لقد حان الوقت لكي نوقف تفكيرنا عما قد يكون جميلا ذلك المستقبل ، فطالما كان ماكرا ذلك المستقبل ،. بنينا لنا قصورا في غيومه وانتظرنا اقلاع شمسه حتى تنثرخيوطها على رمال تلك الغيوم لنرا قصورنابنيت وأحلامنا قد تحققت وعند شروق شمس يوم جديد نيفن ان ان الأحلام لم تتحقق وان القصور لم تبنى.
بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم ، بعيدا عن الإحباط والعزيمة وقريبا الى لغة المنطق والعقل و التجارب، لا بد لنا ان نبحث عن إجابة منطقية لسؤال واحد ما الذي نريده من ذلك المستقبل؟؟؟؟!! قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد لنا من المرور على العديد من الحقائق و الوقائع والذكريات حتى تكون اجابتنا صادقة لنستطيع بعدها تصديق انفسنا اولا و آخراً . المستقبل ذلك العالم القريب البعيد ذلك الدواء الغريب العجيب الذي نصبر فيه انفسنا عندما تضيق الدنيا بما رحبت كما اننا نستعمل هذا الدواء عندما نمتلك الدنيا ونبحث عن المزيد منها ، العجيب في الامر انه دواء لدائين نقيضين لبعضهما مختلفين في الأعراض ، لكنه يداويهما. فما الذي نبحث عنه حقا في ذلك المستقبل؟ المال، الحب، الجمال، الكمال، القوة ام راحة البال، إذا كنا حقا نبحث على هذه الاشياء فعذرا نحن نبحث على اللاشيء. نعم لا شيء فمن يختلف ان هذه الاشياء نسبية تختلف وتتغير من شخص لآخر تختلف باختلاف الزمان و المكان، إذا كيف نتفق اننا نبحث عن الاشياء ذاتها ولكن لا بد ان تكون بنفس الوقت مختلفة؟؟؟؟ان هذا شطح من الخيال و الجنون. في المستقبل القريب او البعيد سنفقد حبيبا او ستستقبل مولودا جديدا سنضحك وسنبكي، الفارق اننا نشغل حاضرنا بما يخبؤه لنا مستقبلنا يا له من اناني ذلك المستقبل يشغلنا به دوما وليس شيئا آخر سواه حتى انه ينسينا اننا نعيش في مستقبل كنا قد تمنيناه يوماً.
عذرا أيها المستقبل لم اعد بحاجة لانتظارك كم كان رهيباً عبد الرحمن منيف في روايته الآن وهنا في وصفه بطل الروايه عادل الخالدي الذي مزقته السجون وقطعته اشلاء ادوات التعذيب ليخرج من قضبان الحديد بقايا انسان، الا انه بقي قوي العزيمة وعندما سأله طالع العريفي عن سر قوته وتفاؤله قال ” الموضوع لا يتعلق بالتفاؤل او بالتشاؤم انما يتعلق بمقدرتنا على البدء من جديد وبشكل صحيح. نعم أيها المستقبل لا حاجة لنا بالتفاؤل او التشاؤم انما علينا البدء من جديد وبشكل صحيح فقد سقطت أوراق التوت عن الجميع وبلغ السيل الزبى.
رحم الله الدكتور ابراهيم الفقي الذي كان دائما يقول عيش كل لحظة كانها اخر لحظة في حياتك عيش بالحب عيش بالإيمان وقدر قيمة الحياة و تذكر ان كل يوم جديد يقول لك أنا يوم جديد على عملك شهيد لا ولن أعود الى يوم القيامة و سأشهد ضدك
التعليقات (0)