علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
تداعت في رأسي الأفكار وأنا أقف قبالة المصور الفوتوغرافي الاسبوع الماضي وهو يلتقط لي صورة ملونة ليسلمني اياها بعد خمس دقائق منجزاً ما وعد به وهو يخط لافتة بهذا المعنى على واجهة محله الجميل!
لم تصدق عيناي ما رأته فقد عادت بي الذاكرة مطلع السبعينيات حين أحتجت اربع صور شمسية لمعاملة رسمية فأوقفني المصور الشمسي حسب الدور ثم أختفى وراء آلته الخشبية ومد يده في كيس قماش أسود وبعد سلسلة من الأوامر التقط لي صورة أضطر الى عرض مهاراته امامي ليقول أن زاوية نظرة حادة وأنه فنان حاربه الزمن وبينما كان يحمض الصورة المفترضة لي كانت اصابعه محناة بأحبار التحميض فيطفر سؤال في ذهني بأية أصابع سيأكل الثريد!؟
وتتدلى من رأسه خصلات شعر بيض غير منتظمة وهو يرتدي قميصا عريضا ذا ياقة عريضة وبنطلونا كبنطلونات ابطال افلام الكاوبوي! عقدت الدهشة لساني حين سلمني الصورة فإذا بها صورة شبحية لا أثر واضح للملامح. وحين اعترضت عليه رد عليّ مفتخراً: ألا ترى الرتوش التي عملتها لتظهر صورتك بهذا الاتقان؟ ولم املك وقتها سوى تسليم أمري لله ومغادرة مكانه خوفاً من حدوث ما لايحمد عقباه.
وبعد بضع سنوات أنتشر التصوير الفوتوغرافي الملون لكن كنا نحتاج الى نحو اسبوع لنتسلم صورنا ولم تنجح صور الكاميرا الفورية لعدم دقتها ووضوحها وسرعة تلفها.
وها نحن نعيش عصر الصورة السريعة التي تتناسب مع الثورة التكنولوجية الهائلة التي جعلت الشركات تتسابق في تقديم افضل الخدمات مثلما فعلت شركة سوني اليابانية حين عرضت كاميرا رقمية جديدة يمكن للمستخدم أن يهزها خمس عشرة ثانية ليلتقط صورة من دون مصدر للطاقة والمظنون أنها تناسبنا جدا خاصة في أثناء تصوير حفلات الاعراس ونحن نستعد لمواسم الفرح بصرف الزيادة الجديدة بأثر رجعي يجعل الموظفين والموظفات في بحبوحة يقولون فيها للفقر وداعا ولوزارة المالية شكرا!..لقد ولى زمن ( أنا شعلية)!
التعليقات (0)