يسمى بلعيد أو كذلك يريد أن يسمي نفسه، يقطن بمدينة أكادير وله محل تجاري كبير. في الأيام الأخيرة لم يعد يسمح للناس بأخذ دين عنده، أي أنه لا يسمح لهم باقتناء السلع إلا بتسديد ثمنها في الحين.
كان قلبه مفتوحا وكان رجلا ذو بسمة اصطناعية لا تفارقه، هذه الاخيرة هي التي كان يخلق بها علاقات حب مع معظم الفتيات.
كان بلعيد معروفا عند جل نساء الحي وكان معروفا بقلبه المفتوح والذي قام باغلاقه في الأيام الأخيرة. كانت النساء يأتين من كل فج عيمق من أجل اقتناء السلع عند بلعيد، مقابل تسجيل أسماءهن في دفتر كبير وانتظار آخر الشهر، لكن آخر الشهر عادة ما يكون آخر السنة وبلعيد سيكون مظطرا لشراء دفتر جديد.
تذهب سكينة وتأتي سعدية وبلعيد يجتهد في إقامة علاقات حب ظانا في نفسه أنه وحدها علاقات الحب بامكانها أن تأتي بمزيد من الزبناء، بعد الارتفاع الهائل في ثمن السلع. ليكتشف أخيرا أنها لا تأتي سوى ب - الزبانيات- .
هذا البقال الغريب كان يعتبر نفسه أذكى من كل من يملك دكانا في المدينة، لذلك كان يسعى إلى ربط علاقات ود مع نساء المدينة. هناك بعض الفتيات اللائي أحبهن ونسي أسماءهن ليس لمغادرتهن بل لكثرتهن.
لم يتراجع بلعيد عن الكلام المعسول إلا في الأيام الأخيرة، حيث اكتشف أن كل العلاقات التي ربطها مع النساء كي يرفع بها حجم المبيعات، لم يرفع بها سوى نسبة الديون، ليكون مظطرا إلى اغلاق محله التجاري الذي آل إلى الافلاس.
بلعيد لم يعد يرى لا سكينة ولا زبيدة بل أصبح يرى فقط القليل من الزبدة المتبقية في ثلاجته والتي حرم حتى من أكلها.
كان بلعيد يعتقد أن الحب وحده يمكن أن يباع عند البقال بالمجان، وكان يربط أكثر من عشرين علاقة حب كل شهر أملا في رفع حجم المبيعات، ولما حال الأمر دون ذلك قرر أخيرا أن يبيع الحب أيضا بالمقابل، بعدما أقبل دكانه على الإفلاس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
khaourraz@hotmail.fr
التعليقات (0)