وداعا للكاتب المصري محمود امين العالم" بقلم داعس أبو كشك

فقدت الحركة الثقافية التقدمية كاتبا ومناضلا مبدعا حلق في سماء الثقافة والابداع واخترق بكلمته الصادقة جفرافية القطر الى جغرافية العالم و ذاع صيته بين الاصوات الثقافية والاكاديمية , واضحت مؤلفاته غذاء ثقافيا وروحيا , انه المرحوم المفكر محمود امين العالم الذي انتقل الى جوار ربه عن عمر يناهز 87 عاما زود خلالها المكتبة العربية والعالمية 20 مؤلفا وكل مؤلف يشكل موسوعة هامة للمثقف العربي وبوصلة للحرية والانسانية , وانجازاته العظيمة في مجال الفكر العلمي والثقافة الوطنية التقدمية التي اسهمت اسهاما كبيرا في اغناء الحياة الثقافية العربية والعالمية على مدى نصف قرن من الزمان والنضال الدؤوب من اجل حرية الانسان وتقدمه الاجتماعي و من اجل الديمقراطية خاض عدة معارك سياسية وثقافية , ان حياة محمود العالم ذلك المثقف والمفكر الوطني الديمقراطي حياة خصبة بنضالاتها وبما قدمه من زاد للاجيال المثقفة على امتداد العالم.

اضواء على حياة محمود امين العالم

- ولد العالم بالقاهرة يوم 18/2/1922

- تخرج من جامعة فؤاد عام 1954 من قسم الفلسفة في كلية الاداب .

- حصل على الماجستير عام 1953.

- حرم من اعداد رسالة الدكتوراة بسبب فصله من الجامعة عام 1954.

- التحق بمجلة روز اليوسف التي كتب فيها مقالات في النقد الادبي .

- أصدر العالم مع عبدالعظيم انيس كتابا في الثقافة المصرية.

- عمل العالم في مؤسسة دار التحرير التي انشأتها ثورة 23 تموز عام 1952 في مصر, ثم فصل بعد اعلان الوحدة ما بين مصر وسوريا.

- اعتقل عام 1959 وافرج عنه عام 1964.

- عمل في مجلة المصور الاسبوعية ثم اصبح رئيسا لمجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب ثم رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية ثم رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة احبار اليوم الصحفية.

- اعتقل مرة اخرى زمن حكم السادات وبعد الافراج عنه سافر الى بريطانيا وعمل هناك .

- انتقل الى باريس وعمل في جامعتها مدرسا لمادة الفكر العربي نت عام 1973 الى عام 1984, وأنشأ في باريس مجلة اليسار العربي التي كانت تدافع عن قضايا الوحدة العربية والديمقراطية والتحرر السياسي والاقتصادي.

- عمل بعد عودته الى مصر على اصدار كتاب دوري عنوانه ( قضايا فكرية ) .

- اختير مقررا للجنة الفلسفة في المجلس الاعلى للثقافة.

- حصل على جائزة الدولة التقديرية من مصر عام 1998.

- حصل على جائزة مؤسسة ابن رشد في برلين عام 2001.

- انتقل الى جوار ربه في 10/1/2009.

ورغم الحصار المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال وخاصة على الحركة الثقافية حيث لم يكن هناك تواصل بين الحركة الثقافية في الداخل والحركات الثقافية الاخرى الا من خلال فتحة ضيقة اوجدتها جريدة الاتحاد ومجلة الجديد اللتان تصدران في حيفا حيث اطلعنا من خلالهما على دراسات محمود العالم التي اضاءت لنا الطريق, ولعل دراساته النقدية كان لها اكبر الاثر عند كثير من الكتاب والادباء و خاصة في ثلاثية الرفض والهزيمة وهي دراسة نقدية لثلاث روايات لصنع الله ابراهيم.

كما شكلت مجلة اليسار العربي زادا لنا حيث كانت تصل الينا بعض الاعداد ومن خلالها كنا نقرأ لكثير من المفكرين والكتاب عن قضايا الامة العربية.

واذا كنا قد فقدنا العالم جسدا فان اعماله الادبية والفكرية الخالدة اكبر انيس لنا في مسيرة الوحدة والتحرر.