وحدها زينب احتلّت شوارع البحرين

زينب العراقي

تجلس زينب الخواجة وحيدة على الرصيف مطالبة السلطات البحرينية بإطلاق سراح والدها، الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة المعتقل في سجون البحرين بسبب نشاطه السياسي والحقوقي.الخواجة مضرب عن الطعام منذ نحو 80 يوماً، ومن حق ابنته النجيبة زينب ان تقلق عليه، وها هي تعتصم بالشارع، وحدها بجسدها النحيل وملامحها الذكية، وحدها من دون قبضات سياسية صارخة، وحدها بلا جماهير ولا هتافات.زينب تقدم مثلا على أهمية الاحتجاج الفردي وقوته، إن كونها ابنة تطالب بحرية أبيها المعتقل بسبب قضية الحرية، لا يقلل من حجم احتجاجها السياسي وعلو صوته، بالعكس زينب الوحيدة على الرصيف بدت تحتل الشارع كله، تقلق السلطات، تثير همم الناس وتعينهم على تذكر حرياتهم المدنية، وأن يكونوا شجعاناً في الدفاع عنها بغض الطرف عن موقعهم، وطبيعة مطالبهم، وبغض الطرف عن الدين والطائفة والانتماء السياسي، لم تعد زينب ، الوحيدة في الشارع، مجرد ابنة ناشط سياسي معتقل، بل صاحبة قضية عامة، هي نفسها تعلن في الشارع أنها الأخرى ناشطة سياسية.. فما الناشط السياسي الذي تخافه السلطات الاستبدادية؟ إنه لا يفخخ السيارات ويفجرها، ولا يخفي غدارته تحت ردائه كما يفعل الإرهابيون، لا يتآمر، لا تدفع له جهات أجنبية بالدولار أو الإسترليني أو المارك أو الين، انه نظيف المقاصد، ليس طائفيا ولا متعصبا قوميا، معنيا بالحرية والقضايا العادلة، إنه ببساطة يحتل مترا واحدا من الشارع ويتمسك به ويحوله الى منبر عام، وها هي زينب إذاً، حتى في طلبها المتواضع، وحركتها الفردية المكتسية بلون عاطفي، تقدم شهادة على الناشط المدني في خياراته وتبنيه الشجاع لقضية الحرية أسمى القضايا وأكثرها شرفاً !.