هل تتراجع أو تنتهي صناعة ورق الكتابة؟ هذا السؤال يراود صناع الورق حيث تحول المثقفون والكتاب ووكالات النشر والمصالح الحكومية والمحاكم وكل الهيئات المتعاملة مع الكلمة المكتوبة إلى استخدام الحاسوب أو الاسطوانات المدمجة أو (الفلاشات) لخفة وزنها وسهولة استعمالها وقدرتها الغير محدودة على تخزين معلومات لا حدود لها ولأنها قادرة أيضا على عرض المعلومات بمجرد ضغطة زر...هذه التقنية التي سهلت الكتابة وجعلتها ميسرة في التصليح والحذف والإضافة والحشر والنسخ وألغت الحاجة إلى الأحبار والطباعة وتجميع الحروف والأضابير وأطنان الملفات وطباعة أمهات الكتب العلمية والتاريخية والدينية ...إلخ... جعلت نقل الأخبار والعلم في متناول كل عالم ومتعلم وناشر وقارئ...وهذه التقنيات الجديدة ساعدت في أن الأوراق المستهلكة التي كانت تشكل ملوثا أساسيا للبيئة أصبحت أقل بكثير من ذي قبل رغم أن الأوراق إذا أحسن جمع المستهلك منها فإنها تعاد إلى الطباعة أو تستعمل في تغذية بعض مزارع دود الأرض (wormculture) بكميات كبيرة...لقد شهد العالم تغييرا جذريا في التأليف ونشر العلم والأدب ونقل الخبرات فيما يعرف بثورة المعلومات حتى أصبح الذي لا يستخدم الحاسوب هو الجاهل الأمي حسب التقييم الحديث للثقافة والجهل ..والعلم والأمية
التعليقات (0)