مواضيع اليوم

وداعا للعلمانية.. فقد أعلنت ارتدادي

حنان بكير

2011-08-04 20:51:20

0

عدت الى البيت مكتئبة. فقد يئست من إيجاد وظيفة ثابتة. طرقت كل الأبواب، زرت العديد من المؤسسات التي تتناسب مع كفاءتي. عملت بالمجّان في محطات تلفزيونية، على أمل الحصول على عمل في النهاية، لكن النهاية كانت " رفسة "..
ما العمل إذن؟؟ لأنفّس عن قهري، ولأهرب من يأسي، جلست الى جهاز الكمبيوتر، لأقوم بجولة حول العالم عبر الإنترنت.. قرأت الأخبار التي لا تسرّ عدوّا ولا صديقا... وفجأة لمعت الفكرة برأسي كلمح البرق.. وصحت على طريقة أينشتاين.. وجدتها، وجدتها.. قفزت فرحا، سأجد عملا مريحا ومربحا.. هللويا هللويا..
قرأت في إحدى الصفحات الخبر التالي:" .. ذكر رامسفيلد في مذكراته وأكّد دفع 200 مليون دولار، لآية الله علي السستاني، ليساعده على غزو العراق، وليصدر فتاوى تحرّم قتال الأمريكيين في العراق، في أكبر صفقة دينية في تاريخ البشرية" وفرح الرئيس جورج بوش لقبول السيستاني للهدية !!!
وكان الخبر الثاني الذي قرأته من مصر، حماها الله.. فقد جاء في الخبر أن عاصم عبد الماجد، خطيب الجماعة الاسلامية، والذي في رقبته دماء عشرات الضحايا، كان يسير في المظاهرة ومعه 18 بندقية آلية، وأربعين ألف جنيه، هي من ثمن فتوى باستحلال سرقة تجار الذهب المسيحيين، التي أصدرها مفتي الجماعة الاسلامية !!
لعنت العلمانية، عندئذ، وقررت أن لا أنحاز لقضايا شعبي، ولا للإنسانية، ولا للقيم الحضارية من حرية الضمير الى حرية الرأي، لتذهب المبادىء والأخلاق الى الجحيم... ووداعا أيتها العلمانية التي تحملت غبائي سنوات طويلة...
سوف أرتدي النقاب، الذي لم أحبه يوما، ووصفته بالزنزانة السوداء المتنقلة.. وسوف أسافر الى مدينة دينية مقدسة، وأتعلم الفقه والدين على أصوله وأتفقه به.. وأعمل في تجارة الفتاوى المربحة ! تذكرت الفتاوى الجاهزة والفتاوى المحضّرة حسب طلب الحكام الدكتاتوريين... واكتشفت كيف اني قد اهتديت متأخرة لهذه التجارة...
على أي حال فرحت باكتشافي هذا أيّ فرح.. حضرت فنجان قهوتي المرّة، لأشرب نخب وظيفتي الجديدة.. وكيف سأصبح انسانة مهمة، يتاسبق الزعماء على طلب فتوى مني.. بل قل على أي كلمة تصدر عني.. سأسوق الشعوب الى الانتخابات، أو أدعهم يقاطعونها ! سأحلل وأحرّم بمزاجي وبحسب مصلحتي... ياه كم كنت غبية وعمياء... لكن الحمدلله انه فتّح عيوني، وألهمني الطريق الى راحتي وسعادتي....
وفي غمرة الإنتشاء هذه التي نقلتني الى عوالم جميلة كحلم ليلة ربيع.. وربما بسبب فنجان القهوة الذي صحصح عقلي.. تذكرت فجأة بأني امرأة !! يا للهول ! يا لدمار حلمي الجميل ! هل يحق لى الإفتاء ؟ هل عليّ الآن، أن ألعن قدري لأني امرأة ! أم أذهب الى أمريكا وأقترح على السيدة هيلاري كلينتون، بأن أكون أول امرأة في العالم تصدر الفتاوى! وأتعهد بإصدار كل الفتاوى التي تخدم الأمة الأمريكية، كونها تدعم شعوبنا المظلومة!!
؟؟
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !