وحيـــدا .. على شاطيء البحر .. يجرجر اقدامه .. يجرجر ويلاته والامه .. ليبكي شيء من بقايا احلامه .. وحيدا على شاطيء البحر .. في عز الظهيره .. يبكي القهر .. يبكي الاميره !!
الايام في نظره سواد .. والليل اهلكه الاسى واضناه السهاد .. والاماني كبركان ثار .. والاحلام دمار .. والعمر .. آآآآه من العمر .. لا زال في انتظار !!
تهرول عجلات العمر مسرعة .. لتمر به السنين .. كمسافرين رُحّـل .. يأبون المكوث ولو يوما .. تمر به السنين .. كما لو لم تكن يوما .. تمر مسرعة .. كطير مهاجر يهوى الترحال .. لتأخذ معها شيء من احلامه واشياء من آمال .. تمر ولا مجال .. الا ان يبكي تماما كالاطفال .. يبكي مرارة ً .. ويبكي حسرة ً .. ويبكي سوء حال !!
لازال على شاطيء البحر وحيدا .. يدير ظهره لليابسه وماحوت .. وكأنه اراد ان يكون بعيدا .. عن كل ما اكتظت به الدنيا وامتلت .. ربمـا اراد ان يختلي باحلامه .. اقول ربما !! .. او انه اراد ان يستعيد شيئا من ايامه .. ايضا ربما !! .. ولكنه حتما اراد ولو مؤقتا ان يهجر جروحه .. ان يهجر شيئا من روحه .. ان يهجر الآمه !!
يعانده الحظ ويبكيه .. يقتله الشوق ويضنيه .. وكأن الحــب كالماء .. حين ظن انه امسك به .. انساب من بين يديه !! .. لم يبقى له الا يدين مبللتين بماء .. لم يبقى له الا حزن وعناء .. لم يبقى الا ذكرى .. واسير ذكرى .. ودمعة حيرى !!
هاهو على شاطيء البحر كيخت ٍ رسى .. هاهو بثوب ٍ مزقه الاسى .. ورداء كم جار عليه الدهر وكم قسى .. واماني تقتله ..( لعل وليت وعسى ).. اماله دوما مغادره .. كطيور ٍ مهاجره .. وحياته عناء .. ودموع ٌ حائره .. هاهي الاحزان اليوم تكتسيه .. وكم من الحزن والاهات قد اكتسى !!
لا زال يذكر انه ذات مساء .. امرأة من دون النساء .. سكنت فيه .. حتى اصبحت كل مالديه .. لا زال يذكر انه ذات لقاء .. حضرت الاميره .. حضرت الدنيا .. لازال يذكر شفتين كعقد ٍ من توت .. او ياقوت .. وصوت ٌ مبعوث ٌ منهما كالدهر ِ لايموت !! .. ولازالت تلك العينين .. كلؤلؤتين نادرتين .. تتبسم عينيها حينا .. وحينا تبكي صامتتين .. وشعرها المخصل بعنايه .. كمسافر بلا نهايه .. كـ آيـــه .. او انه بالفعل آيـــه !!
ولازال عاشقنا .. اسير ذكرى .. ودمعة حيرى .. وحيدا على شاطيء البحر .. في عز الظهيره .. يبكي القهر .. يبكي الاميره !!
كتبت شتاء عام 2006
التعليقات (0)