة ، فكل هذا قد يتحول في رمشه عين إلى موضوع للمساءلة والمحاسبة ويصبح عليهم لزاما الإجابة عن السؤال الجوهري : من أين لكم هـــذا ؟ ولكن كل هذا لا يبرر لأي أحد كيفما كان نوعه الوقوف مع الأعداء ضد المصلحة العامة وضد السكان ف" الحمية كتغلب السبع" كما يقولون ، فلا يجوز تحت أي ظرف كان معاداة أصدقائك وجيرانك فالكل في أنزال تجمعهم علاقة نسب سواء أكان قريبا أو بعيدا ولكن " لمن تعاود زابورك أداود" فكل هذا لا يعني هؤلاء في شيء .

حدث آخر من الأهمية بمكان الأمر يتعلق بالمهرجان الذي أقيم بمناسبة افتتاح دار الزعفران بجماعة سيروا، المهرجان الذي كثر حوله القيل والقال فهناك من تحدث عن فشله في تحقيق أهدافه التي وضعت له وأنه مهزلة حقيقية من حيث التنظيم والتسيير ، وهناك من أشار إلى أنه حقق بعض النجاح بغض النظر عما شابه من سلوكيات وتصرفات مشينة ، وهناك رأي ثالث يعتقد بأن المهرجان سواء أكان ناجحا أم لا فهو في نهاية الأمر لا يعني سكان أنزال في شيء .

صحيح أن المهرجان لا يرقى إلى المستوى المطلوب وأنه وصمة عار في جبين رئيس جماعة سيروا ومستشاريه، إلا أن القول بأنه لم يحقق أي من الأهداف المسطرة له قول غير صائب إلى حد بعيد ذلك أن المهرجان كان فرصة جد مناسبة لتجديد البيعة والولاء ل"بعلا" ، فحضور جميع المستشارين الجماعيين حتى المعارضين منهم – نوعا ما – لسياسة "بعلا" ومدهم يد العون ومساهمتهم في مختلف الأنشطة الموازية للمهرجان إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء أرادوا إيصال رسالة تحمل الكثير من المعاني والدلالات ، فرغم الاحتجاجات والمظاهرات المنددة بسياسة " بعلا" في المنطقة إلا أن كل هذا الضجيج- كما يحلوا لهم تسميته – لا يعني باقي دواوير الجماعة في شيء وأن الجميع – عدا ساكنة المركز أنزال- ما زال يكن كل الاحترام والتقدير لرئيس الجماعة ، بل حتى مستشارنا المحترم السيد محمد أيت الحاج كان حاضرا هناك مع علمه بأن الجمعيات المحلية لدوار أنزال قد قاطعت المهرجان بدعوى أن السيد "بعلا" لم يدع أي منها للمشاركة الشيء الذي لم يكن مقبولا من طرف متتبعي الشأن الأنزالي .

الذين يقرؤون ما وراء السطور يدرون جيدا أن المهرجان كان الهدف منه لم شمل مستشاري حزب الاستقلال ، هذا إذا علمنا أن رئيس جماعة سيروا ومستشاريه المحترمين ( إذا استثنينا مستشار أنزال وتزكزاوين ) قد غيروا جلودهم إسوة بالأفاعي والعضاءات وتوجهوا جميعهم إلى كنف السيد الحسين بوحسيني راعي حزب الاستقلال الذي فاز بمقعد في البرلمان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، والذي يعتبر الرجل الأقوى في منطقة تازناخت بأكملها هذا بشهادة أعدائه قبل أصدقائه ، هذه القوة أراد السيد بعلا استثمارها بشكل جيد وذلك استعدادا للانتخابات الجماعية المقبلة ، وهنا سيقول البعض أن بعلا ربما لن يترشح لولاية أخرى ولكن حتى لو كان هذا صحيحا فإنه أراد من وراء توجهه لحزب الاستقلال تزكية بعض كلابه ( من مستشاريه ) وتعبيد الطريق لهم لتولي رئاسة جماعة سيروا في قادم المواعيد .

المهرجان كان أيضا مناسبة لأوباش ومجانين تسليت ( هناك من يسميهم أهل القبور ) من أجل استعراض قوتهم وفتوتهم لتفريغ مكبوتاتهم الحيوانية ، والذي حضر المهرجان سيلاحظ لا محالة العدد الهائل لهؤلاء والسبب راجع للتعبئة الواسعة التي حظوا بها أشهرا قليلة قبل الموعد ، وذلك من أجل المشاركة في الماراطون الذي نظم في إطار الأنشطة الموازية للمهرجان والظفر بأكبر عدد من الميداليات بهدف إحراج ساكنة أنزال فكان لهم ذلك ، والسبب مشاركة شباب أنزال في هذا الماراطون دون أن يكلف أحدهم عناء الاستعداد والتدريب الذين تتطلبهما هكذا تظاهرات وبالتالي كانت النتيجة المتوقعة الكل تذيل الترتيب ، فاضطررنا لأن نسمع شعارات من قبيل " شوف اسمع تسليت كاتخلع" فلا شيء يأتي من فراغ فالميداليات ينالها من بذل المجهود والوسع لا من تكاسل وتخادل وانتظر أن ينصفه الحظ...

 

لله درك يا دواري العزيز، لقد نزفت كثيرا بسبب كثرة الطعنات تأتيك من كل صوب وحدب من الصديق قبل العدو ولكن طعنة العدو تدمي الجسد أما طعنة الصديق فتدمي القلب، إنك تتألم ولا زلت فهل من مواسي وهل من مؤازر أم لنقول كما قال الشاعر : لا تـشـكـو للـناس جـرحـاً أنـت صاحـبُـه لا يـألـم الـجـرح إلا مـن بـه ألـــم

لا ينبغي أن أنسى في نهاية مقالي هذا أن أترحم على موتانا سواء من وافتهم المنية خلال هذه السنة التي نودعها ( عمر أيت مدود ، فضمة علي) أو من مات قبل ذلك (رحمة أيت محند ، عناية الصغير ) نسأل الله العظيم أن يتغمد الجميع بواسع رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات